خبر يستعدون للاختطاف السابق- هآرتس

الساعة 09:05 ص|23 أكتوبر 2011

يستعدون للاختطاف السابق- هآرتس

بقلم: أمير اورن

ان الدعوى التي توجه على الدوام على الجيوش التي تستعد للحرب السابقة، صحيحة لكنها تظلمها. فالماضي القريب هو أساس المعطيات والفكر. واذا كانت الواقعة المهمة الاخيرة قد اعتبرت فشلا وعُين في أعقابها لجنة تحقيق، حللت الظروف وصاغت توصيات، فان المسؤولين – ورثة المسؤولين السابقين الذي تم عزلهم – سيتمسكون بتقرير اللجنة والتمسك بدرع واقية. فالمنظمة بطبيعتها محافظة ولا يمكن تغييرها إلا من الخارج.

ان لجنة شمغار في شأن الاختطافات خارجة عن الجيش واعضاؤها الثلاثة كلهم مدنيون – في الحقيقة ان اثنين منهم جنرالان متقاعدان، العميد مئير شمغار واللواء عاموس يارون – لكنها تجسد استعدادا للاختطاف السابق. ان حسن نصر الله واحمد الجعبري لم يشهدا أمامها.

كان القاضي المتقاعد شمغار في حرب يوم الغفران المستشار القانوني للحكومة. وقد تحفظ آنذاك من تقرير لجنة أغرينات وأيد الانتقاد الذي وجهه على اللجنة رئيس هيئة الاركان المُبعد دافيد (دادو) اليعيزر، لكن تقرير أغرينات أصبح معيار علاقة ورثة دادو في هيئة الاركان العامة بالمستوى السياسي.

تناولت لجنة تحقيق المجزرة في مغارة الماكفيلا برئاسة شمغار فشل "الشباك" في الانذار بتدبير باروخ غولدشتاين. وبازاء صعوبة تحديد قائم بعملية واحد، اعتمدت لجنة شمغار (الاولى) اقتراح "الشباك" استعمال منظمات – ممغنِطة تجذب اليها أشباه غولدشتاين التالين، برئاسة عملاء مثل أفيشاي رفيف. واضطرت لجنة شمغار (الثانية) للتحقيق في مقتل اسحق رابين، الى مواجهة واقع نشأ بمباركة لجنة شمغار الاولى.

تحاول لجنة شمغار الحالية ان تُعد مُركبا قانونيا (شمغار)، وعسكريا (يارون) وقيميا (آسا كشير) يقيد يدي اسرائيل بقيود كلامية. وهذا اجراء يميز المعيِّن اهود باراك، من غير احتمال حقيقي للتأثير في الطرف الثاني – حماس وحزب الله وايران وشركائها – فهناك يعلمون ان الفم الذي يحظر هو الفم الذي يبيح ايضا.

من غد جلاء الجيش الاسرائيلي عن لبنان في أيار 2000، هدد رئيس الحكومة ووزير الدفاع باراك بأن يضرب بشدة من يتجرأ على التعرض لاسرائيل. وسمع نصر الله واستهزأ وأمر باختطاف الجنود الثلاثة في مزارع شبعا. وحرق باراك نابه وضبط نفسه. وكانت لديه ذرائع مدروسة لعدم الوفاء بكلامه. واستمرت الاختطافات وبلغت ذروتها في الجنوب والشمال في حزيران – تموز 2006.

ان انجاز المختطفين الأكبر هو في اضطرار اسرائيل والجيش الاسرائيلي الى تغيير أنماط العمل. فبعد أن أخفى آسرو رون أراد إياه فُرضت قيود على طلعات تصوير سلاح الجو في لبنان خشية فقدان فرق جوية اخرى. وقد ارتفع أمن القوة الذي هو في واقع الامر في أدنى قائمة مباديء الحرب في الجيش الاسرائيلي، الى المكان الاول في الواقع قبل "التمسك بالمهمة في ضوء الهدف" – وهذه مفارقة تجعل دور الجندي الرئيس هو حماية الذات. فاذا "لقيت فاختبيء" أو "اذا لقيت فانجحِر" (فلو ان شليط ورفاقه في فريق الدبابة انجحروا لمُنعت الاصابات والاختطاف) بدل "اذا لقيت فاهجم".

ان تبجح رئيس "الشباك" يورام كوهين إذ ضمن للوزراء "احتواء الارهاب" الذي قد يزداد على أثر صفقة شليط، غامض. فهو لا يستطيع ان يتنبأ بأية صورة اختطاف أو عملية سيتحقق الشعور بالفخر والجرأة الذي نُفخ في أعداء اسرائيل. وفي الآن نفسه، من الغريب ان قضاة محكمة العدل العليا استهانوا بمقدار خطر القتلة الذي أعلنوا بأنهم سيعاودون القتل مع الافراج عنهم. فعلى أقل من هذا يُبقي قضاة محكمة الصلح مشتبها فيهم في الحجز. اذا تم الوفاء بالنذور فمن يتحمل المسؤولية ويستقيل؟ أرئيس الحكومة؟ أرئيس "الشباك"؟ أقضاة العليا؟.

لا حقيقة في الفرض الضمني وكأنه يتساوم طرفان متشابهان معنيان بنتيجة تُقاس بنفس المفهوم – الافراج عن أسرى – وإن يكن ذلك بقيم عددية مختلفة. فالصراع الحقيقي هو بين ارادات وبين آمال. ان المختطِف القادم قد يصمت، ويمتنع عن المطالب ويترك لعائلات المخطوفين وللمجتمع الاسرائيلي كله ان يصابوا بجنون عدم اليقين. قد يكون هدفه زرع اليأس ونقض التصميم الاسرائيلي وقد ينجح، بحسب الاختطاف السابق.