خبر مهندس يحذر: المسجد الأقصى على وشك الانهيار

الساعة 01:54 م|18 أكتوبر 2011

مهندس يحذر: المسجد الأقصى على وشك الانهيار

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

أكد المهندس رائف نجم نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة وعضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار الأقصى، على ما قامت به لجنة إعمار الأقصى على مدى سنوات طويلة منذ عام 1970، للحفاظ على المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به وكافة المواقع الأثرية بها ضد تعديات الاحتلال الإسرائيلي السافرة على المقدسات في محاوله مستميتة ومستمرة لتهويد القدس.

وأشار رائف خلال لقائه مع الدكتور عبد الرحيم ريحان باحث الآثار المصري ومقرر الإعلام بالاتحاد العام للأثريين العرب على هامش أعمال المؤتمر الرابع عشر للاتحاد الذي اختتم أعمالة أمس بالقاهرة، إلى أن أهم الأعمال التي قامت بها لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة على سنوات تمثلت في ترميم المسجد القبلي الذي تبلغ مساحته 4500م2 ومنبر صلاح الدين الذي أحرقه أحد الصهاينة عام 1969 وأعمال ترميم بقبة الصخرة شملت تغيير صفائح الألومونيوم التي ركبت عام 1956 إلى 1966 واستبدالها بصفائح نحاس مذّهب بذهب عيار 24 قيراط بالترسيب الكهربائي.

كما قامت اللجنة بترميم قبة السلسلة المجاورة لقبة الصخرة بتجديد صفائح الرصاص والبلاط وترميم أسوار الأقصى الجنوبى والشرقى منها وترميم القبة النحوية وإظهار الزخرفة الإسلامية بها وترميم أربعة مآذن هى مئذنة باب المغاربة وباب السلسلة وباب الغوانمة وباب الأسباط وترميم المصلى المروانى التى تبلغ مساحته

3850م2 وتركيب نظام قضبان الشد باستعمال الأشعة تحت الحمراء وترميم البلاط الحجرى فى الساحات الرئيسية وتركيب بلاط حجرى جديد سمك 12سم وإنشاء البنية التحتية شاملة الصوتيات والكابلات الكهربائية الرئيسية للمسجد القبلى وقبة الصخرة وبعض الشبكات المائية، وتجرى الآن أعمال ترميم الفسيفساء برقبة القبتين للمسجد القبلى وقبة الصخرة .

وحول دور منظمة اليونسكو الدولية فى حماية أو ترميم المسجد الأقصى على ضوء عضويته بها، قال رائف نجم إنه منذ عام 1981 حين أعددت تقريراً كاملاً بالصور تؤكد الحالة المأساوية لمعالم القدس القديمة وعددها 200 أثر إسلامى و 60 أثرا مسيحيا، وطالبت بتسجيل القدس كتراث عالمى.. وتم عرض التقرير على لجنة اليونسكو وحاذ بموافقة 16 صوتا من إجمالى 21 صوتا.. وكان على رأس المعترضين الولايات المتحدة وإنجلترا وذلك بعد عام واحد من عرضه، وتم تسجيل القدس ولم أكتف بذلك بل تقدمت بطلب جديد عام 1983 لتسجيل القدس القديمة كتراث عالمى مهدد بالخطر، وتمت الموافقة عليه وبقى كذلك حتى عام 2004، حيث بدأت الدولة الصهيونية بتقديم طلبات سنوية لليونسكو لشطب القدس من قائمة التراث المهدد بالخطر، ولكن جهود الدول العربية الأعضاء بمركز التراث العالمى تحول دون الموافقة على ذلك، وهى الأردن ومصر وتونس والمغرب والبحرين وما زالت إسرائيل تتقدم بهذا الطلب حتى الآن.

وحول متابعة منظمة اليونسكو لأعمال الحفر الذى تقوم بها إسرائيل بالقدس لتدمير الأقصى قال إنها متابعة روتينية وقرارات ورقية، فهناك لجنة برئاسة الإيطالى بندرين مكونة من 21 عضوا منهم خمسة عرب تعاين الموقع كل ستة أشهر وتعاين الحفريات وباقى الأعمال التعسفية وترفع تقريرها ً لمدير عام اليونسكو لعرضه على لجنة التراث العالمى التى تجتمع فى نهاية يوليو من كل عام وصورة منه للاليكسو والإيسيسكو والدول العربية الأعضاء بالمنظمة ولا تنفذ أى شىء يذكر على أرض الواقع.

وأضاف رائف نجم أن هناك لجنة خاصة منذ أربع سنوات مكونة من 12 عضو أمر بتشكيلها مدير عام اليونسكو بها ثلاثة من العرب وهم مهندس رائف نجم من الأردن وشادية طوقان من فلسطين وصالح لمعى من مصر وتقدم هذه اللجنة تقريراً لمدير عام اليونسكو مباشرة، وقد اجتمعت منذ إنشائها مرتين فى القدس ومرتين، وقد أظهرت اللجنة كل أعمال الحفر ومدى خطورته على المسجد الأقصى ومشروع باب المغاربة ومشروعا أردنياً مضاداً قدمته بنفسى وشاركنى بإعداده مدير المسجد الأقصى، ومضمونه إعادة طريق باب المغاربة لما كان عليه سابقاً قبل الحفريات الصهيونية وكل هذه المشروعات والأطروحات ذهبت أدراج الرياح، ولم تلق أى اهتمام من اليونسكو أو وجود أى رد فعل أو تجاوب عالمى تجاه ما يحدث بمدينة القدس الشريف.

وحول وضع القدس حاليا فى ظل التحدى الصهيونى.. قال المهندس رائف نجم نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، إن المشكلة الحالية هى حول باب وطريق المغاربة بعد أن حفرت إسرائيل طريقا بعمق 6م وتقدمت بمشروع لليونسكو لإنشاء جسر حديدى على 20 عمودا، وكل عمود يرتكز على قاعدة خرسانية مسلحة وأطلقت عليه "جسر حديدى مؤقت"، والهدف الرئيسى من هذا المشروع هو إزالة الطريق بالكامل وهدم باب المغاربة الأثرى والاستعاضة عنه بفتح باب سفلى يخترق البوابة التى دخل منها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وبذلك تستطيع الدولة الصهيونية إدخال السيارات والمعدات العسكرية والدبابات إلى ساحة الأقصى، وتستمر الحفريات الصهيونية من غرب باب المغاربة على بعد 100م تقريباً وتوقفت انتظاراً لإشعار آخر، وإذا استمرت هذه الحفريات ستؤدى إلى دمار الأقصى.

وحول تهويد القدس والاستغلال السياحى لتدمير وتهديد المواقع الأثرية، قال نائب رئيس لجنة إعمار الأقصى، إن الدولة الصهيونية تقيم عددا من الحواجز فى الضفة الغربية تتجاوز 500 حاجز وتسرق الآثار وتهربها خارج فلسطين وهناك مشاريع تهويد ضمن المخطط الصهيونى لتغيير معالم القدس والذى أقرته بلدية القدس بسلطة

الاحتلال يجرى تنفيذه بعمل أنفاق سيارات وتركيب عدد اثنين تيليفريك وجراجات عند باب الأسباط من سبعة طوابق، مما يؤكد النية على غلق باب الأسباط الأثرى لعمل مشروعات سياحية.

وهناك مخطط لمبنى سياحى جنوبى الأقصى يطلقون عليه الأديان الثلاثة، وهناك كنيس سينشأ فوق المدرسة التنكيزية الموجودة شمال ساحة الصلاة التى يصلى بها اليهود أمام حائط البراق، ويقول الجانب الإسرائيلى إن هذا الكنيس سيكون أكبر كنيس فى العالم بعد أن أصبح عدد الكنس الصهيونية فى القدس الشرقية عشرون كنيساً.

وبالنسبة للموقف الإسرائلى المتعنت والرافض لكل القرارات الدولية.. قال المهندس رائف نجم: بالطبع الدولة التى تتحدى كل هذا الكم من القرارات الدولية هى دولة فوق القانون وأعطى لذلك مثالا منها رفض القرار الذى ينص على هدم الجدار العنصرى بفلسطين والقرارات السابقة على المستوى السياسى مثل قرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين دولتين عام 1947، والقرار 252 الخاص باعتبار القدس ضمن الأراضى المحتلة ويجب الانسحاب من القدس الشرقية.

وحول مصادر التمويل لتنفيذ مشروعات الأقصى.. قال رائف إن لجنة إعمار المسجد الأقصى برئاسة وزير الأوقاف الأردنى تحصل على التمويل من قبل الحكومة الأردنية بصفتها المشرفة على أعمال إعمار وترميم وصيانة الأقصى بكامل مساحته التى تبلغ 144 ألف متر مربع منذ عام 1920، وهذا ما نصت عليه اتفاقية وادى عربة بين الأردن والدولة الصهيونية لضمان استمرارية الإعمار.

وعن معوقات سلطات الاحتلال لأعمال اللجنة بالمسجد الأقصى.. أشار رائف إلى أنه تتمثل فى تعطيل إدخال المواد الإنشائية إلى الموقع وتعطيل وتأخير الحصول على تصريح عمل للفنيين التى تستقدمهم لجنة الإعمار من الضفة الغربية لعدم وجود فنيين بمدينة القدس..كما تحاول سلطة الاحتلال التدخل الإدارى والفنى والذى يقابل بالرفض من قبل اللجنة بشدة، والإصرار على هذا الموقف المتشدد، كما نرفض إعطاء الدولة الصهيونية أى مخططات معمارية خاصة بالإعمار، ويتم ذلك فى إطار السرية، وقد زادت وتيرة هذه المعوقات منذ تولى شارون عام 2001، وفى ظل الصمت العربى والإسلامى المفزع ودور العرب والمسلمين تجاه ما يحدث بالقدس، قال رائف نجم إن المطلوب من الدول العربية والإسلامية الضغط بكل الوسائل الممكنة على اليونسكو والولايات المتحدة والدولة الصهيونية لتنفيذ قرارات المجتمع الدولى ودعم سكان القدس مالياً وسياسياً بإنشاء مشاريع إسكان جديدة وترميم للمساكن القديمة، وعمل مشاريع صناعية صغيرة تعينهم على معيشتهم وثباتهم على أرضهم.

وحول دور السلطة الفلسطينية.. قال نائب لجنة إعمار المسجد الأقصى إن ما يحدث هو مفاوضات بلا طائل وضياع للوقت والجهد منذ اتفاقية أوسلو 1991 والمستوطنات تزيد بالقدس وسلب الأرض مستمر وتهويد وتزوير التاريخ مستمر وهدم المنازل والسجن بلا سبب حتى بلغ عدد المسجونين الفلسطينيين فى سجون الاحتلال 11 ألف مسجون والأقصى أوشك على الانهيار والبقية تأتى.