خبر تركيا وقطر ستكونان « ركيزة أساسية » لاستضافة 40 أسيراً سيبعدون للخارج

الساعة 12:41 م|16 أكتوبر 2011

تركيا وقطر ستكونان "ركيزة أساسية" لاستضافة 40 أسيراً سيبعدون للخارج

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

كشف مسؤول بارز في حركة حماس لـ 'القدس العربي' عن موافقة دولتين هما تركيا وقطر، على استقبال الأسرى الفلسطينيين الذين يقضي اتفاق تبادل الأسرى على إطلاق سراحهم إلى خارج مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال الدكتور صلاح البردويل لـ 'القدس العربي' ان كلا من تركيا وقطر وافقتا على استقبال الأسرى الفلسطينيين الذين سيبعدون إلى الخارج وفق ما تم الاتفاق عليه في صفقة تبادل الأسرى.

وأوضح البردويل أن هاتين الدولتين ستكونان 'ركيزتين أساسيتين' للأسرى، بحيث سيقضون فترة الإبعاد بها، وأنها ستسمح لهم الانتقال إلى دول أخرى، إذا ما توفرت لهم الظروف لذلك.

وتحدث القيادي في حماس عن بعض الأمور الفنية التي جرى التوافق عليها لإتمام الصفقة، وقال خط سير رحلة الصفقة سيبدأ حين تتسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى المفرج عنهم من قبل إسرائيل، قبل أن تنقلهم حافلات لهذه اللجنة إلى كل من مناطق الضفة الغربية وإلى مصر، لتعلن خلالها إسرائيل أنها 'أخلت مسؤوليتها عن هؤلاء الأسرى'.

وأشار إلى أن أسرى الضفة الغربية سيخلى سبيلهم من سجن عوفر قرب رام الله، فيما ستقل حافلات أسرى غزة من سجن النقب إلى الحدود مع مصر، ومنها ستتسلمهم لجنة الصليب الأحمر، هناك لتعبر بهم الحافلات إلى داخل مصر.

وبحسب الاتفاق سيجمع الأسرى من سكان غزة والآخرين من الضفة الذين سيبعدون إلى غزة، وسينقلون إلى القطاع من معبر رفح، فيما سيتم التوجه بالآخرين المبعدين إلى القاهرة كمحطة أولى ومنها سيغادرون إلى كل من تركيا وقطر.

وبموجب ما تم الاتفاق عليه بين حركة حماس وإسرائيل في صفقة التبادل التي رعتها مصر فإنه سيتم إبعاد 163 من الأسرى الفلسطينيين الذين تقطن عائلاتهم مدينة القدس ومدن أخرى في الضفة الغربية إلى قطاع غزة، فيما سيتم إبعاد 40 أسيراً من الضفة إلى الخارج.

ولم يفصح البردويل عن الطريقة التي سيتم فيها نقل شليط من غزة، بحيث إنه سيتم تسليمه داخل القطاع لممثلين عن الصليب الأحمر، أو لمسؤولين مصريين.

وتشير معلومات إلى أن مسؤولين أمنيين مصريين كبارا هم من سيتسلمون شليط، فيما تتحدث معلومات أخرى، عن أن ممثلين عن الصليب الأحمر هم من سيتسلمون شليط.

وعلمت 'القدس العربي' أن الجهاز الأمني لحركة حماس وضع خطة أمنية سرية لعملية التسليم هذه.

واستبقت حركة حماس الإعلان الرسمي لإسرائيل عن أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم، ونشرت على مواقع لها كشوفا بأسماء الأسرى، فيما شرع مسؤولون في الحركة بإبلاغ عدد كبير من عائلات هؤلاء الأسرى بأن أبنائهم سيخلى سبيلهم ضمن الاتفاق.

وبات من المؤكد بحسب مصادر في حماس أن تبدأ عملية تبادل الأسرى فعلياً وعملياً يوم الثلاثاء المقبل.

وفي سياق الحديث عن الصفقة قال ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وجود 'أطراف كثيرة' حاولت إجهاض الصفقة وابتزاز حماس.

وقال في تصريحات أدلى بها لفضائية 'الأقصى' التابعة لحركة حماس أن إسرائيل حاولت كثيرا تعطيل خلال الخمس سنوات الماضية.

وأشار إلى أن الوسيط المصري كان 'وسيطا نزيها وأنه السبب في إنجاح الصفقة'.

إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي صفقة التبادل، لأن عددا من الأسرى لن يتمكنوا من العودة لبيوتهم.

وقال في تصريحات صحافية 'نحن مسرورون للإفراج عن 1027 أسيرا، لكننا شعرنا بخيبة أمل كبيرة من أن عددا منهم سينقلون إلى غزة ولن يسمح لهم بالبقاء في منازلهم مع عائلاتهم في الضفة الغربية، وبعضهم الآخر سينفى إلى الخارج'.

وجاء تصريحات المالكي هذه رغم ترحيب عدد كبير من القيادات الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس بالصفقة.

وانتقدت حركة حماس بشدة هذه التصريحات التي أدلى بها المالكي، وقال إسماعيل رضوان القيادي في الحركة في أن هذه التصريحات 'خارجة عن السياق الوطني المحتفي بهذا الانجاز التاريخي الكبير للمقاومة'.

ولفت إلى أن عدد الأسرى الذين سيتم إبعادهم للخارج قليل، لافتاً إلى أنه يمثل فقط 5 بالمئة من مجموع عدد الأسرى الذين ستشملهم صفقة التبادل.

وأشار القيادي في حركة حماس إلى أن الأسرى الذين سيبعدون للخارج وافقوا شخصياً على هذا الأمر.

وثمن عميد الأسرى المقدسيين الأسير فؤاد الرازم 'الجهود الكبيرة للمقاومة والأهالي في قطاع غزة لصمودهم في وجه الاحتلال وإجبارهم إياه على توقيع صفقة نوعية'.

وقال الرازم في تصريح صحافي من داخل سجنه 'إن أي إنسان يرفض الإبعاد عن مدينته التي نشأ وتربى فيها، فبعد قضاء 31 عاما في سجون الاحتلال غريبا سيصبح غريبا بعيدا عن أهله، فهو لطالما تمنى وأحب الرجوع إلى مدينته العزيزة على قلبه القدس والصلاة في المسجد الأقصى'.

لكن الرازم أكد أن مرارة الإبعاد عن الأهل والقدس التي ولدت فيها 'أفضل من العيش كل يوم تحت ذل السجان وتحكمه في كل أمور حياتنا'، معبراً عن أمله في العودة قريباً إلى أهله.

والرازم من الأسرى الذين سيبعدون من مدينة القدس إلى قطاع غزة، وفق اتفاق صفقة التبادل، بعد أن قضى في السجن 31 عاماً.

وشكر هذا الأسير منفذي عملية أسر الجندي شليط، وقال 'إن إرادة وصمود آسري الجندي الإسرائيلي انتصرت على جبروت السجان'.

إلى ذلك، كشف عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن أن المرحلة الثانية من الصفقة التي ستكون بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى، ستتم وفق معايير تم الاتفاق عليها، وبين أن هذه المعايير تقول أن الأسرى الذين سيفرج عنهم سيكونون من المحكومين على خلفية 'وطنية وأمنية وليس جنائية'، وأن المعيار الثاني لعملية الإفراج هو أن لا يكونوا من الأسرى الذين أوشكت محكومياتهم على الانتهاء 'بحيث تشمل أسرى ممن بقي لهم بضعة أعوام في السجون يمكن أن تصل حتى 10 أو 12 عاما شريطة أن يتم الإفراج عنهم جميعا إلى بيوتهم'.

وأشار إلى أن هذه الأسماء سيتم تحديدها من الطرف الإسرائيلي وفق هذه المعايير.