خبر نائل وفخري.. عقود الصبر إلى فرج

الساعة 12:11 م|15 أكتوبر 2011

نائل وفخري.. عقود الصبر إلى فرج

فلسطين اليوم- وكالات

لا تتشابه تجربة أقدم أسيرين فلسطينيين في كونهما أمضيا أكثر من ثلاثة عقود خلف قضبان السجون الإسرائيلية فحسب، بل في الظروف الاجتماعية الخاصة التي جمعتهما وعايشاها معا، حيث اعتقلا قبل 34 عاما ويمضيان نفس الحكم.

فقد اعتقل نائل البرغوثي مع شقيقه عمر في الرابع من نيسان/أبريل عام 1978، فيما اعتقل ابن عمهما الأسير فخري بعدهما بأسابيع، وحكم عليهم جميعا بالسجن المؤبد، لكن عمر نال الإفراج في صفقة للتبادل لاحقا، فيما بقي نائل وفخري رهن الاعتقال حتى يومنا هذا.

ويحتل الأسير فخري البرغوثي المرتبة الثانية من بين قدامى الأسرى بعد ابن عمه نائل، فهو شريكه في الدم والمقاومة والسجن واعتقل بعده بشهرين ويتصدران الآن معا قوائم الإفراجات المتوقعة وفق اتفاق تبادل الأسرى الذي أعلنت عنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

اعتقال ومحن

أمضى نائل (54 عاما) فترة اعتقاله متنقلا بين مختلف السجون والعزل الانفرادي، ومُنع لفترات طويلة من زيارة أبويه وشقيقه الوحيد عمر وشقيقته الوحيدة حنان، لكن ذلك لم ينل شيئا من عزيمته، حسب ذويه.

أما فخري (57 عاما) فترك وراءه زوجة واثنين من الأبناء هما شادي وهادي اللذان تعرف عليهما داخل زنزانته بعد بلوغهما سن الشباب واعتقالهما من قبل سلطات الاحتلال، فقد ساقهما القدر إليه وحكم على شادي بالسجن 27 عاما وهادي بالسجن أربع سنوات.

ورافق عمر -شقيق نائل المعتقل إداريا حاليا- شقيقه وابن عمه داخل السجن إلى أن أفرج عنه في صفقة التبادل التي قادتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة أحمد جبريل عام 1985، واعتقل عدة مرات بعد ذلك، فيما اعتقل ابنه عاصم قبل سنوات وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما.

وتقول أم عاصف -زوجة عمر- إن أصعب المحطات التي مرت بنائل هي وفاة والده ثم والدته أثناء اعتقاله، مشيرة إلى أن أقساها كانت اللقاء الأخير لنائل وفخري مع والدة نائل داخل السجن، حيث نقلت إليهما بسيارة إسعاف وهي على فراش الموت ثم فارقت الحياة بعد ذلك بفترة وجيزة.

وتضيف في حديثها مع الجزيرة نت أن زوجها عمر وشقيقته حنان لم يسمح لهما بزيارة نائل قبل وبعد وفاة والديه، كما جرت عدة صفقات وإفراجات لآلاف الأسرى دون أن يرى النور، ثم تجددت آماله بعد أسر الجندي جلعاد شاليط.

ومع إعلان خبر الاتفاق على الصفقة قالت أم عاصف إن الفرحة عمت قريته (كوبر قرب رام الله) وأهله، ووصفت الفرحة بأنها "أكبر من عرس وأكبر من عيد" مشيرة إلى أن العائلة بدأت في التحضير لاستقباله.

صبر وانتصار

وعن تأثير سنوات الاعتقال الـ34 على عميد الأسرى نائل قالت إنه رجل شامخ وصابر وقوي العزيمة والإرادة ولم يفقد يوما الأمل في الإفراج وبزوغ شمس الحرية حتى انتصرت إرادته على إرادة السجان.

وأضافت أن شخصية نائل تختلف عن كثير من الأسرى "فهو واقعي جدا ودائما متفائل وجبار وشامخ يمنح المعنويات لمن حوله ولذويه في الخارج"، إلا أن وفاة والدته وزيارتها الأخيرة قبل الوفاة كانت أصعب محطات السجن.

وبخلاف إفراجات سابقة تقول أم عاصف إن الأمل جدي هذه المرة أكثر من مرات سابقة وسيتحقق لنائل وفخري أمل الإفراج الذي طالما تطلعا إليه.

وتحتفظ عائلة عمر البرغوثي في منزلها بمقتنيات الأسير نائل، وبينها ملابسه ورسائل خطها لذويه في الخارج وقصاصات صحف وصور وغيرها، ولا تتباعد زيارات الصحفيين والمناصرين والحقوقيين لمنزله ولقاء ذويه.