خبر معلقون « إسرائيليون »: « إسرائيل » تخضع للمقاومة

الساعة 05:11 م|20 أكتوبر 2011

معلقون "إسرائيليون": "إسرائيل" تخضع للمقاومة

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

تتواصل الردود الإسرائيلية على صفقة تبادل الأسرى، وبينما يؤيدها الشارع تتزايد دعوات المراقبين إلى تغيير معايير التبادل, بعدما أكد كثير منهم أنها خضوع إسرائيلي للمقاومة.

ويتوافق بعض المعلقين الإسرائيليين على وصف الصفقة بـ"الخضوع" لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويرى الخبير بالشؤون السياسية غيدي آشل أن صفقة التبادل "خسارة فادحة" تهدد الأيديولوجيا الإسرائيلية.

ويحذر آشل في مقال نشره موقع القناة السابعة الخاصة بالمستوطنين من أن الصفقة تؤسس لمعركة جديدة مع الفلسطينيين تكون الخسارة فيها من نصيب إسرائيل.

ويعتبر الصفقة خضوعا ينم عن تفكير في مصائر الأفراد لا المجموعة وهي بداية انهيار إسرائيل الموجودة اليوم في صراع وجود.

هستيريا

ويصف المعلق السياسي البارز في صحيفة "هآرتس" أوري شفيط أن الصفقة تمثل بالنسبة لإسرائيل معركة "الجنون والخضوع".

ويتابع "الآن وبعد عودة شاليط يمكن قول الحقيقة, لقد أصابنا جنون وبسبب مشاعر التضامن مع جندي شاب فقدنا رجاحة الرأي وأدخلنا ذاتنا لهستيريا عاطفية".

ويشير إلى أن إسرائيل لا ترى مئات الضحايا الذين من شأنهم أن يسقطوا نتيجة الصفقة مستقبلا ويقول إن إسرائيل صارت تدير شؤونها القومية كالصبيان دون حكمة ومسؤولية.

ويرى أن إسرائيل أصبحت مختلفة تماما بعد أن كانت لا تكترث بحياة جنودها دفاعا عن مواطنيها ولا تخضع لـ"الإرهاب" ولذا انتصرت في حروبها من 1948 حتى 1967, أما اليوم فأصبح الإسرائيليون يذرفون الدمع عندما يودعون ابنا يذهب إلى الجيش.

ودعا شفيط إسرائيل إلى وقف "الهستيريا" وضمان عدم تكرار مثل هذه الصفقة المجنونة، على غرار أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، والعودة إلى سابق عهدها.

خنوع بائس

وكذا يعتبر المعلق المختص بالشؤون العسكرية في موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، أن الصفقة "معقولة" من ناحية السياسة "الإسرائيلية" الداخلية والتبعات الأمنية المترتبة عليها لكنها تبقى خنوعا بائسا من الناحية الإستراتيجية.

ويؤكد يشاي أن حركة حماس عرفت كيف تستغل الخاصرة الضعيفة للمجتمع الإسرائيلي الحساس للخسائر البشرية، مشيرا إلى تحليها بالصبر والعزيمة طيلة السنوات الخمس الأخيرة.

ويوضح أن الصفقة تزرع الثقة لدى جنود إسرائيل وتشعرهم بأن دولة تقف خلفهم لكنها في المقابل شكّلت مكسبا هائلا لأعدائها.

كما يستذكر صفقات مماثلة مع حزب الله ويرى أنها تعزز قوة الحركات الإسلامية في المنطقة وتؤسس لفكرة أن "إسرائيل" لا تفهم سوى لغة القوة.

ويشير بن يشاي المقرب من المؤسسة الأمنية إلى أن الصفقة تعزز مواقف حماس وفكرها الإستراتيجي وتضعف السلطة الفلسطينية ونهجها.

مصادر دبلوماسية

وهذا ما تؤكده اليوم "مصادر دبلوماسية" في نيويورك اعتبرت أن صفقة التبادل ضربت احتمالات استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية في المستقبل المنظور.

وتنقل صحيفة "هآرتس" عن تلك المصادر المقربة من رئاسة الأمم المتحدة قولها إن صفقة التبادل قد أصابت احتمالات المفاوضات المتعطلة بأذى بليغ.

ومقابل تأييد واسع للصفقة في أوساط الرأي العام داخل إسرائيل يرى الباحث في الشؤون الأمنية بوعز جانور أن من يؤيدها بلا عقل ومن لا يفرح لمشاهدة شاليط طليقا بلا قلب.

وفي تصريح للقناة العبرية العاشرة الليلة الماضية دعا جانور إسرائيل إلى الاستعداد لصفقة شاليط جديدة يتم فيها اعتماد معايير جديدة, وتابع "باختصار علينا ترسيم خط أحمر جديد".

وقال جانور إنه على إسرائيل إطلاق الأسرى الذين قتلوا جنودا فقط أما من استهدفوا مدنيين فينبغي محاكمتهم وعدم الإفراج عنهم وأضاف "أما توصيات لجنة شمغار الداعية لمنع التفاوض البتة فتعني الحكم بالإعدام على شاليط القادم

توصيات شمجار

ويشار إلى أن لجنة برئاسة القاضي المتقاعد شمجار أوصت عام 2008 باعتماد معايير جديدة في كل ما يتعلق بتبادل الأسرى, أبرزها مبادلة جندي بأسير واحد فقط.

وفي المقابل يؤكد السفير الإسرائيلي في القاهرة أن الصفقة تنطوي على فرصة هامة لتحسين العلاقات مع مصر, داعيا إلى استغلال الثقة بين البلدين الت نتجت عنها.

ويؤكد الكاتب المعلق بالشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" عكيفا إلدار أن هذه التوصيات لو اعتمدت كانت ستعيد شاليط ميتا.

قرار عقلاني

ويوضح إلدار في حديثه للجزيرة نت أن التوصيات المذكورة لن تحبط عزيمة الفلسطينيين في أسر المزيد من الجنود.

ويسخر إلدار من التوصيفات الإسرائيلية ويتساءل "الطيار الذي أنزل قنبلة بزنة طن وقتل 16 طفلا وسيدة في غزة بغية قتل القائد صلاح شحادة أليست يداه ملطخين بالدم؟".

ويؤكد أن مماطلة إسرائيل في إتمام صفقات تبادل يضر بثقة الإسرائيليين بحكومتهم وتعني عند إنجازها خنوعا كما هو الحال اليوم بدلا من قرار عقلاني.

وردا على سؤال يشير إلدار كمعلقين آخرين كثر إلى أن الصفقة تساند حركة حماس وتضعف السلطة الفلسطينية وربما تبعد احتمالات استئناف المفاوضات معها.