خبر أزمات « إسرائيل » عجلت بصفقة التبادل

الساعة 11:48 ص|16 أكتوبر 2011

أزمات "إسرائيل" عجلت بصفقة التبادل

فلسطين اليوم -وكالات

جاءت موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاجئة على إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل، حيث فشلت حكومته في تجاوزها رغم تذرعها بفزاعة الأمن والعزلة السياسية الدولية.

ودفع التلويح بعودة الاحتجاجات الشعبية عقب الأعياد اليهودية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، نتنياهو إلى استباق الأحداث والبحث عن طوق نجاة لائتلافه الحكومي من خلال إعلانه عن عودة الجندي الأسير جلعاد شاليط إلى عائلته.

وتطلع نتنياهو إلى أن يضرب، بواسطة صفقة تبادل الأسرى، عدة عصافير بحجر واحد، وبحث عن قضية ذات إجماع إسرائيلي للتغطية على عجزه والتحديات الإقليمية التي تواجه تل أبيب، لتخطي عقبة احتجاجات غلاء الأسعار في إسرائيل ومعركة الأرض والمسكن التي ما زالت تتفاعل بأراضي 48.

ويرى مراقبون أن حكومة نتنياهو لن تستطيع الصمود أمام تصاعد وتيرة الاحتجاجات الداخلية، وتحدثوا عن إمكانية تقديم موعد الانتخابات لهزيمته شعبيا في كل ما يتعلق بإقناع الجمهور بقبول توصيات لجنة التحقيق "طراخنتبيرغ"، التي ستحول إلى الكنيست، وعدم إقرارها بمثابة خسارة سياسية لنتنياهو الذي يصارع على شعبيته.

 

صرف الأنظار

وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إن نتنياهو أراد من خلال ملف شاليط أن يعزز مكانته في الساحة السياسية الداخلية، بعد أن تعرضت صورته إلى الاهتزاز تحت وطأة حملة الاحتجاجات الاجتماعية والمطلبية التي تشهدها إسرائيل، والتي لم يتمكن حتى الآن من احتوائها.

 

وشدد في حديثه للجزيرة نت، على أن نتنياهو يريد أن يحسن أوضاع إسرائيل الدولية التي تدهورت كثيرا بسبب الثورات العربية، والأزمة الحادة مع تركيا، وموقفها المعادي لطلب إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

ولفت إلى أن نتنياهو يدق إسفينا بين حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) انطلاقًا من الإيهام بأن الصفقة سترفع أسهم حماس، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تآكل اتفاق المصالحة بينهما، وربما إلى صرف الأنظار عن المبادرة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة.

وأُشير في عدة تعليقات إسرائيلية، إلى تعاظم خشية أركان الحكم بإسرائيل من مستقبل الثورات العربية، وتحديدا من احتمال صعود أنظمة حكم جديدة ترفض أن تتعامل مع إسرائيل، أو أن تقدم تنازلات لعقد صفقات معها، كما حدث في هذه الصفقة.

وقال بعض المعلقين العسكريين إن نتنياهو سارع إلى المصادقة على الصفقة بسبب تخوفه من تصاعد النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط، وفي المقابل فإن هذه المصادقة تعزز موقف حكومته من "الخطر الإيراني"، ولا سيما فيما يتعلق بواقعية الخيار العسكري.

 

ضغوط داخلية

ويرى أستاذ العوم السياسية بجامعة النجاح الدكتور عبد الستار قاسم وجود عدة عوامل ساهمت في إخراج الصفقة إلى حيز التنفيذ، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن عملية تسريع، بل عن مفاوضات دامت خمس سنوات استنفدت منذ مدة وكان لا بد من ترجمتها إلى أفعال.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أنه خلال سنوات المفاوضات تراكمت ضغوط داخلية على إسرائيل، وكذلك الجانب الفلسطيني تعرض لضغوط، حيث وجدت حركة حماس نفسها أمام المطلب الشعبي والتساؤل، إلى متى ستستمر المفاوضات؟

 

وشدد على أن الحراك الشعبي وموجة الاحتجاجات على الغلاء بإسرائيل قد تكون من عوامل تغيير مواقف نتنياهو حيال الصفقة، لكنها لم تكن القول الفصل، فالصفقات السابقة تشير إلى وجود إجماع قومي صهيوني حول صفقات التبادل.

 

ولفت إلى أن المتغيرات الإقليمية والثورات العربية بمثابة ضغوط متواصلة على إسرائيل وقادتها، فتغيير ميزان القوى بالمنطقة وضع إسرائيل أمام واقع عسكري وأمني مختلف عما كان عليه الأمر في السابق.

 

وأكد أن نتنياهو ليس بحاجة إلى مشاكل داخلية لصرف الأنظار عن الواقع الجديد، وأتت صفقة شاليط لإسكات الرأي العام الإسرائيلي، ليتسنى للقيادة الأمنية والعسكرية التأقلم مع واقع ومستقبل الشرق الأوسط.