خبر العالم العربي بين القذافي وغزة- إسرائيل اليوم

الساعة 09:00 ص|23 أكتوبر 2011

العالم العربي بين القذافي وغزة- إسرائيل اليوم

بقلم: رؤوبين باركو

تتجمع في هذه الايام في حضن السيدة تاريخ جماجم كثيرة لحكام عرب. وبين الجماجم المعلقة المهتزة بابزيم حزامها توجد رؤوس صدام حسين وابن لادن والقذافي وقد ينضم اليها ايضا رأس بشار الاسد السوري. وليس مصير حسني مبارك وعلي عبد الله صالح اليمني مضمونا ايضا.

ان الصورة القاسية للقضاء على القذافي وتدنيس جثته وجر الجموع لها في الشارع يلقيان ضوءا ساطعا على حيينا السكني الذي يُقضى فيه كل يوم على عشرات المواطنين في اليمن، ويقصف فيه الاتراك فيقتلون مواطنين أكرادا في شمال العراق ويذبح فيه جنود سوريون أبناء شعبهم. ولا يحرك أحد في العالم ساكنا اذا استثنينا المشاركة المثيرة للسخرية لحلف شمال الاطلسي في القضاء على الطاغية الليبي لتقديرات الفائدة من النفط والغاز لاوروبا في يوم زمهرير.

وإن تعجب فعجب انه ينشر في هذه الايام حقا وفي هذا ما فيه من المفارقة تقرير من قبل الامم المتحدة يشكو مسا اسرائيليا بحقوق الانسان للفلسطينيين، ونحن قد أطلقنا من قريب عن أكثر من ألف من قتلتهم مقابل جنديينا جلعاد شليط الذي لم يحظ حتى بزيارة واحدة من الصليب الاحمر. يندمج جيراننا الفلسطينيون في الثقافة الاقليمية بطرق ليست دون طرق الغوغاء الذين قضوا على القذافي. نتذكر في هذا السياق مثلا روعي من ناحل عوز الذي جُر الى غزة وأعموا عينيه، والمجزرة الوحشية في الجنود في رام الله واحراق جندي اسرائيلي محتجز في سيارته حتى الموت في جباليا، ولن نتحدث عن اعمال القتل الفظيعة التي نفذها الارهابيون المفرج عنهم الذين يصرون على أن يُسموا أسرى حرب، في مواطنين اسرائيليين أبرياء واطفال ونساء وشيوخ.

تواصل وسائل الاعلام الفلسطينية الآن اظهار احتفال فرح ممزوج بخيبة أمل وغضب. و"صوت فلسطين" يجري مقابلات مع الابطال المحررين الذين يفخرون بكسر ظهر العدو الصهيوني ويعدون باختطافات اخرى لاسرائيليين. حتى ان السجين الدرزي المفرج عنه من الجولان يتحمس مثل بطل ويتجرأ بحماسة "الربيع العربي" على الوقاحة والتخلي عن بشار الاسد الذي "خان الجولان". ويُعرف فريق من عرب اسرائيل أنفسهم بأنهم فلسطينيون قوميون ويحتجون طالبين الافراج عن "ابطال" آخرين.

وما يزال قادة السلطة يجدون عيوبا في صفقة حماس، ويدعون الى وحدة شعبهم ويطلبون الى اسرائيل ان تفرج عن أسرى آخرين. ومع انقشاع الغبار عن صفقة شليط تثار بين فلسطينيين كثيرين اسئلة صائبة عن جدوى ثمن الصفقة الحقيقي. فهم يقولون ان اختطاف شليط كلف الفلسطينيين أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وتدمير بنى تحتية بملايين الدولارات. وهم يتألمون ايضا ولا يحبون الموت. فعلى اسرائيل ان تتذكر هذا في تخطيطها استعدادا للاختطاف التالي.

ان استراتيجية الارهاب عند حماس وم.ت.ف، التي كانت مبنية على "تخويف اليهود وهجرتهم من البلاد" انهارت برسالة واضحة أرسلها اليهم اولاد المجتمع الاسرائيلي وشيوخه ونساؤه. فهؤلاء المواطنون المعرضون للاصابة خاصة الذين استُخدموا هدفا متعمدا للارهاب الفتاك هم الذين ضغطوا على حكومة اسرائيل لتطلق سراح جلعاد مقابل القتلة محرضين على ذلك بأوضح صورة قائلين: "لا نخااااااف". فهل أدركوا هذا في حماس وم.ت.ف؟.