خبر أسير محرر : إسرائيل ساومتنا على الاعتراف بدولتها قبل خروجنا من السجن

الساعة 02:21 م|21 أكتوبر 2011

أسير محرر : إسرائيل ساومتنا على الاعتراف بدولتها قبل خروجنا من السجن

فلسطين اليوم _ غزة(خاص)

أشخاص كثيرون عرفتهم لأول مرة .. استقبال حافل لم أتوقعه من قبل .. حرية ذقت طعمها بعد ثمانية عشر عاماً من القهر والعذاب .. حنان شعرت به لحظة وطأة أراضي الوطن .. عيون كثيرة نظرت إلي مليئة بالفرح وأخرى تملأها الدموع .. أطفال أحاطوا بي كل منهم يحاول أن يعرف نفسه لي قبل الآخر .

 

هذا ما قاله الأسير إياد العرعير أحد الأسرى المحررين ضمن صفقة "وفاء الأحرار" لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية "حين وصف أول لحظة لقاء بأهله ووطنه بعد تحريره .

 

وعن اللحظات التي غادر فيها العرعير سجون الاحتلال متوجها إلى أراضي الوطن أكد أنها لحظة اختلطت بها مشاعره ما بين الفرح والسعادة والحزن والألم .. فرحة بلقاء الأهل بعد سنوات من الحرمان .. وحزن على ترك أهل آخرون عاش معهم نفس العمر الذي عاشه مع أهله في غزة .

 

وأضاف العرعير أن شعوره بين أهله في أول ليلة قضاها معهم بعد تحريره كانت من أجمل الليالي حيث أنه لم يستطع النوم طوال الليل , منشغلاً بالحديث معهم لمعرفة أحوالهم بعد ثمانية عشر عاماً من الحرمان.

 

وعن أصعب اللحظات التي عاشها عقب الإفراج عنه أوضح العرعير أنها كانت لحظة أن طلبت إدارة السجون الصهيونية من الأسرى التوقيع على وثيقة تؤكد اعترافهم بدولة إسرائيل , مشيراً إلى ان الوثيقة قٌوبلت بالرفض من جميع الأسرى الذين أكدوا أن بقاءهم في السجون مدى الحياة أهون من التوقيع على الوثيقة .

 

أما والدة الأسير العرعير فقالت إن فرحة تحرير ابنها إياد كانت أول فرحة في حياتها رغم أنها زوجت إخوانه وأخواته , مؤكدة أن أعراسهم كانت تجدد حزنها على إياد كان يضيع كل فرحة في البيت .

 

ووصفت والدة الأسير العرعير لحظة لقائها بابنها قائلة :" وقفت أنتظر وحين شاهدته من بعيد شعرت بأن قلبي يرتجف ولم يهدأ إلا بعد أن ضممته في حضني قرابة الربع ساعة , وشاهدته بين إخوانه وأهله ", مشيرة إلى أن لاحظت حجم التغيير الذي أصبح عليه إياد بعد سنوات السجن حيث أن شكله قد تغير إضافة إلى نقص وزنه .

 

وعن أصعب لحظات الفراق التي شعرت بها العرعير , أكدت أن تلقي خبر أسر ابنها كانت كالصاعقة التي ألمت بها , مضيفة أن لحظة انتقاله من سجن غزة المركزي إلى سجن المجدل حين انجلى الاحتلال عن قطاع غزة عام 1994 , منوهة أن تلك الفترة شعرت خلالها بأن ابنها قد ابتعد عنها بصورة حقيقية .

 

نبذة عن الأسير المحرر إياد العرعير

أسيرنا المجاهد إياد سالم العرعير ولد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بتاريخ 29/12/1974،لأسرة فلسطينية صابرة مجاهدة تتكون من والديه وأربعة أخوة وأربع أخوات.

 

ودرس أسيرنا المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس غزة، وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة حطين، من ثم درس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، لكن اعتقاله في السنة الأولى حال دون إكماله لمسيرته التعليمية.

 

تعرض أسيرنا إياد لمحنة الاعتقال في عام 1993م، بعد تنفيذه عملية بطولية بالسلاح الأبيض ضد مجموعة من الجنود الصهاينة، أسفرت عن مقتل جندي صهيوني، وإصابته في قدمه بجراح متوسطة.

 

وقد حكمت المحكمة الصهيونية بالسجن المؤبد مدى الحياة على أسيرنا البطل الذي يقبع في سجن العزل ببئر السبع، ويعيش ظروف اعتقال صعبة للغاية، بالإضافة إلى حرمانه من زيارة ذويه له منذ سنوات طويلة.