خبر خفايا مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ودور النظام المصري الجديد

الساعة 02:34 م|14 أكتوبر 2011

خفايا مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ودور النظام المصري الجديد

فلسطين اليوم _ وكالات

تحت عنوان “هكذا حيكت صفقة شاليط" كشف المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت،رون بن يشاي"، ما وصفها بتفاصيل الصفقة التي يقف وراءها، على حد قوله، رجل الموساد دافيد ميدان الذي يسجل له هذا الانجاز، كونه تمكن من العثور على المنفذ الضيق الذي افضى الى الصفقة وعرف كيف يستغل حتى النهاية، جميع العوامل الموجودة على الساحة بشكل مكنه ومكن مرسليه من الوصول إلى خط النهاية بالسرعة الممكنة،يقول بن يشاي.

 

ميدان كلف بملف الصفقة من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في نيسان من العام الجاري، بعد ان رفع اياديهما رجلان مؤهلان ومجربان من رجال الاستخبارات هما عوفر ديكل وروني هداس، بعد سنوات من الجهود التي ذهبت ادرلج الرياح .

 

الوسيط الألماني، جرهارد كونراد ترك مهمته ايضا بعد أن قدم لحماس، بموافقة حكومة اسرائيل، خطة مفصلة للصفقة، او عمليا، خطتان، الاولى في كانون اول 2010 والثانية في شباط 2011 الا ان قيادة حماس رفضتهما.

 

جرهارد كونارد، رئيس المخابرات الألمانية، ا ل "بي ان دي"، الرجل الذي اقنع حزب الله بقبول صفقة جثتي الجنديين، ايهود غولدفاسر والداد ريجف، مقابل مئات الأسرى عاد الى المانيا محبطا، كذلك تبخر الخيار المصري عندما خلع مبارك ومبعوثه عمر سليمان في ثورة يناير.

 

تجدد المفاوضات

الاتحاد الاوروبي الذي حاول تحريك عجلة المفاوضات لم يلق اذنا صاغية لدى حماس، الامر الذي دفع الاذرع الامنية الإسرائيلية، الى ترسيخ الاعتقاد بان حماس غير معنية البتة بانجاز الصفقة وان خالد مشعل وقيادة حماس في دمشق يريدون إطالة الوقت، لأن القضية تعطيهم وضعية دولية معينة وان احمد جعبري، قائد الذراع العسكري في الحركة، الذي يحتجز جلعاد شاليط لا يوجد لديه أدنى نية في التنازل عن أي من الشروط واسماء الاسرى التي طالب بها بمعنى، انه يريد الكل او لا شيئ وهي اسباب ادخلت الموضوع الى حالة جمود عميق.

 

 في هذه الظروف عين رجل الموساد، دافيد عيدان، الذي تلقى فور تعيينه العديد من الاقتراحات والمبادرات وكان عليه فحصها واخذ ما هو مفيد منها،كما يقول بن يشاي، بين تلك الاقتراحات كان اقتراح من رجل عادي، يدعى جرشون بسكين، الذي اقترح نقل رسائل الى حماس والذي شكل لاحقا طرف الخيط الذي حيكت الصفقة بواسطته.

 

هكذا تجددت الاتصالات مع حماس، بواسطة بسكين والمفاجأة السارة، كما يقول بن يشاي، على لسان عيدان، ان حماس وافقت على ان تكون الخطة التي بلورها الوسيط الألماني أساسا للتفاوض، الامر الذي قلب تقديرات اسرائيل السابقة حول عدم رغبة حماس بانجاز الصفقة.

رجل الموساد ادار المفاوضات وحيدا مستعينا برجلي "شاباك" و"امان" الامر الذي وضع الموضوع برمته بايدي اجهزة المخابرات، التي ستوصي لاحقا باقرار الصفقة.

 

نتنياهو اعطى الضوء الأخضر ورؤساء الاجهزة الامنية تابعوا الاتصالات عن كثب، بالاضافة الى السكرتير العسكري للحكومة ورئيس قيادة سلاح الجو يوحنان لوكر الذي شارك لاحقا في المفاوضات، خاصة عندما دخلت مرحلة المحادثات مع مصر.

 

في حزيران من هذه السنة كان واضحاً امام ميدان، أن هناك قناة محادثات أمينة وثابتة مع حماس وأن هناك مرتكزات لهذه المحادثات وفي نهاية حزيران تلقى ميدان مستندا كان قد طلب مصدقة حماس عليهً هو بمثابة خارطة الطريق للمحادثات.

 

الدور المصري

باراك أيد المحادثات إلا ان نتنياهو، كما يقول بن يشاي، كان يزداد تخوفا كلما اقتربت المفاوضات من نقطة النهاية وعندما نضجت الامور في المفاوضات الغير مباشرة، ازدادت الحاجة لوسيط دولي يعطي رعايته ويوفر الضمانات المطلوبة للطرفين وقد استقرت الامور بان يكون هذا الوسيط هو النظام المصري الجديد،علماً ان البعض في اسرائيل ارادو الوساطة التركية المعروضة لغرض إعادة العلاقات مع الاخيرة إلى مجراها.

 

وهكذا عادت الطابة الى ملعب المخابرات المصرية، حيث خصص الجنرال موافي إثنين من كبار رجال المخابرات هما رأفت ونادر العاصر وبعد ان وضع امامهما خارطة الطريق المتفق عليها مع حماس، تم استدعاء الطرفين الى القاهرة، حيث مثل اسرائيل دافيد ميدان وحيداً، بينما مثل حماس احمد الجعبري ونائبه مروان وإثنان من كبار القيادة في دمشق، حيث جلسوا في غرف منفصلة وقام الجنرالات المصريين بالتفاوض الغير مباشر معهم.

في الجولة قبل الأخيرة من المفاوضات التي دارت بتاريخ 5 و 6 اكتوبر، أعطى رئيس الحكومة نتنياهو لميدان حرية الحركة الواسعة، ألأمر الذي ادى الى التوصل الى نقاط تفاهم، خاصةً بعد أن أزال رئيس "الشاباك" تحفظه بالنسبة لاطلاق سراح أسرى من العرب الفلسطينين، من سكان اسرائيل والقدس الشرقية، حيث وافق على اطلاق سراح ستة من الأسرى من العرب من سكان اسرائيل، قضوا في السجن اكثر من 20 سنة وتجاوزوا ال 50 سنة من العمر وقال رئيس "الشاباك" مبررا،ً ان اطلاق سراح هؤلاء افضل من اطلاق سراح ستة شبان من الضفة الغربية، خاصةً ان بينهم واحد تجاوز الثمانين عاماً.

 

في ختام ليلة طويلة تخللها كتابة وشطب قوائم أسماء، توصل الطرفان الى اتفاق الاطار المبدئي وفي اليوم التالي،يقولبن يشاي، عاد ميدان الى القاهرة برفقة رئيس "الشاباك" يورام كوهن لجولة مفاوضات اخيرة وحاسمة حددت الاسماء التي سيتم طردها الى غزة.

يوم الثلاثاء صباحاً انتهت المهمة وصادق رئيس "الشاباك"على القائمة بعد ان تلقى موافقة من الحكومة الاسرائيلية عليها وبعد ان تنازلت حماس عن ادراج اسماء الرموز من الأسرى .