خبر خسرنا المعركة، سننتصر في الحرب- يديعوت

الساعة 10:18 ص|18 أكتوبر 2011

خسرنا المعركة، سننتصر في الحرب- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: من هذا الصباح اضيفت نفحة اخرى من العزة لاسرائيليتنا العزيزة. مع قيمة، ذخر، مبدأ أخلاقي كهذا، قد نكون خسرنا المعركة، ولكننا سننتصر في الحرب. في واقع الامر، فقد انتصرنا منذ الان - المصدر).

        ستكون، على ما يبدو، هذا الصباح لحظة واحدة، لحظة واحدة فقط، كثيرون منا، وربما كلنا، سنحبس صورتها في عقلنا، لسنوات وربما لاجيال.

        بقدر ما دون مبالغة، فانها تذكرنا بتلك اللحظة اياها، في 1978، حين هبطت في مطار بن غوريون الطائرة الرئاسية المصرية، وفتح بابها. ولم يحصل شيء. المشهد الفارغ هذا استمر دقيقة، ربما دقيقتين، ولكن لملايين المشاهدين في اسرائيل، في البلدان العربية، في العالم، بدت كالخلد. حسنا، هيا إذن! وعندها، بكامل بهائه، ظهر شخص أنور السادات في الباب، منفعلا، بشبه ابتسامة. الرئيس المصري وصل الى اسرائيل. هذه هي اللحظة التي يكتب عنها الكُتّاب والشعراء بأنها "تحبس الانفاس" و"توقف القلب عن الخفقان"، هذه هي اللحظة التي تحز في الذاكرة الجماعية والخاصة لسنوات طويلة. من كان، من رأى، لن ينسى.

        وهذه هي اللحظة التي سنرى فيها، لاول مرة، جلعاد شليت، بعد خمس سنوات ونصف من الاسر. متى سيحصل هذا وأين. نحن لا نعرف في هذه اللحظة. نحن فقط نعرف بانه سيحصل – وأنه ستكون عيون الكثيرين في اسرائيل ترقرق بالدموع في تلك اللحظة – سواء بالفرح، أم بالالم. الكثير من أبناء العائلات سيتذكرون في تلك اللحظة أقربائهم، الابرياء من كل ذنب ممن قتلهم اولئك المخربون الذين ارسلوا هذا الصباح الى الحرية. أيها البلاد، لا تغطي دمهم، قيل في مصادرنا الاولية. نحن، ماذا يمكن أن نقول، على الاقل في الحالة التي أمامنا، غطينا بل وغطينا.

        في سوريا مكث في حينه في السجن روبين ليبس ودزينة من الاسرائيليين الاخرين على مدى سنين. في مصر ذوى سجناء "فعلة العار" في سجن القاهرة على مدى 14 سنة كاملة. مبعوث الموساد، يودكا تيغر، كان خلف القضبان العراقية على مدى سنوات طويلة – ولكن لم يكن في حينه لروبين ليبس في سوريا، سجناء "فعلة العار" في مصر ويودكا تيغر في العراق رجال علاقات عامة ووسائل اعلام عاطفة. كانت تلك عهود اخرى – ومن هذه الناحية، على الاقل، يوجد حظ كبير لجلعاد شليط.

        حظ؟ في هذه اللحظات نحن لا نزال لا نعرف كيف أثر عليه، على جسده، مضامينه وطبيعته، المكوث الطويل في أسر حماس. في حالات سابقة كان آخرون حظوا بلحظات مجد قليلة، وبعد ذلك أنهوا حياتهم في مستشفيات مغلقة. أين خُبىء جلعاد؟ فوق الارض؟ تحتها؟ كيف عاش؟ كيف نام؟ بماذا ألهى نفسه على مدى السنين؟ هل سمحوا له على الاطلاق بفعل أي شيء؟ لعله استلقى كل السنين في جوف الارض معصوم العينين؟ لكل هذه الاسئلة المثيرة للفضول سنحصل على جواب في الايام القريبة. فليحفظنا الرب.

        ستكون هذا الصباح لحظة واحدة، فيها – للحظة واحدة فقط – ستنتهي كل الخلافات في هذا الشعب الممزق. مؤيدون ومعارضون للصفقة. ولكل ما يحصل هنا، وستلتصق العيون بالشاشات. وستحتبس انفاسهم في تلك الثواني الاولى، وبعد ذلك سنرى ونأمل، سنتنفس جميعنا الصعداء: جلعاد شليط عاد الى الديار. كلنا نريد سلامته.

        لا ينبغي التنكر، فقد خسرنا هذه المعركة. ولكن من هذا الصباح اضيفت نفحة اخرى من العزة لاسرائيليتنا العزيزة. لا توجد، على الاطلاق، دولة واحدة اخرى في العالم من الهند حتى كوش، تدفع ثمنا باهظا بهذا القدر فقط كي ترى واحدا من ابنائها في البيت. هذه القيمة التي ستنغرس ابتداء من هذا الصباح المرة تلو الاخرى في جنود الجيش الاسرائيلي، في النظامي وفي الاحتياط، ريح الاسناد التي تعطيها لهم، للسنوات القادمة وللاجيال القادمة، لن تغطي، على ما يبدو، على الألم الفظيع لابناء عائلات القتلى في العمليات الارهابية وعلى الاهانة، المزعومة، للدولة التي نزلت على ركبتيها كي تعيد الى الديار جلعاد شليط. ولكن هذه قيمة عليا بحد ذاتها.

        قد نكون خسرنا المعركة، ولكن مع قيمة، ذخر، مبدأ أخلاقي كهذا، سننتصر في الحرب. في واقع الامر، فقد انتصرنا منذ الان.