خبر القدس العربي : تسليم شاليط بطريقة سرية داخل غزة لمسؤولين أمنيين مصريين

الساعة 07:32 ص|13 أكتوبر 2011

 

القدس العربي : تسليم شاليط بطريقة سرية داخل غزة لمسؤولين أمنيين مصريين

فلسطين اليوم-وكالات

قالت مصادر مطلعة في حركة حماس لـ 'القدس العربي' ان كافة التفاصيل الفنية لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، خاصة إجراءات تسليم الجندي غلعاد شليط تم الاتفاق عليها، لكنها أكدت أن مكان احتجاز هذا الجندي طول السنوات الماضية سيظل سراً لن يكشف عنه مسلحو حماس، في الوقت الذي بدأت فيه الأمور تتضح أكثر عن تفاصيل هذه الصفقة التي وقعت وسط حالة من التكتم فرضتها مصر راعي الاتفاق على الطرفين.

ووفق المعلومات التي حصل عليها 'القدس العربي' من مصادر متعددة فإن صفقة التبادل التي توسطت فيها مصر تم خلالها الاتفاق على كل الترتيبات الفنية لإتمام صفقة التبادل، بما فيها كيفية تسليم شليط.

ووضعت حركة حماس كل الترتيبات لعملية المبادلة، حيث تشير المعلومات الى أن الحركة ستسلم شليط إلى السلطات المصرية، بعد أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى من ذوي المحكومات العالية وعدهم 315 أسيرا، وهم الضلع الأهم في صفقة التبادل.

وسيجرى تسليم شليط بطريقة سرية داخل غزة لمسؤولين أمنيين مصريين، قبل أن ينقل برفقة هؤلاء لمصر، ومن ثم تتم عملية إعادته إلى إسرائيل في ذات اليوم.

وترجح معلومات أن ينقل شليط إلى إسرائيل من منطقة شمال سيناء القريبة من الحدود عبر طائرة خاصة بعد التأكد من حالته الصحية وإجراء كشف طبي سريع عليه.

وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام ان حماس تجري الترتيبات الفنية لإتمام الصفقة خلال أيام.

ونفت مصادر في حماس الأنباء التي ترددت عن قيام الحركة بنقل شليط من غزة إلى مصر.

ووصل يوم أمس وفد قيادي من الحركة برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للعاصمة المصرية القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة حول آلية تنفيذ الصفقة.

إلى ذلك فإن المعلومات أيضا تؤكد أن الجناح المسلح لحماس الذي أوكلت له مهام إخفاء شليط منذ أسره قبل أكثر من خمس سنوات، سيبقى على المكان الذي احتفظ به بشليط سراً ولن يكشفه في هذه المرحلة، وقال مسؤول في حماس أن الاستمرار في التكتم على المكان الذي أسر فيه شليط يعد 'أحد الأسرار الأمنية'.

وكان مسلحو حماس فرضوا إجراءات أمنية وسرية مشددة في عملية إخفاء شليط طوال السنوات الماضية، إذ لم تستطع أجهزة الأمن الإسرائيلية من تحديد مكانه، وشنت إسرائيل بسبب فشلها حرباَ شرسة على غزة نهاية 2008 أصيب في إحدى غاراتها شليط بجراح.

وخطف مقاتلو حماس إضافة إلى آخرين من لجان المقاومة الشعبية ومنظمة جيش الإسلام شليط خلال هجوم مسلح عبر نفق أرضي على قاعدة عسكرية إسرائيلية تقع على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، يوم 25 من شهر حزيران (يونيو) من العام 2006.

وأجريت بعد عملية الأسر مفاوضات برعاية مصرية، ومن ثم دخل وسيط ألماني على الخط، إلى جانب عدة جهات أخرى، لكن أيا من تلك المفاوضات لم تنجح طول تلك الفترة، لرفض إسرائيل الانصياع لشروط حماس، قبل أن يعلن أول أمس عن الوصول لاتفاق.

ولبى الاتفاق الجديد غالبية الشروط التي وضعتها حركة حماس، خاصة في عملية الإفراج عن عدد كبير من الأسرى المحكومين بأحكام عالية.

وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي رحب بالصفقة وقال أنها تعد 'انجازا وطنيا' بين أن مرحلتها الأولى تشمل الإفراج عن 450 أسيرا خلال أسبوع، ثم الانفراج عن الباقين خلال شهرين، وأعلن مشعل أن الصفقة تشمل الإفراج عن 1027 أسيرا بينهم أصحاب محكوميات عالية إضافة إلى النساء.

ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين مطلع الأسبوع المقبل.

وبحسب المعلومات أيضاً فإن طاقما من حركة حماس بدأ قبل أيام مفاوضات شاقة برعاية مصرية مع آخرين إسرائيليين، بمقر جهاز المخابرات المصرية، ورغم أن تقارير إسرائيلية ذكرت أن المفاوضين جلسوا على طاولة واحدة، إلا أن مسؤولا في حماس لم يؤكد الخبر، وقال ان المفاوضات تمت بطريقة غير مباشرة.

وكان من بين طاقم مفاوضات حماس كل من نزار عوض الله عضو المكتب السياسي للحركة، وأحمد الجعبري مسؤول الجناح العسكري.

وعلمت 'القدس العربي' أن الوسطاء المصريين طلبوا من الطرفين فرض 'سرية تامة' على المفاوضات، بعد أن شرع الطرفان قبل أسبوع للقاهرة في 'حوارات جدية'، سبقتها سلسلة اتصالات تم خلالها الوصول إلى تفاهمات كبيرة لإتمام العملية.

وخلال فترة المفاوضات لم يتحدث مسؤولو حماس الحديث عن الصفة، حتى أن مسؤولين في الحركة بادروا إلى نفي ما تردد من أنباء عن تجدد الاتصالات، كذلك لم يجر الحديث من أي من المسؤولين في تل أبيب عن الصفقة.

وبحسب المعلومات فإن طواقم المفاوضات من كلا الطرفين وصلا إلى القاهرة، لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة، بعد أن كانا قد توافقا قبل ذلك بقليل وبوساطة مصرية على الخطوط العريضة للضفة، والتي تشمل عدد المفرج عنهم، والأسرى الذين سيستثنون من عملية التبادل.

وأمس تم التأكيد من مسؤولين في حركة حماس أن عدد الأسرى الكبار لن يكونوا ضمن صفقة التبادل، بسبب الرفض الإسرائيلي.

وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان كلا من القيادي في فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، والقياديين العسكريين في حماس عبد الله البرغوثي وعباس السيد، والقائد العام لكتائب القسام في الضفة إبراهيم حامد لن يكونوا في الصفقة.

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن 'اتصالات سرية' حول صفقة التبادل جرت منذ أشهر بين وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس غازي حمد ومدير معهد الدراسات الإسرائيلية الفلسطينية (إيبكري) في القدس غرشون باسكين، وقالت ان حمد سلم باسكين قبل نحو ثلاثة أشهر عبر قناة سرية وثيقة مبادئ لإنجاز صفقة شليط حيث طلبت حماس من إسرائيل خفض عدد السجناء الفلسطينيين المبعدين الذين ستشملهم الصفقة، والإفراج عن نصف السجناء الفلسطينيين الكبار.

وقد أحيلت الوثيقة إلى دافيد ميدان المنسق الحكومي الخاص حول قضية شليط، ليتبعها بعد أسبوعين استئناف المفاوضات في القاهرة التي أفضت في نهاية الأمر لإنجاز صفقة التبادل.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن المفاوضات بين الطرفين بدأت بشكل جدي في شهر تموز (يوليو) الماضي، وأن قائد جهاز 'الشاباك' لعب دوراَ كبيراً في إقناع نتنياهو بتغيير موقفه، خاصة في ظل دعم جهاز الموساد وقائد الجيش، بالإضافة للدور الكبير الذي لعبه أيهود باراك، بعد التوصل إلى نتيجة لدى المستوى الأمني والعسكري 'لا يوجد أي سبيل للإفراج عن غلعاد شليط إلا بصفقة تبادل تشمل أسرى كبار، وذلك في أعقاب انعدام أي معلومة أمنية تقود لمكان احتجاز شليط'.