خبر بعد سنوات من القهر و الحصار..غزة تعيش نشوة الانتصار

الساعة 06:41 م|18 أكتوبر 2011

بعد سنوات من القهر و الحصار..غزة تعيش نشوة الانتصار

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

يعيش الفلسطينيون في مختلف مدن ومحافظات فلسطين من بحرها إلى نهرها حالة من النشوة بعد الانجاز العظيم الذي تحقق بفعل الصمود الأسطوري للشعب و المقاومة الفلسطينية وبات الحديث عن فشل العدوان الصهيوني في تحقيق أهدافه عنوانا للحديث بين الناس.

ما يزيد عن خمسة أعوام مرت على الشعب الفلسطيني و خاصة في غزة، دفع فيها المواطنون في كل يوم ضريبة هذا اليوم العظيم، آلاف الشهداء ارتقوا، و مئات الأطفال ماتوا و هم محرومون من علبة دواء أو من المرور عبر المعابر لتلقي العلاج، و ذاق المواطنون في غزة ويلات الحصار بكل ما تحمله الكلمة من معاني القهر، في محاولات صهيونية فاشلة لثني إرادتهم و قهرها، و اليوم ينقلب السحر على الساحر و تركع "اسرائيل" بكل أجهزتها و استخباراتها و إمكاناتها أمام مطالب المقاومة الفلسطينية، لتثبت من جديد أنها تشبه بل هي بيت العنكبوت بعينه، و أن المقاومة وحدها القادرة على أن تقول و تفعل و تسقط خطوط "اسرائيل" الحمراء و محظوراتها.

هو يوم انتصار للشعب و المقاومة معاً، هكذا كان لسان المواطنون الذين احتشدوا في بيت استقبال التهاني بعودة الأسير الفلسطيني القائد الفتحاوي عبد الهادي غنيم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد 23 عاماً قضاها في السجون بعد ان حكم عليه بالسجن بالمؤبد 16 مرة بالإضافة الى 480 سنة، اثر قيامه باعتلاء باص رقم (405) والمتوجه إلى مدينة القدس، وسيطر على الحافلة وقلبها في وادٍ سحيق، وهو يكبر ويقول الله أكبر، الله أكبر، مات أكثر من 16 يهوديًّا، وأصيب العشرات وبقي عبد الهادي على قيد الحياة، فحُمل بجروحه وجسده المحطم والمهشم؛ ليذوق أصنافًا شتَّى من ألوان العذاب.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم حضرت جانباً من هذا العرس الوطني الحاشد، حيث رصدت تعانق الأعلام الفلسطينية برايات الفصائل بكل ألوانها في مشهد مهيب يعكس وحدة الدم و المصير الفلسطيني مهما اختلفت الرؤى

أما عن مشاعر الفرح فقد تحدث شقيق الأسير المحرر غنيم فور وصوله إلى بيته في المخيم قائلاً: "إن هذا اليوم يسجل لحساب المقاومة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني الذي وقف إلى جانبها و دعمها بكل الوسائل، مؤكداً أن صفقة تبادل الأسرى هذه تفتح الباب على مصراعيه أمام الشعب الفلسطيني لصفقات أخرى من اجل تحرير باقي الأسرى من سجون الاحتلال"

المشهد هو ذاته في بيت استقبال الأسير القسامي جلال صقر في مخيم النصيرات أيضاَ، فمنذ أن بزغ فجر اليوم، لا زالت الزغاريد و الأناشيد الوطنية و الحماسية تصدح في بيت الأسير ابتهاجاً بالإفراج عنه بعد قضاء 20 عاماً خلف قضبان الاحتلال

و تحدث أحد أقارب الأسير المحتشدين في بيت استقباله إلى مراسلة فلسطين اليوم قائلاً: " إن هذه الصفقة النوعية التي حصلت اليوم و كسرت لاءات "اسرائيل" ما هي إلا دليل على خيار الشعب الفلسطيني بالمقاومة وهو الخيار الذي اختاره هذا الشعب بإرادته من دون أن يدفعه أحد إليه"

يذكر أن الأسير المحرر جلال صقر حمل على أكتافه حكما بالسجن المؤبد أربع مرات بعد أن اعتقل من الحدود المصرية، حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليه هو ومجموعة من كتائب القسام