خبر عريشة الفقير- هآرتس

الساعة 10:20 ص|12 أكتوبر 2011

عريشة الفقير- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قبل أن يجف الحبر عن بيان الحكومة بانها ترحب بخطة الرباعية لاستئناف المسيرة السياسية، يبادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى خطوة تسحب البساط من تحت المساعي الدولية لتحطيم الطريق المسدود الذي أدى الى التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن. بعد بضعة ايام من شجب زعماء الرباعية اسرائيل على خطة البناء في غيلو ودعوتهم الحكومة الامتناع عن خطوات احادية الجانب من هذا القبيل وجد نتنياهو سبيلا جديدا لاستفزاز الفلسطينيين واحراج آخر اصدقاء اسرائيل في العالم.

        فقد أفاد حاييم لفنسون في "هآرتس" أمس بان نتنياهو أمر وزير العدل يعقوب نئمان بتشكيل فريق من القانونيين لايجاد اساليب لتسويغ منازل في المستوطنات كانت بنيت على ارض فلسطينية خاصة. والعقل يقضي بان تشكيل الفريق يأتي لمنع تنفيذ التعهد الذي قطعته النيابة العامة للدولة لمحكمة العدل العليا وبموجبه حتى نهاية السنة ستخلي الدولة سلسلة من البؤر الاستيطانية والمنازل التي بنيت على أرض سلبت من اصحابها الفلسطينيين. والى جانب ذلك تعمل الحكومة بنشاط على أن تبيض بأثر رجعي مبان اقيمت في البؤر الاستيطانية وفي المستوطنات على "اراضي الدولة"، دون خطة بناء مدينية او تراخيص بناء كما يفترض القانون.

        ان توسيع المستوطنات على "اراضي الدولة" والتملص من اخلاء البؤر الاستيطانية التي نشأت في العقد الاخير يتناقضان وتعهد حكومة نتنياهو (التي كان نتنياهو عضوا كبيرا فيها) حسب خريطة الطريق، التي تشكل احد مصادر المرجعية لخطة الرباعية. منح تسويغ حكومي لسلب اراضي الفلسطينيين الخاضعين لرحمة حكم الاحتلال الاسرائيلي سيكون بمثابة بصقة في وجوه اعضاء الرباعية الدولية، بل واجتياز لخط احمر اخلاقي وقانوني. ينبغي الاسف لاصرار نتنياهو على تكريس جهوده على تخريب المسيرة السياسية واثارة الشقاق والنزاع، بدلا من استئناف المفاوضات ومعالجة عنف اليمين المتطرف بحزم. لم يتبقَ غير التوقع بان يسارع المستشار القانوني يهودا فينشتاين الى تذكير رئيس الوزراء ووزير العدل بان سلب عريشة انسان واحد لغرض اعطائها لانسان آخر يهزأ بالقانون، العدل، الديمقراطية والاخلاق اليهودية.