خبر بقعة الضوء لنتنياهو -معاريف

الساعة 10:13 ص|18 أكتوبر 2011

بقعة الضوء لنتنياهو -معاريف

بقلم: تشيكو منشه

(المضمون: اذا كان نتنياهو قادرا على أن يقلب كل مبادئه الاساسية، من المحذر الوطني ضد تحرير السجناء الى محرر مئات القتلة الانذال، فانه قادر ايضا على أن يعقد اتفاق سلام ويقسم البلاد. فقط اذا اراد، واذا ما كان ما يكفي من الضغط الجماهيري - المصدر).

        الى جانب الاثار الشديدة التي ينبغي التخوف منها، وفضلا عن السعادة الكبيرة التي في عودة الابن الى والديه، يمكن أن نجد بقعة ضوء واحدة في صفقة اعادة شليط: اذا كان نتنياهو قادرا على أن يقلب كل مبادئه الاساسية، من المحذر الوطني ضد تحرير السجناء الى محرر مئات القتلة الانذال، فانه قادر ايضا على أن يعقد اتفاق سلام ويقسم البلاد. فقط اذا اراد، واذا ما كان ما يكفي من الضغط الجماهيري.

        اتفاق التبادل بين حكومة اسرائيل وحكومة حماس سيء بكل مقياس: فهو يعزز حماس دراماتيكيا، يعطي ريح اسناد لمنظمات الجهاد في المنطقة باسرها، يشجع مزيدا من اعمال الاختطاف ويضع في خطر جنود ومواطنين آخرين. ولكن شيئا جديدا انكشف عن نتنياهو: اذا أراد – فانه يستطيع. واذا كان الضغط الجماهيري على رئيس الوزراء على ما يكفي من الكبر – فانه يبدأ بان يريد.

        منذ تسلم منصبه اراد نتنياهو أن يغير صيغة السلام التي خلفها اسلافه، ولكن الواقع صفعه على وجهه. نتنياهو فشل حتى الان في جلب السلام لشعبه، وهذا حصل لانه لم يكن يريد ان يغير موقفه، الذي يتبنى استمرار السيطرة الاسرائيلية في يهودا والسامرة. كما أنه لا يريد ان يدفع ثمن "الصفقة"، ولكن شيئا ما دفعه لان يغير رأيه.

        القادة في اسرائيل بطنوا قرارهم موضع الخلاف بتفسيرين: الاول، الذي كتب عنه الكثير، هو نافذة الفرص الاقليمية التي تأتي لمرة واحدة كما يزعم؛ والثاني هو القرار "بتغيير قواعد اللعب" في الاختطاف القادم. وهذا استنادا الى توصيات لجنة شمغار التي انكبت على اعداد الموقف في أعقاب اختطاف شليط.

        يدور الحديث عن ذر ذاتي للرماد في العيون: مع اختطاف الجندي القادم، لا سمح الله، فان توصيات شمغار للتصدي المستقبلي لاختطافات الجنود ستبقى بتقديري على الورق. حملة مشابهة للعائلة التالية ستغمر الكلمات تحت طوفان من الرحمة الجماهيرية التالية.

        بعد عودة جلعاد الى الديار سيتبين بتقديري الواقع الحقيقي: اتفاق التبادل مع حماس يتوج نهائيا المنظمة كزعيمة الشعب الفلسطيني في الضفة، غزة واسرائيل. هذه حقنة الموت الافضل التي يمكن لحكومة نتنياهو – باراك ان تقدمها لابو مازن وفتح.

        من يدري؟ هذا ما يفكر به بينهم وبين انفسهم القادة الاسرائيليون: "حسنا على أي حال، حررنا هذا القدر الكبير من القتلة، ولكن على الاقل الصوص من رام الله قتلناه". إذ من الاسهل الحكم في اسرائيل وفي يهودا والسامرة عندما يكون هناك عدو واضح في شخص حماس مما مع محاور حي، يركل ويضايق مثل ابو مازن.