خبر هنية: « فلسطين » هي حدود صفقة شاليط .. والسنوار وأبو سمهدانة يتعهدان بتحرير الأسرى

الساعة 04:40 م|18 أكتوبر 2011

خلال الاحتفال بعرس تحرير الأسرى بغزة

هنية: "فلسطين" هي حدود صفقة شاليط .. والسنوار وأبو سمهدانة يتعهدان بتحرير الأسرى

فلسطين اليوم: غزة

قال رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية إن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" حددت حدود الدولة الفلسطينية بشمولها البعد الجغرافي لأسرى غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة وأراضي الـ 48 والجولان السوري العربي المحتل، وليس 22% من أرض فلسطين التاريخية.

وأوضح هنية في كلمة له خلال الاحتفال بعودة الأسرى المحررين في الكتيبة غرب مدينة غزة مساء اليوم الثلاثاء (18/10) أن صفقة التبادل التزمت بأمرين لهما علاقة بالإنسان والأرض.

وقال أولاً التزمت الصفقة أن تضم أسرى من مختلف القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية ومن مختلف تيارات الحركة الأسيرة خلف قضبان الاحتلال، ولم تنطلق حركة حماس من رؤية خاصة أو حزبية أو فئوية، بل انطلقت من موقع القيم الأخلاقية.. وأضاف قائلاً:" إننا وضعنا الخلاف خلف ظهورنا من أجل عيون هؤلاء الأبطال. فكان من بين المحررين من أبناء حركة حماس وحركة فتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وفدا والمقاومة الشعبية والنضال الشعبي ومن فتح الانتفاضة ومن مختلف ألوان الطيف السياسي، وسجلت هذه الصفقة درسا مهما عملياً على الأرض لتؤكد أن هذا الشعب هو شعب واحد وأن هذا الشعب في وقت المحن والشدائد ينتفض القادة من أجل أن يحافظوا على هذه الأمانة.. أمانة الإنسان الفلسطيني.

وأوضح أن المفاوض المدعوم من أبناء هذا الشعب أن يوقع على الاتفاقية وان يخلف من وراءه ألوانا من ألوان الطيف السياسي. موضحاً أن أبناء حركة فتح كانوا عندنا كأبناء حركة حماس وغيرهم من الفصائل. وجسدت الصفقة الرسالة الأولى وهي رسالة شعب واحد.

وتابع أن الصفقة امتدت في المعيار الوطني والإسلامي والشعبي إلى الإفراج عن أخٍ مناضل محكومة بثلاث مؤبدات وهو من الإخوة المسيحيين الذين يعيشون داخل الضفة المحتلة كانت هذه الصفقة قد شملته وهو موجود بيننا في غزة.

وأوضح أن المعيار الثاني في الصفقة أنها جسدت "وحدة فلسطين" فلم تكن الصفقة خاصة بأسرى غزة، رغم أن غزة دفعت الثمن كل الثمن والذي هو رخيص من أجل الله، ومن أجل كرامة هذا الشعب ومن أجل حرية هؤلاء الأبطال..بل شملت غزة والضفة والقدس المحتلة وال 48 والجولان السوري العربي المحتل. ورسمت هذه الصفقة خارطة لحدود فلسطين مجداً في الوقت الذي يجري فيه حراك فلسطيني حول 22% من فلسطين، فجاءت هذه الصفقة لتقول أن حدود فلسطين هي حدود الصفقة.

ولفت إلى أن هذه الصفقة لم يبق أسيرات من أسيراتنا داخل سجون الاحتلال وما ظهر في الساعات الأخيرة يتابعه الإخوة المفاوضون مع الأشقاء في مصر ولكن على رأس الأسيرات المناضلة أحلام التميمي المحكومة بـ 16 مؤبد مدى للحياة.

وقال هنية أن هذه الصفقة تعني أن هذا اليوم هو يوم فلسطيني باقتدار .. لكم أن تتخيلوا أيها الشعب في كل مكان.. فق اشتملت الصفقة على 320 أسير وبطل محكومين مؤبد مدى الحياة وها هم يخرجون اليوم ويعيشون بيننا بفضل الله سبحانه وتعالى.

وأضاف أن هذا اليوم هو يوم من أيام الله وفلسطين – ثم يوم من أيام المقاومة ومشروعها المبارك على ارض فلسطين.. مؤكداً أن المقاومة هي الخيار الواقعي وبها تم تحرير غزة وتحرر الإنسان البطل الذي دخل السجن من أجلنا وكرامتنا وفلسطين والقدس.

وأوضح أن المقاومة اليوم تتجلى بأبهى صورها .. بقدرتها على الصمود وقدرتها على المناورة وبالاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لمدة خمسة سنوات وأكثر في منطقة جغرافية صغيرة اسمها غزة.. وهي في مرمى كل الأجهزة التجسسية الصهيونية وغيرها، مؤكداً أن كتائب القسام كانوا أمناء وكانوا عند مستوى المرحلة  والمسؤولية حتى أن صحيفة إسرائيلية قالت إن تسليم شاليط تم خلال مناورة أمنية معقدة لم تستطع أجهزة المخابرات الإسرائيلية متابعتها.

وأشار إلى أن هناك أطراف محلية وخارجية عرضت أن تأخذ هذا الأسير وتعيده بلا مقابل أو بثمن بخس، وقالوا بأن عملية "الوهم المتبدد" مغامرة لا تستحق كل هذا الثمن، وها أنا أقول لهم اليوم وأمام لحظة الانتصار:"إن هؤلاء الأبطال يستحقون كل مغامرة من أجل كسر القيد وإعادتهم لفلسطين".

وأكد أن هذه الفرحة التي نعيشها اليوم هي فرحة لكل أحرار العالم، وهي فرحة فلسطينية وعربية وإسلامية، ولفت إلى أنه من باب التأكيد على هذا البعد أنه تحدث خلال الأيام القليلة الماضية مع العديد من الرؤساء والعلماء والقادة وكلهم على قاسم مشترك أنه ما جرى نصر عظيم لشعب فلسطين وللثورات العربية والربيع العربي. ونقل عن المرشد العام للإخوان المسلمين د. محمد بديع قوله بعد الاعلان عن اتمام الصفقة وهو يتصل مهنئاً "أنت وكل الشعب الفلسطيني هذه أول فرحة نستشعرها من قلوبنا منذ النكبة منذ أن اغتصبت أرض فلسطين عام 1948.

وقال أن هناك درسان مهمان مما جرى وهما أن الصابرين والصامدين والثابتين وأصحاب المبادئ والذين يتحملون في سبيل الله وسبيل الوطن ثمرة كل هذا العمل وهذا الصمود هو النصر والانجاز الوطني.. وإن صبرنا لم يضع سدى بما في ذلك شهداء هذه العملية المباركة. والدرس الثاني هو إمكانية هزيمة "إسرائيل" إمكانية واقعية باعترافهم في صحفهم فيقولون :"أنهم في هزيمة والفلسطينيون في انتصار"..

وطالب أهالي غزة أن يضعوا الأسرى الذين أبعدوا من الضفة إلى وطنهم في قطاع غزة في قلوبهم وسويداء عيونكم، وقال لأهالي غزة :"افعلوا ما فعل الأنصار والمهاجرون".. بيوتنا وقلوبنا مفتوحة لأنهم لحمنا ودمنا وربعنا وأهلنا وقادة هذا الشعب ودخلوا السجن من أجلنا". مؤكداً أن حكومته ستقوم بواجبها على أكمل وجه تجاههم.

واختتم كلمته بالشكر الجزيل لمصر الثورة التي قادت المفاوضات من موقع الرعاية الملتصق بإرادة الشعب الفلسطيني والمصري وإرادة الثورة المصرية. وقال كانوا أمناء في هذه المحطة – كانوا على قدر مستوى مصر العظيمة.

السنوار يدعو إلى اعتماد خطة لتحرير بقية الأسرى

من جهته دعا الأسير المحرر والقيادي في حركة حماس يحيى السنوار "أبو ابراهيم" كافة قادة فصائل المقاومة الفلسطينية وتحديداً كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن يأخذوا على عاتقهم تحرير باقي الأسرى من سجون الاحتلال في القريب العاجل.. مؤكداً أنه يجب أن يتحول تحريرهم إلى خطة عملية يشرع في تنفيذها ويرصد لها الإمكانيات على الفور. مشدداً على ضرورة أن يدفع العدو الصهيوني الثمن الذي تطلبه المقاومة مقابل أسراه عند المقاومة.

كما دعا جماهير شعبنا وأحرار العالم أجمعين أن يقوموا بنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يعانون ظروف قاسية تعرض حياتهم للخطر.

وقال السنوار في كلمته نيابة عن الأسرى المحررين في الاحتفال الجماهيري:" تركنا وراءنا أفئدتنا .. ومهج قلوبنا .. وأرواحنا .. تركنا محمود عيسى القائد القسامي الذي قام بخطف جندي صهيوني لمحاولة تحرير الشيخ أحمد ياسين، و حسن سلامة الذي أوجع العدو ولقنه دروسا في الأدب .. تركنا كثيرين من كتائب القسام والأقصى وسرايا القدس ومن كافة الفصائل. مضيفاً أننا خرجنا ونحن نشعر أننا قد تركنا قلوبنا وراءنا – هذا الكلام لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينقص من هذا الانجاز التاريخي الاستيراتيجي في تاريخ شعبنا وثورته ومقاومته.

وأوضح أنه للمرة الأولى التي يجري فيها صفقة تبادل للأسرى داخل الأرض الفلسطينية وعلى الأرض الفلسطينية. وأنها المرة الأولى التي يخرج فيها مثل عدد هؤلاء الإخوة كما ونوعا، لافتاً أنه فيهم من ظن الاحتلال أنه قادر على أن يقهرهم ويدمرهم في سجونه.. ومنهم من ظن الاحتلال بأن ببطشه وجبروته أن يدمر إرادتنا فحولنا زنازين سجونه إلى أكاديميات ومدارس تعلم وتدرس وتدرب للمعركة الفاصلة.

وأكد أن صفقة التبادل تمثل نصر عظيم حققه شعبنا ومقاومته وكتائبنا المظفرة بإذن الله سبحانه وتعالى.. وقال إننا ننظر إليه على عظمته إلا أنه مجرد مبشر من المبشرات التي يسوغها الله سبحانه وتعالي إلينا ليثبت به قلوبنا ويجعلنا نوقن أننا على موعد مع هذه الجحافل هذه الكتائب أن تجتمع في باحات الأقصى المبارك في القريب العاجل.

وقال السنوار :" باسمي وباسم الاسرى الذين لم تحرروا والذين لم يتحرروا، إننا مدينون لؤلئك الشهداء الذين قضوا نحبهم في عملية "الوهم المتبدد"، ولمن قضى بعد ذلك في هذا السبيل. وكذلك مدينون في حريتنا لكل أم تضرعت جوعاً ولم تعد تستطع توفير حليب أطفالها يوم حاصر الاحتلال غزة ليقهره في صفقة التبادل. ومدانون لكل طفل وهو ينتظر جرعة الدواء.. ولكل كبير ولكل صغير – مدينون لكم جميعاً – لك غزي بل لكل من تضامن معكم.

وتقدَم بالشكر الجزيل لكل الذين شاركوا في هذا الانجاز العظيم.. القيادة السياسية والعسكرية للمقاومة وخصَّ بالذكر رئيس الحكومة في غزة.

كما شكر بشكل خاص مصر الثورة والإباء التي عرفناها دوماً وتمنينا أن تكون في مقام الرائدة.

وقال :" نحن فلسطينيون نعشق مصر.. مصر الثورة – مصر الإباء .. التي تتقدم لأخذ دورها في قيادة الأمة العربية لأخذ حقوقها.

أبو سمهدانة: الإفراج عن الأسرى دين في أعناقنا

من جهته قال عبد الله أبو سمهدانة في كلمة القوى الوطنية والإسلامية :" أنقل لكم تحيات وتهاني الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الذي يشارك الآن في احتفال استقبال أبنائه من إخوانكم المحررين في الجسر الآخر من الوطن، ويعاهدكم على استمرار النضال والكفاح والمقاومة وتحرير كل أسرانا من سجون الاحتلال، والحصول على حقوقنا الوطنية في حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأضاف موجهاً حديثه للمحتفيات والمحتفين قائلاً :"لقد عاش شعبنا أيام وسنين صعبة من الفقر والجوع والحزن والألم على خطف الأحبة من الوطن – فكانت أيام الفرح قليلة في حياته - لكنه بالرغم من كل ذلك كان أبيا شاخا لم يفقد الأمل في الفرح. ولم يفقد البوصلة نحو العاصمة فلسطين "القدس".. موضحاً أننا اليوم نعيش فرحة هذا العرس الفلسطيني الكبير عرس تحرير أسيراتنا الماجدات وأسرانا البواسل من سجون الاحتلال.

وأكد أن هذه الفرحة هي فرحة شعبنا كل شعبنا في الوطن والشتات، وهذه الفرحة التي لا تفوقها من مثيلاتها فرحة إلا تحرير كل أسرانا البواسل من سجون الاحتلال.

وقال :" إخواني الأسرى المحررين وإخواني الذين مازالوا يعانوا عتمة الزنازين وسطوة الجلاد وينتظرون التحرير :"إن تحريركم دين في رقابنا جميعاً نحو الفلسطينيون عناصر وكوادر وقيادات لأنكم انتم الذين أشعلتم الجهاد والنضال في أحلك الظلام وانتم الذين من حولتم المعتقلات لأكاديميات في الثورة، ولذلك فتحريركم واجب ديني ووطني ولا يمكن أن يكون هناك سلام بدون تحريركم.

ووجه تحية إلى سواعد الأبطال من إخوانكم الذين أبوا على أنفسهم إلا أن يفرحوا شعبنا هذه الفرحة.. في إشارة إلى شهداء عملية الوهم المتبدد التي أُسر فيها الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط" ورحم الله من قضى نحبه شهيدا من اجل إرغام الاحتلال على تحريركم.

كما حيا الوفد المفاوض الذين توصلوا لهذه الصفقة، قائلاً اسمحوا لي أن أحيي أولئك الجنود المجهولين الرجال الرجال الذين أمضوا في مفاوضات شاقة ومضنية في ظل اختلال الموازين والإمكانيات ليحققوا للكل الفلسطيني هذا الانجاز العظيم بكسر لاءات الاحتلال.

وأضاف، مع ذلك كل ذلك قد يسهل على البعض أن ينتقد الصفقة لأنها لم تشمل بعض الأسرى الأعزاء جداً وأنا معهم أقول لو أنها ضَّمت الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستكون أفضل لو شملت عبد الله البرغوثي ومروان، ولو شملت ابن وادي عررة بطل الأبطال كريم يونس لكانت أفضل، مستدركاً قوله ولكنها المفاوضات وموازينها وأن ما تم التوصل إليه إنجاز كبير.

وقال أن المفاوضات تخضع لظروف الإمكانيات ونحن وكل شعبنا على ثقة ويقين أن إخواننا  المفاوضين خاضوا معركة المفاوضات ولم يدخروا جهداً لتحسينها ولم يستطيعوا أن يحققوا أفضل من ذلك ولهم منا كل التحية.

ولفت إلى دور مصر الشقيقة في التوصل للصفقة قائلاً:" ما كان لهذا الانجاز أن يكون لولا المساعدة من الشقيقة الكبرى مصر.. مقدماً لها جزيل الشكر على رعايتها المفاوضات والتوصل لصفقة تبادل الأسرى".

وفي سياق آخر أعرب عن أمله من الأسرى المحررين أن يكونوا عنوانا للوحدة الوطنية وأن يساهموا في انجاز المصالحة الفلسطينية والتي أصبحت أملاً لكل شعبنا.

واختتم كلمته قائلاً :" العهد هو العهد والقسم هو القسم أن نستمر في الجهاد والمقاومة حتى تحرير كافة أسرانا من سجون الاحتلال.. وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرى الحرية. ومعا وسويا حتى النصر حتى النصر حتى النصر