خبر دعاية يمينية حقيرة -هآرتس

الساعة 10:48 ص|16 أكتوبر 2011

دعاية يمينية حقيرة -هآرتس

بقلم: ايلان باروخ

عضو مجلس السلام والأمن، وعمل في الماضي سفير اسرائيل في جنوب افريقيا

        (المضمون: يرد الكاتب بمقالته على أحد دعائيي اليمين رونين شوفال الذي يتهم اليسار الاسرائيلي بأنه السبب غير المباشر لعمليات شارة الثمن ويرى ان عمليات هذه المجموعة تضر بانجازات الصهيونية التي لا يقل هو عن رونين شوفال حرصا عليها - المصدر).

        يتهم رونين شوفال ايضا كعادة دعائيي اليمين في جميع الأزمان، يتهم اليسار باخفاقات اليمين، فهو يزعم في مقالته: "من معاداة الصهيونية الى شارة ثمن"، "هآرتس"، 9/10، ان اليسار يتحمل تبعة العمليات البغيضة المسماة "شارة ثمن". والى ذلك ايضا يجب على اليسار ان يندد بنفسه للاستكبار المدمر الذي يظهره بالنسبة للديمقراطية الاسرائيلية والشعب في اسرائيل – كما يحققها في وسائل الاعلام والاكاديميا والمحاكم. وهو استكبار كما يقول شوفال يجعلنا لا نعجب من وجود من فقدوا الثقة بقدرة الحكومة على الحكم ولهذا يُدفعون الى تنفيذ اعمال قذرة بغيضة موجهة على مدنيين أبرياء.

        نُذكر شوفال بقتل رابين. فلم تكن الحواشي الهاذية بل متحدثو اليمين الاسرائيلي الأبرز والأجل مرتبة هم الذين حرضوا على رؤوس الأشهاد على حكومة منتخبة وعلى رئيسها، حينما أجريا تفاوضا سلميا في مخطط اوسلو على أساس مبدأ الارض مقابل السلام.

        يزعم دعائيو اليمين انه لم يكن لحكومة رابين تفويض للتخلي عن أجزاء من ارض اسرائيل، لأن قاعدة قوتها في الكنيست كانت ضيقة ولم تمثل أكثر الشعب. اذا كان الامر كذلك فان هذا المبدأ يصح ايضا على حكومة نتنياهو – ونُذكر بأن كديما هو الحزب الذي فاز بأكثر الاصوات في الانتخابات. لم تجد تسيبي لفني في قلبها القدرة على التغلب على معوقاتها الاخلاقية لتكسب تأييد شركاء محتملين في الائتلاف، بثمن سياسي/ اقتصادي/ اجتماعي باهظ. ولا يعني هذا انه لا يوجد لتفضيل كديما السياسي موطيء قدم مهم في الرأي العام في اسرائيل أو أن أكثر مؤيدي الليكود يختلفون عن مؤيدي كديما اختلافا جوهريا. والى ذلك ايضا لم تُنتخب حكومة نتنياهو بسبب برنامج حزبي يُقدس سلامة البلاد ويفضلها على اتفاق سلام. فقد طلب أكثر الجمهور الذي منح نتنياهو ثقته بل حصل على كتلة برلمانية لا يُعد موشيه فايغلين في اعضائها وحكومة ليست كتلة "الاتحاد الوطني" شريكة في ائتلافها. ان نتنياهو يوجه اسرائيل منذ سنتين ونصف الى تحقيق رؤيا اليمين المتطرف مضللا دوائر تأييد واسعة (لم تستحسن هذا منذ البدء) من بين مؤيديه السياسيين خاصة والجمهور عامة. ان الثمن السياسي الذي تدفعه اسرائيل وستدفعه في ميدان العلاقات الخارجية عن سياستها الانطوائية المُشلة لم يسبق له مثيل بل انه يسبب الذعر.

        يشير شوفال الى جدلية مؤداها ان ما يسميه "معاداة الصهيونية" من اليسار تنشيء المبادرة الارهابية المسماة "شارة ثمن" من اليمين. ولما كانت عمليات شارة الثمن تضر باليسار وبـ "أعزائه العرب"، فان اليسار يستحق الاحتقار لأنه يضر بنفسه بعماه.

        يرى شوفال ان معاداة الصهيونية تنبعث عنها رائحة الخيانة: فها هو ذا اليسار، بدل ان ينتظر دوره ليحكم في صبر، يطمح الى افشال اليمين بوسائل معادية للديمقراطية وغير شرعية، بالانضمام الى حكومات معادية خارج البلاد تبذل له موارد خُصصت لضعضعة منعة اسرائيل الدولية. وبهذا يحول شوفال الحكومة في القدس الى حكومة فايمر واليسار الاسرائيلي الى اولئك الذين اتهمهم دعائيو اليمين في ذلك الوقت "بطعن الأمة في ظهرها". ولا توجد تهمة أحقر من هذه. فهي تشبه نقش شارة الثمن في ظهر كل يساري يسير في شوارعنا.

        أقول لشوفال بصدق: أنا مثل كثيرين آخرين أتمسك بتصورات أكثر يسارية مما لديك. واذا شئت فانني لا أقل وطنية عنك. ولست معاديا للصهيونية، بالعكس: أنا لا أقل صهيونية عنك. وفي نظري فان ارهاب شارة الثمن قد تعرض للخطر انجازات الصهيونية كلها. أهكذا الامر في نظرك؟.