خبر التحدي المصري- يديعوت

الساعة 10:52 ص|16 أكتوبر 2011

التحدي المصري- يديعوت

بقلم: سمدار بيري

من سينجح في الاقتراب من المصريين أسرع؟ ان مجموعة حماس من دمشق تطلب مكسبا من اجل صفقة شليط – ليستوعبوهم في القاهرة بسبب الوضع في سوريا. ولن تساعد انكارات خالد مشعل، فهو ورفاقه يستجدون قادة المجلس العسكري وان وضعهم معقد حتى لو بقي الاسد. ان حركة الاخوان المسلمين في مصر تعد بالاشتمال عليهم وغزة قريبة وستكون الحياة أسهل.

وفي الآن نفسه يمكن ان تأتي هذه الصفقة التي تقودها المخابرات المصرية في عناد ببشرى جديدة للعلاقة بنا، وينبغي ألا ننسى انه منذ ليلة الرعب قبل شهرين، في الاختراق العنيف لمبنى سفارة اسرائيل، لا يوجد سفير في القاهرة ولا حتى مبنى مكاتب وسكن لدبلوماسيينا. هاتف رئيس الحكومة نتنياهو في تلك الليلة جميع رؤوس الحكم في مصر ليتدخلوا من اجل الحراس الستة المحاصرين المعرضة حياتهم للخطر. ولم يُجهد أحد نفسه برفع سماعة الهاتف الى أن تدخل اوباما.

في مسألة الى أين تمضي علاقاتنا بمصر، توجد طريقان لحل لغز صورة الوضع: فاما أننا أدخلنا قدمنا لوقف الباب الذي يغلق عندهم وانتهزنا آخر فرصة حقا للافراج عن جلعاد شليط وإما أن يكون هذا هو السلم لتحسين العلاقات من وضع خطر حقيقي على اتفاقات السلام الى وضع سلام بارد لكنه موجود.

قرأت أمس في واحدة من صحف القاهرة مقابلة صحفية آسرة مع مثقف جليل ذي اهتمام هو الدكتور عبد المنعم سعيد. وهذا الرجل معروف لنا جيدا من توليه رئاسة مركز الابحاث الاستراتيجية وهو رئيس مجلس ادارة الصحيفة اليومية "الأهرام" التي يكتب فيها حتى اليوم ونائب في مجلس الشعب. وفي جميع أطواره كان بابه مفتوحا لاسرائيليين وكان عتيدا مستعدا للتعبير عن موقف السلطات. فيحسن الآن ان نتنبه الى تحليله بشأن سيناء التي تعج بأوكار الارهاب.

يكشف سعيد عن ان السلطة قسمت ميزانيات التطوير والاستثمار مدة عشرات السنين بحسب مخطط واضح: فقد مضى أكثر من النصف الى القاهرة وما حولها وقُسم الباقي بين مدن وأقاليم قروية. وحينما نشأ ضجيج في شأن سيناء فقط قرروا نقل موارد الى شرم الشيخ لتشجيع السياحة. وماذا عن بدو شمالي سيناء؟ يكشف سعيد عن أنهم لم يعطوهم عمدا، فقد تمسكت السلطة بالقرار الاستراتيجي على عدم تبذير اموال قرب الحدود مع اسرائيل خشية نشوب حرب. ان من يتابع في هذه الايام تصريحات جنرالات وساسة في مصر يتبين له ان ليس المثقف وحده هو الذي يتحدث عن احتمال ان تنشب حرب اخرى.

ان خطة الصفقة الأصلية التي كانت نقل شليط من غزة الى مقر المخابرات في القاهرة استُبدل بها نهاية الاسبوع مسار مُقصر: فلن تكون مراسم لانه لا تفرغ لاحتفالات انتصار من الجانب المصري (برغم انهم يستحقون). سيأخذون جلعاد الى منشأة محروسة ويفعلون كل ما يجب لاعادته الى البيت دون تضييع وقت، وهكذا فان الجانب المصري في اليومين القريبين هو المسؤول عن ضمان ألا تُعوق الصفقة. وهم يستعدون لليوم التالي لاتمام لقاء بين خالد مشعل وأبو مازن للتخفيف من الصفعة التي ستحرق خده في احتفالات الافراج عن الأسرى.

لا يمكن ان نخمن هل يتم اللقاء، وهل تحرز مصالحة "تاريخية"، وهل تنضج سرا أسرار صفقة دورية بشأن دخول قوات فتح الى غزة عوض تخفيف الحصار عن غزة. لقد كنا في هذا الفيلم من قبل الذي لم يثبت لامتحانات الميدان.

ولا يستطيع أحد ايضا أن يُقدر ماذا سيحدث في مصر في نهاية الشهر القادم حينما تبدأ جولة الانتخابات. من يفوز، والى أين تمضي مصر وهل ينوي المجلس العسكري ان يعيد مقاليد الامور وماذا ستكون القوة الحقيقية لحركة الاخوان المسلمين ومخطط محادثتها. نتعلم الآن من الجانب المصري ان ليس رئيس "الشباك" السابق يوفال ديسكن ورئيس الموساد السابق مئير دغان هما اللذان عارضا الصفقة وأن ليس اولمرت هو الذي رجع عنها. فمبارك ايضا ووزير مخابراته عمر سليمان بذلا جهدا غير ضئيل للتثبيط والتأخير ولاقناع الاسرائيليين بأنه لا يحسن دفع الثمن الذي كان آنذاك أقل كثيرا.