خبر محللون إسرائيليون: عملية الخطف القادمة مسألة وقت

الساعة 06:28 ص|20 أكتوبر 2011

محللون في "تل أبيب": عملية الخطف القادمة مسألة وقت

 فلسطين اليوم-القدس العربي

قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب أمس الأربعاء إن حركة حماس حققت فوزا كبيرا في الضفة الغربية المحتلة على السلطة الفلسطينية وعلى حركة فتح، لافتةً إلى أنه كان ظاهرا للعيان أن الحركة عادت إلى تصدر الأجندة السياسية في الضفة بعد أنْ اختفت عن المشهد السياسي بسبب قمع السلطة والجيش الإسرائيلي في السنوات الأربع الأخيرة، وكل ذلك بفضل إطلاق سراح الأسرى في عملية التبادل، على حد تعبيرها.

وأضافت المصادر، بحسب صحيفة 'هآرتس' العبرية، أنه إذا لم تتمكن إسرائيل من المحافظة على الوضع القائم مع حماس في غزة، فإن الأمر يثير القلق الشديد.

ولفتت المصادر إلى أنه من الممكن جدًا أن الصفقة هي جزء لا يتجزأ من مشروع الحركة إلى التحول إلى مؤسسة، مشيرةً إلى أن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، أحمد الجعبري، ظهر خلال تسليمه الجندي الإسرائيلي الأسير وهو بلباس مدني، مشيرةً إلى أن بدون منازع هو الرجل الأقوى في قطاع غزة، كما أنه يستمد قوته على حساب قادة حماس في الخارج، وأضافت المصادر عينها إن إسرائيل خلال الصفقة تمكنت من إيجاد قناة اتصال قوية ومؤثرة، أي مصر، في محاولاتها لتليين مواقف حركة حماس، قناة الاتصال هذه سيُحافظ عليها، ليس من أجل التوصل إلى سلام، بل من أجل حل المشاكل الإنسانية وإبعاد شبح الحرب، وأكدت المصادر أن تقوية المخابرات المصرية، التي تمكنت من إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، هو مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى، على حد تعبيرها.

على صلة، أجمع المحللون في الدولة العبرية، من أمنيين وسياسيين على أن عملية الاختطاف القادمة التي ستُنفذها الفصائل الفلسطينية قادمة لا محال، وأن السؤال ليس هل تُنفذ العملية، إنما متى، وقال أليكس فيشمان، المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أمس الأربعاء إنه يتحتم على جميع الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال إجراء حساب للنفس بعد صفقة الذل وافشل، على حد تعبيره، والتي أُخرجت إلى حيز التنفيذ مع حماس، ولفت فيشمان إلى أن ما أسماه بالثمن الباهظ الذي دفعته تل أبيب مقابل إعادة الجندي الأسير، غلعاد شليط، سيؤدي إلى تحفيز جميع الفصائل الفلسطينية على القيام بعمليات اختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين، ملمحا إلى أن الفصائل فهمت بعد الصفقة الأخيرة أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة.

على صلة بما سلف، قال المحلل السياسي المخضرم في صحيفة 'هآرتس'، عكيفا إلدار، في مقال نشره أمس تحت عنوان تحت عنوان رسالة إلى حركة فتح إنه من الممكن تخيل ماذا يدور في رأس كل فرد من عائلة أسير لم يطلق سراح ابنها من السجن، عندما يشاهدون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (وزوجته سارة) أول من يحتضن غلعاد شليط (يتساءل الكاتب هنا مرة أخرى: لماذا لم يكن ذووه أول من يعانقه؟)، وفي الوقت نفسه فإنهم يسمعون أصوات الفرح في منزل الجيران بإطلاق سراح ابنهم، ويتساءلون لماذا لا يقوم المسؤولون في المقاطعة، بدلاً من التجول في العالم وقضاء الوقت في الفنادق، من خطف جندي إسرائيلي وإطلاق سراح ابنهم؟ وبرأي إلدار فإن هذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل، مشيرا إلى أن عائلات الأسرى القدامي تتذكر بالتأكيد كيف كان نتنياهو سيعامل مع إطلاق سراح أبنائهم عندما لا يكون في حوزة تنظيمهم رهينة إسرائيلي، ولا تشتمل الصفقة على ميلودراما تغطيها وسائل الإعلام.