خبر وصية منسوبة للقذافي

الساعة 06:51 ص|23 أكتوبر 2011

وصية منسوبة للقذافي

فلسطين اليوم-وكالات

أصابت الصور ومقاطع الفيديو التي تم بثها للعقيد الليبي معمر القذافي أثناء أسره وقتله على أيدي الثوار الليبيين في سرت، أسرته وأنصاره بالصدمة. وطالب أعيان ومشايخ قبيلة القذاذفة المجلس الانتقالي الليبي رسميا بحقهم في تسلم جثمان القذافي الذي قتل الخميس الماضي بأيدي الثوار بعد تعرض موكبه لضربات يعتقد أنها بصواريخ من حلف الناتو، بينما جاء في وصية منسوبة للقذافي أنه «أوصى» بدفنه في سرت وحسن معاملة أهله واستمرار المقاومة، في وقت أعلنت فيه حركة اللجان الثورية أنها تتعهد بالانتقام لمصرع القذافي من حلف الناتو ومن الثوار و«تحويل ليبيا إلى جحيم».

وقالت المصادر إن قوات ليبية تحرس جثمان القذافي في غرفة تبريد بمدينة مصراتة سمحت لأفراد من الشعب الليبي أمس بإلقاء نظرة على الجثمان لليوم الثاني على التوالي، ولكن بعد تغطية آثار إصاباته التي قد تحمل دليلا على كيفية مقتله. وظهر جثمان القذافي في صور بثت أمس على ملاءة على أرضية غرفة التبريد لكن تم تغطية الجثمان بملاءة لم تكشف إلا عن وجهه لإخفاء جروح في جسده وآثار خدوش على صدره كانت ظاهرة حين تم عرض النصف الأعلى من جسده بعد أسره وقتله يوم الخميس الماضي.

واستقبلت قيادات من القبيلة التي ينتشر أبناؤها داخل ليبيا وخارجها مراسم العزاء في العقيد القذافي وأبنائه، في وقت أشارت فيه مصادر من القبيلة إن أحمد قذاف الدم ابن عم القذافي، والموجود حاليا في مصر، يعيش حالة وصفتها بـ«العميقة» من الحزن.

وقال أعيان ومشايخ القبيلة التي ينتمي إليها القذافي من معقلها في سرت، إنها تطالب بجثة ابنها لدفنه في موطنه سرت. وأضاف أعيان ومشايخ القبيلة في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «نعلن نحن مشايخ وأعيان قبيلة القذاذفة في ليبيا وخارجها عن المطالبة بحقنا في تسليمنا جثمان ابننا القائد معمر القذافي وأبنائه لدفنهم في موطنهم سرت وفقا لكل الأعراف والقيم الإسلامية والإنسانية. وندعو المجلس الانتقالي إلى الاستجابة لهذا المطلب الشرعي. إنّا لله وإنا إليه راجعون. (إمضاء) أعيان ومشايخ قبيلة القذاذفة سرت».

وقالت الوصية المنسوبة للقذافي إنه أوصى بدفن جثته في مقبرة سرت إلى جانب أهله كما حث على حسن معاملة أسرته وخاصة النساء بالإضافة إلى استمرار المقاومة ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) والثوار المناوئين له. وقالت وكالة «سيفين دايز» الموالية للقذافي في صفحتها على «فيس بوك» إن وصية القذافي التي كتبها في 17 من الشهر الحالي في سرت قبل مصرعه بأيام معدودة فقط قد وصلتها عن طريق واحد من ثلاثة سلمهم القذافي نص الوصية احتياطا لمقلته، مشيرة إلى أن أحد هؤلاء توفي ووقع الثاني في الأسر، بينما نجا الثالث.

ووفقا للوكالة استهل القذافي وصيته بآية قرآنية قبل أن يقول «هذه وصيتي أنا معمر بن محمد بن عبد السلام بن حُميد بن أبومنيار بن حُميد بن نايل القُحصي القذافي، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام وأموت على عقيدة أهل السنة والجماعة».

وأوصى القذافي بأن لا يغسّل، وأن يدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وفي ثيابه التي مات فيها، كما أوصى بدفنه في مقبرة سرت إلى جوار قومه وأهله. وأضاف في وصيته: «أن تُعامل عائلتي وخاصة نساءها وأطفالها معاملة حسنة، وأن يحافظ الشعب الليبي على هويته وعلى منجزاته وتاريخه وصورة أجداده وأبطاله المشرفة وأن لا يسلّم في تضحيات أحراره وأخياره».

وحث القذافي وفقا للوصية المنشورة على استمرار المقاومة من بعده، وقال «أوصي أن تستمر مقاومة أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية الآن أو غدا وعلى الدوام».

وتابع: «أن يثق الأحرار في الجماهيرية والعالم أننا كنا نستطيع المتاجرة بقضيتنا والحصول على حياة شخصية آمنة ومستقرة وجاءتنا عروش كثيرة، ولكننا اخترنا أن نكون في المواجهة واجبا وشرفا، وحتى إذا لم ننتصر عاجلا فإننا سنعطي درسا تنتصر به الأجيال التي ستأتي، لأن اختيار الوطن هو البطولة وبيع الوطن هو الخيانة التي لن يستطيع التاريخ أن يكتب غيرها مهما حاولوا تزويره».

واختتم القذافي وصيته بطلب إبلاغ سلامه إلى عائلته فردا فردا وإلى أوفياء الجماهيرية (ليبيا) وإلى كل أوفياء العالم الذين ساندوه ولو بقلوبهم.

وقالت مصادر من أنصار القذافي إن صور جثة القذافي أصابت عائلته بالصدمة، وأن مؤيديه من حركة اللجان الثورة التي كانت تعتبر العمود الفقري للنظام السياسي الجماهيري الذي دشنه القذافي في ليبيا اعتبارا من عام 1977، وتوعدت بالانتقام، خاصة بعد أن تبين مما تم بثه عن ملابسات مقتل القذافي، تعمد الثوار الذين أسروه التنكيل به وقتله. وسمحت القوات التي تحرس جثمان القذافي أمس ولليوم الثاني لمئات المواطنين في مصراتة بإلقاء نظرة على الجثمان ولكن بعد تغطية آثار إصاباته. واعتبر بيان منسوب إلى حركة اللجان الثورية أن حلف الناتو نفذ ما وصفته بـ«أقذر جريمة اغتيال في التاريخ باستهداف القذافي ورفاقه تضاف إلى جرائمه في استهداف المدنيين الأبرياء في ليبيا طيلة تسعة أشهر والتي أدت إلى مصرع عشرات الآلاف من النساء والأطفال والرجال».

وأضاف البيان: «لقد أصيب المجاهد معمر القذافي والمجاهد أبو بكر يونس والمجاهد المعتصم بالله معمر القذافي ثم أجهز عليهم العملاء بدم بارد وبنفس وسائل التنكيل التي مارسوها ضد المواطنين الليبيين الأبرياء الذين وقعوا تحت أيديهم».

وقالت الحركة إنها «تحمل فكر قائدها القذافي وتلتزم بنهجه وإن مقتله على هذا النحو لن يفت من عضدها بل سيدفعها إلى مزيد من العمل وامتشاق السلاح للثأر للقائد ورفاقه الأطهار وللشهداء الأبرار». وتعهدت الحركة بـ«الثأر» لقائدها ولمن وصفتهم بالشهداء الأبرار من أبناء الشعب الليبي من الناتو وعملائه طال الزمان أم قصر، وقالت إنه «لن يهدأ لكل عضو من أعضائها بال حتى تأخذ بالثأر المقدس».