خبر نصر معنوي إسرائيلي- إسرائيل اليوم

الساعة 08:59 ص|23 أكتوبر 2011

نصر معنوي إسرائيلي- إسرائيل اليوم

بقلم: يوسي تتيكا

كسبت اسرائيل بصفتها مجتمعا أكثر كثيرا باطلاقها جنديا واحدا هو جلعاد شليط، من مكسب الفلسطينيين حتى لو كانوا يحتفلون باطلاق أكثر من ألف. وبرغم الثمن الذي دفعناه والذي هو أثقل من ان يحتمل – فاننا انتصرنا في المعركة على الروح المعنوية الوطنية والوعي الدولي.

لا شك في ان الاحتفالات العلنية لدى الطرف الثاني ستستمر اياما اخرى، وهي تشتمل على منصات ترفيه وخطب علنية لقادة حماس في محاولة لتعظيم ربح السلطة في غزة الى أبعد حد من هذا الاجراء، من قبل الرأي العام في الشارع الفلسطيني وفي العالم العربي كله. وفي المقابل جربنا جميعا تأثرا عظيما لكنه منضبط. لكن هل الصور أو قوة الاحتفال هي التي تحدد أي طرف كسب أكثر بالمعنى المعنوي وفخره القومي؟ لا حقا.

ما يزال الجدل في الجانب الفلسطيني في أنه هل كانت الصفقة جيدة أم لا، في أوجه. فهم يعدون الأسرى الذين لم يُطلق سراحهم، وسيزيد الانتقاد من قبل عائلات الأسرى الذين لم يُطلق سراحهم في الفترة القريبة. وفي خاتمة المطاف، سيظل فرحهم باطلاق سراح الأسرى محليا فقط، وسيبقى في غضون ايام من نصيب العائلات وحدها.

سيظل الباعث على اختطاف جنود كما كان – وسيكون لهم دائما باعث قوي على اختطاف جنود للافراج عن جميع الأسرى والمساجين في اسرائيل. لكن عشرات آلاف أبناء عائلات آلاف الأسرى الامنيين الذين ما زالوا مسجونين في اسرائيل يستطيعون ان يقولوا لهم ان هذا ليس سهلا جدا.

وسيستمر عندنا ايضا الجدل بين متخذي القرارات ووسائل الاعلام والخبراء المختلفين والاكاديميين في الثمن الذي تم دفعه، وهذا طبيعي. لكن لاطلاق سراح جلعاد شليط جوانب وطنية أوسع كثيرا من صور الايام الاخيرة. فبمجرد عودة جلعاد الى البيت كسبنا أجيالا من الشباب الذين يستطيعون ان يستدخلوا في الحقيقة الرسالة اليهودية التي هي "التكافل". لا يوجد اسرائيلي لم يمتليء فخرا لحقيقة كونه منتسبا الى هذا الشعب المستعد لدفع ثمن باهظ جدا لانقاذ نفس واحدة. لا تساوي آلاف ساعات التربية على الصهيونية وحب البلاد في المدارس الاجراء الواحد المؤثر الذي نفذته الدولة وهو اطلاق سراح جلعاد من الأسر.

بالمناسبة، من يتابع الصحافة الدولية يلاحظ كيف يتعجب العالم لهذا الكشف المحسوس جدا عن مفهوم "التكافل" هذا. وقد أعظمت صحفية كويتية الصنع إذ كتبت بصراحة: "طوبى لك يا جلعاد أن هذا هو شعبك". ومن المعقول ان نفترض انها كتبت هذا تحريضا على النظام القمعي وهذه نقطة ايجابية ايضا. لأن العالم كله – والعالم العربي ايضا – يأكله الحسد لمجتمعنا، وهو المجتمع المستعد لبذل كل شيء من اجل تقديس حياة واحد من أبنائه. ولهذا فبرغم الثمن الباهظ الذي دفعناه فانني أرى ان اسرائيل قد انتصرت بمعنى الوعي.