خبر عائلات الأسرى الفلسطينيين .. فرحة اللقاء بعد طول انتظار و تخوف من الإبعاد

الساعة 10:59 ص|15 أكتوبر 2011

الأسيرة المجاهدة / قاهرة السعدي

 

 

عائلات الأسرى الفلسطينيين..فرحة اللقاء بعد طول انتظار و تخوف من الإبعاد

فلسطين اليوم-رام الله (تقرير)

في منزل الأسيرة الفلسطينية قاهرة السعدي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كان نبأ إتمام صفقة الأسرى معجزة تلقفها أولادها الأربعة... ستعود الأم إلى البيت بعد غياب عشر سنوات من التشتت و الغياب...وسيعود الدفء إلى المنزل الذي فقط كل ملامحه بعد اعتقالها.

تقول ساندي "19 عاما" الابنة البكر لقاهرة:" منذ الإعلان عن الصفقة و الجميع في المنزل يتحضر لاستقبالها، غير مصدقين أنها ستعود إلينا من جديد، أشقائي يتسابقون من سينام معها أول ليلة حينما تعود، فقد اشتقنا لها كثيرا و حلمنا بهذه اللحظة منذ سنوات".

 ومنذ خمس سنوات، تمني الوالدة الأسيرة أولادها الأربعة بالإفراج القريب عنها خلال صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، و أخيرا كان تحقيق الأمنية:" في كل زيارة، ومنذ سنوات تودعنا بكلماتها المعتادة " لا تخافوا سأخرج في الصفقة قريبا" حتى قبل شهر من الآن حينما قام أشقائي بزيارتهم قالت لهم "أنها ستكون معنا قريبا".

 3 مؤبدات...

قاهرة السعدي كانت قد اعتقلت في العام 2002 وتواجه حكما بالسجن ثلاث مؤبدات و 30 عاما، و هي واحد من 33 أسيرة فلسطينية شملتها الصفقة التي أعلنت عن إبرامها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال، و التي تتضمن إطلاق سراح 1000 أسير إلى جانب كافة الأسيرات.

وبحسب الصفقة، فإن 203 أسيرا، من بينهم أسيرات، سيتم إبعادهم إلى القطاع و الخارج، و كانت الصحف العبرية قد تحدثت عن إبعاد قاهرة السعدي إلى مصر بالإضافة إلى أسيرتان، و هذا ما ينغص على العائلة فرحتها كما تقول ساندي.

ولم تتلق العائلة أي نبأ رسمي من قبل الصليب أو الجهات المنفذة للصفقة، بتفاصيل الإفراج وموعده و إن كانت ستبعد أم يفرج عنها إلى جنين:" نعيش حاليا بقلق كبير من أن يكون مصير والدتي الإبعاد، الذي سيكون أوحش علينا من وجودها في السجن، فماذا سنستفيد إذا أبعدت إلى الخارج، فلن نتمكن من رؤيتها و العيش معها و سنعود كما كنا".

وكما عائلة السعدي تعيش باقي عائلات الأسرى، و خاصة ذوي الإحكام العالية " المؤبدات" وخاصة مع عدم إفصاح المقاومة أو الجانب الإسرائيلي عن أسماء المفرج عنهم، حالة من الترقب و كل منها تدعو أن يكون ابنها من هؤلاء الأسرى.

انتظار و ترقب...

ومن هذه العائلات عائلة الأسير "إبراهيم عبد العزيز" من مدينة رام الله، و الذي يواجه حكما بالسجن مؤبدين و 20 عاما، تقول زوجته:" حتى الآن لم نتلق أي خبر عن الإفراج عنه، ا وان يكون اسمه مشمولا في الصفقة، كل ما عرفناه هو أن 315 من ذوي المؤبدات ستشملهم، فهل سيكون إبراهيم من بينهم الله فقط يعلم.

وإبراهيم معتقل منذ العام 1995، و هو أب لأربعة أبناء من بينهم توأم رزق بهما بعد اعتقاله بيوم واحد، و يبلغ أعمارهم اليوم 16 عاما، ولا يعرفون والدهم إلا من وراء شباك الزيارة، حيث يقومون بزيارته كل شهر مرة، و لفترة لا تتعدى 45 دقيقة، و أحيانا كثير أقل.

تقول الوالدة:" شعرت بفرحتهم أكثر من باقي العائلة، اسمعهم يتحدثون عنه و خلال الأيام القليلة الفائتة بات كأنه حاضرا معنا وانه لم يعتقل من قبل".

الوالدة تخشى عليهم من صدمة لو لم تشمله الصفقة، إلا أنهم يرفضوا التفكير حتى في هذا الاحتمال:" حينما اذكر أمامهم أن ممكن  أن لا يكون ضمن المفرج عنهم، لا يسمعونني  يؤكدون لي انه سيكون معنا يوم الاثنين المقبل، حتى أنهم اجبروني على تجديد المنزل لاستقبال المهنئين بالإفراج عنه".

غير مشمولين...

هذه الفرحة التي تعيشها عائلة شلش اختفت بالكامل من منزل قادة الفصائل و الحركة الأسيرة، حيث كانت حركة حماس أعلنت أنهم ضمن أسماء الأسرى المفرج عنهم، لتعود من جديد لتعلن أنهم غير مشمولين بها.

 

تقول صمود سعادات، ابنه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:" حين الإعلان عن الصفقة وصلنا اتصال من أحد قادة الحركة بالضفة يفيد ان ابي سيكون من ضمن المفرج عنهم، و إلى الضفة ولن يتم إبعاده، و لكننا تفاجئنا فيما يعد بتصريح الشاباك الذي نسف كل شئ".

وتابعت صمود:" نحن مع الإفراج عن أي أسير فلسطيني، و لكننا أصبنا بخيبة أمل حقيقية، فالصفقة كانت آخر أمل لعائلات  الحركة الأسيرة للإفراج عن أبنائها، و خاصة في هذا الظرف الصعب الذي يخوض فيه الأسرى الإضراب و خطر حقيق يتهدد حياتهم".