خبر أسير محرر يحتفل بزفافه بعد تسعة عشر عاما من يوم فرحه

الساعة 08:52 م|22 أكتوبر 2011

أسير محرر يحتفل بزفافه بعد تسعة عشر عاما من يوم فرحه

فلسطين اليوم – غزة

تسعة عشر عاماَ  بين  شوق وحنين وألم وعذاب عاشها الأسير المحرر محمد السكران ابن مخيم البريج , خلف القضبان من أجل فلسطين ، تاركاً خلفه زوجته سناء التي فارقها بعد يوم واحداَ من زواجها , فاعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني وحكمة عليه بالسجن مدى الحياة ,  فنحن نعرف معنى السجن مدى الحياة , رغم ذالك لم تفكر سناء بالانفصال عنه وصممت على  البقاء في بيت زوجها تنتظر حتى عاد إليها بقلب يحمل لها الوفاء والإخلاص على صبرها وصمودها التي طال, فيا له من زمن عجيب يجمع زوج وزوجة فرقهم الاحتلال تسعة عشر عاما بعد يوم واحدا من زوجهما ...

 

مطاردة واعتقال ....

قال محمد السكران الأسير المحرر  " كان عمري يوم اعتقالي عشرون سنة ، وكنت قد تزوجت قبل اعتقالي بستة أشهر كلها قضيتها مطارداً وبعيداً عن زوجتي التي لم اقضي معها سوى يوماً واحداً ، وكانت الانتفاضة الأولى في أوجها ، صممت أن أقوم بعملية عسكرية ضد الاحتلال ، قرب الشريط الحدودي ، نصبت وأخوة لي عبوة ناسفة ، ونجحنا بالانسحاب من المكان بعد أن تأكدنا من وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال ، بعدها طوردت في قطاع غزة ، حتى تمكن الجيش الإسرائيلي من اعتقالي بعملية معقدة ، وتم التحقيق معي وخضعت لكل صنوف التعذيب والقسوة ، ولم يعفني محققو الاحتلال من الشبح الطويل والجوع والعطش ، والعزل وحرماني من الدواء بعد شدة الإعياء ، مرت أشهر التحقيق كأنها دهوراً وأزمنة قضتها أجيال وأجيال ، وبفضل الله تحملت وصبرت، ولم أعترف على أي من أبناء مجموعتي ، وعندما عرضت على المحكمة العسكرية الصهيونية ، كنت متأكدا أن الحكم سيكون قاسياً ، كانت تهديدات ضباط التحقيق واضحة ، وقد أوفوا بتهديدهم وحكم عليا مدى الحياة '.

 

 تسعة عشر سنة حرمان وألم....

وأضافه الأسير:' قضيت تسعة عشر سنةً بطولها  في سجن النفحة ,أيام مليء بالعذاب والفراق للأحبة ,وبرغم ذالك لم يكسرني شعور اليأس والإحباط ، ولم نستسلم للسجّان الذي عايرنا بقياداتنا التي كما يعتقدون إننا ليس بحسبانهم فلم يدخل  اليأس في قلوبنا ، وتمسكنا بالصبر على الهوان ، وعشنا اليوم سنين طوال.

 

استقبال الأسرى الفلسطينيين لخبر أسر شليط ....

أكد الأسير المحرر محمد أن نبأ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، من قبل رجال المقاومة في قطاع غزة , جعلهم يشعرون بان روح التحدي عادت مرة أخرى  وعلوت أصوتهم بالتكبير , مما بعث  الأمل فيهم بأن هذه العملية ستفرج على أحد من الأسرى لأننا نعلم بان قيادتنا يفكرون فينا.

ويضيف ' شعرت يومها أن الفرج قد اقتربّ ، وكل ما كان يقلقنا أن ينجح الاحتلال باسترجاع شاليط أو قتله في غزة ، فتفشل عملية التبادل ، وهذا فضل الله علينا أن مكنّ رجال المقاومة من المحافظة على روح الأسير الإسرائيلي ، وإنجاح الصفقة '.


أملاَ جديد معطر بالزغاريد والسرور....

يقول الأسير المحرر محمد السكران : تحول السجن عندما سمعنا خبر اتفاق  بين حركة حماس وإسرائيل على إتمام صفقة التبادل ، إلى ساحة أهازيج وصراخ مسرور وزغاريد ، ولكن سلطة السجنّ سرعان ما حرمتنا من متابعة أخبار الصفقة، ومرت أيام طويلة حتى جاءنا الخبر اليقين ، بأن الصفقة قد تم الموافقة عليها ، وأن أسمي من بين الأسماء التي ستفرج عنها ، لم تسعني الفرحة، كأنني ولدت من جديد ، فبدأت  أجهز كباقى أخوانى للخروج من السجن ولم أنم فرحاً ومودعاً أخوتي الذين لم تشملهم الصفقة ، حتى يوم خروجي كان يوما عظيماً ، كأنني في حلم سابق عشته ، ولكن فرج الله كان أكيد يوم أن وصلت معبر رفح وأيقنت أنني أعيش لحظة عمري الجديد في غزة.


أعظم بشرى في حياتي....

قال والد الأسير " الحمد الله والشكر لأنه أمد في عمري لكي استقبل ولدى بعد 19عاماَ من الفراق فأن بشرى الإفراج عنه أعظم بشرى في حياتي وقال "أنا فخور جداً بمحمد ، كما أنني فخور جداً بزوجته التي صبرت على غياب زوجها تسعة عشر عاماً كاملات .

 

عادل شقيق الأسير...

يصف  أحوال زوجة أخيه الأسير فيقول"زوجة محمد كانت أكثرنا بهجة وفرحة بسماع الخبر ، وكأنها في موسم حان حصاده بالفرح ، فسناء زوجة غير عادية ، تحملت في غياب أخي الكثير وصبرت ، ورغم العروض الكثيرة التي حاصرتها والضغوط عليها بأن تطلق من محمد وتتزوج خاصة في أول سنين أسره وبعد سماع حكم المؤبد ، إلا أنها رفضت تماماً وأصرت على أن تبقى على ذمته حتى ولو قضت نحبها أو قضى نحبه خلف أسوار السجن ، وفرحة الأهل لا توصف حقيقة ، وأما عن يقيننا بالافراج عن محمد ضمن صفقة التبادل ، لقد وصلتنا تطمينات سابقة ومؤكدة أن محمد من بين الأسرى المطروحة أسماءهم للإفراج عنهم ، والذين يدافع عنهم من قبل المفاوض الفلسطيني ، والحمد لله صدق وعد الأخوة ، ونتمنى أن يتم الافراج عن جميع الأسرى المتبقين خلف القضبان'.

 

سناء السكران تمثال للصبر والصمود...

زوجة الأسير المحرر سناء  "تقول شعوري لا يوصف بخبر الإفراج عن محمد ، فمن يوم ما سمعت الخبر ، لم أتناول طعاماً ولم أذق نوماً من شدة الفرح ، أسبوعا كاملاً وأنا في حالة انتظار جميلة ومبهجة، ويوم أن رأيته وتلك اللحظة التي أيقنت أنه أمامي لن استطيع وصفها ' فرحتي لا توصف ، وسروري كبير ، ورغم المؤبدان وسنوات سجنه الطويلة ، صبرت  ولم يدخلنا اليأس يوماً ، بل كان أملنا بالله كبيراً ولم يخذلنا ، يا الله لك الحمد على ما قدرت وفرجت كربتنا 'وتقول قضيت سنوات الانتظار وغياب محمد ، بكثير من الصبر ، ولكي أطرد وحدتي ويكون محمد دائماً في مخيلتي وذاكرتي ، طلبت من شقيقه أن يعطيني أبنته التي لم تبلغ أكثر من عشرين يوماً فقط ، لكي تتربى في حجري وتعيش معي ، فكانت أنيس وحدتي وسلوى قلبي ، وابنتي التي لم أنجبها ، وكنت أحدثها عن محمد الذي لم يقض غير يوم واحد معي ، كبرنا معنا أنا وهي وكانت من المتفوقات في المدرسة ، وكنت أرى فيها الغد المشرق الذي سيوصلني إلى محمد ، أيام بما احتوته ، أيام صمود وتحدٍ من نوع لا يمكن وصفه .

 

 العائلة قررت الاحتفال بزواج الأسير مرة ثانية

عيسى ابن عم الأسير قال" قررت العائلة الاحتفال بزواج ابننا من ابنة عمه من جديد حتى تكون الفرحة فرحتين فرحة بالإفراج عنه من سجون الاحتلال وفرحة بتجديد زواجه مرة أخرى وبالفعل احتفلنا يوم أمس بالزواج.

 

مخيم البريج يشارك الأسير بتجديد حفل زفافه

اجتمع يوم أمس جماهير من شباب مخيم البريج ليشارك الأسير حفل زفافه على ابنة عمه التي انتظرته ما يقارب عشرون عاما  , فاجتمع الأحبة والأصدقاء والمهنئون  بالزفة  والاغاني الشعبية الفلسطينية ورفع خلالها العلم الفلسطيني  

وشارك النساء زوجة الأسير سناء فرحتها في الصالة التي تم اختيارها

 فعمت الفرحة والسعادة في قلوب أحبة الأسير...