خبر الحركة الفلسطينية الأسيرة نبضٌ مقاوم../ ظافر خطيب

الساعة 08:35 ص|17 أكتوبر 2011

الحركة الفلسطينية الأسيرة نبضٌ مقاوم ظافر خطيب

لطالما تعرضت القضية الفلسطينية ومفهوم الصراع مع الاحتلال إلى ضغطٍ شديد وتوتر حاد، كانت تصل معه إلى دركٍ حاد من الانهيار والتهتك، بعضه ناتج عن أنا متغولة في انانيتها، بانقسام تارةً وتهافتٍ تارةً اخرى، وبعضه الآخر عن أولويات أخرى مدعمة بهجمة شرسة معادية منسقة مع أوضاع عربية أو إقليمية مستفيدة أو صاحبة مصلحة، وهو ما كان يوصل الفلسطينيون إلى حالة من اليأس والتشاؤم يؤديان إلى اغترابٍ أو انكفاءٍ محقق...

 

غيرَ أن الأيام حبلى بالفرص، فالبارحة كنا أمام ظاهرة تاريخية عنوانها الحراك العربي (الشعب يريد إسقاط النظام) وتوليده طاقة إيجابية متفائلة، ثم جاءت ملحمة أيار وزحف اللاجئين، وما أفرزته من معطيات (الشعب يريد العودة إلى فلسطين) فرضت نفسها على حكومة الاحتلال كما على الإدارة الفلسطينية، في كيفية استيعاب الدرس وتحويله إلى نقطة قوة لمصلحتها في نضالها، أو يصبح تسييل للدم الفلسطيني بغير قيمة أو معنى.

 

واليوم يخوض الأسرى معركة الأمعاء الخاوية بعنوان استعادة البوصلة فتقدم بصمودها وثباتها فرصة جديدة يمكن التأسيس عليها، في محاولة استعادة الجهد الفلسطيني نحو الهدف الحقيقي، دون ذلك لا يمكن للمعادلة أن تستوي أو تستقيم، وعليه هناك الكثير مما يجب أن يقال.

 

 فالحركة الأسيرة تعرف أن المواجهة التي تخوضها، إنما هي جزء من دورها النضالي على جبهة المعتقلات والسجون مع جلادي جيش الاحتلال الصهيوني، وهي بذلك جبهة مقاومة قديمة متجددة عريقة بصلابتها، وعليه فإن الدرس الأول المستفاد هو في استعادة الحركة النضالية بكافة أوجهها في مواجهة الاحتلال.

 

وهي مواجهة ترتكز على عنصر وحدة الحركة الوطنية الأسيرة، كل الأسرى في مواجهة الاحتلال، لذلك فإن في هذه المواجهة استهدافات وطنية ليست أقل شأنا من مواجهة جلاوزة الاحتلال وجلاديه، إنها هنا برنامج كفاحي يحدد البوصلة باتجاه الاحتلال، ويرتكز على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعليه فإن من واجب الادارة الفلسطينية أولا والقيادات الفلسطينية ثانياً أن تعتبر نبض الحركة الوطنية الأسيرة فرصةً لاستعادة التوهج الفلسطيني في زمن الحراك العربي.

 

ربما كان من قبيل المصادفة هنا، أن تأتي المواجهة بين الحركة الوطنية الأسيرة وبين جلادي الاحتلال، في وقتٍ نجحت فيه جهود الوساطة المصرية في تحقيق تبادل الأسرى مع الجندي الأسير شاليط، وعلى الرغم من أن ما تحقق يعتبر إنجازاً كبيراً يؤكد على الإرادة الفلسطينية وطول باعها وعنادها في السعي من أجل حرية مناضلي المقاومة، ونموذجاً يجب تعميمه وتكريسه فالحرية تنتزع ولا تمنح من خلال المفاوضات، غير أن ما طرح حول أن الموافقة على الافراج عن المئات من السجناء كانت موافقة مشروطة بإبعادهم عن الضفة الغربية، يمثل دفرسواراً كبيراً في الإنجاز المحقق.

 

إن الموافقة على الدفرسوار يعني الموافقة على الترانسفير، أي أنه خطأ استراتيجي كبير لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه، لأنه يبيح المحظورات، وربما كان في موقف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، من رفضه الإفراج المشروط وتفضيله البقاء في سجون الفاشست على الترحيل أو الابعاد نموذجاً لا بد من قراءته و تعميمه، ذلك كي نستطيع في معارك لاحقة أن نستوعب ما الذي تعنيه المفاضلة بين خسارة إستراتيجية وربح تكتيكي، فإن كان في عملية الاطلاق إنجاز يفرح قلوب أمهاتنا، فإن في الإبعاد والترحيل على فرض أنه صحيح، ضرباً من ضروب التهافت والغباء.