خبر صفقة شاليط انجاز وطني وقومي .. بقلم : أكرم عبيد

الساعة 06:20 ص|12 أكتوبر 2011

صفقة شاليط انجاز وطني وقومي .. بقلم : أكرم عبيد

 

على طريق تحرير كل الأسرى وفلسطين كل فلسطين

في ظل تعاظم معركة الأمعاء الخاوية للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وبعد خمسة عشرة يوما من الإضراب عن الطعام والعصيان على إدارة سجون الاحتلال لتحقيق المطالب العادلة للأسرى أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " ومن دمشق قلب العروبة النابض إتمام صفقة الجندي الصهيوني الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلة التي فرضت شروطها على مجرمي الحرب الصهاينة بقوة المقاومة وليس بالاستجداء والمطالبة ولتسول والمفاوضات العبثية التي لم تفرج عن أسير واحد منذ توقيع اتفاق أوسلو الاستسلامي عام1993

بينما صفقة شاليط فرضت على الاحتلال الصهيوني الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة بقوة المقاومة على مرحلتين :

  فالمرحلة الأولى لطلاق سراح 450 أسير منهم 315 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية والقادة وفي مقدمتهم القائد احمد سعادات ومروان ألبرغوثي وعميد الأسرى وائل ألبرغوثي الذي دخل عامه الرابع والثلاثين وغيرهم بالإضافة لكل الأسيرات البالغ عددهن سبعة وعشرين أسيرة وسيتم تنفيذ هذه الصفقة خلال أسبوع من توقيع هذا الاتفاق

وفي المرحلة الثانية التي سيتم تنفيذها بعد شهرين سيتم إطلاق 550 أسير من أبطال المقاومة الفلسطينية والعرب وفي مقدمتهم اسري الجولان العربي السوري العائد بإذن الله عما قريب

وفي الحقيقة استطاعت قوى المقاومة الفلسطينية بهذه الصفقة تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية بشكل ميداني على امتداد ارض الوطن فلسطين كل فلسطين عندما تمسكت بإطلاق عدد من الأسرى من أبناء فلسطين المحتلة عام 1948 ومن أبناء القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحرر ومخيمات اللجوء في الشتات واسري الجولان العربي السوري وعودتهم إلى أسرهم ومدنهم وقراهم ورفض إبعاد أي أسير محرر كما كانت تخطط سلطات الاحتلال الصهيوني

 وهذا الانجاز العظيم يؤكد للعدو قبل الصديق أن هذه الصفقة تميزت عن الصفقات السابقة لتبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية المقاومة وسلطات الاحتلال الصهيوني أنها تمت داخل الوطن المحتل فلسطين حيث تم اسر الجندي شاليط من ارض المعركة وهذه خطوة مهمة تؤكد على إصرار شعبنا الفلسطيني المناضل بقيادة فصائله وقواه المقاومة لالتزام  بخيار المقاومة والصمود لتحرير كل الأسرى وعودة المبعدين وفي مقدمتهم مبدي كنيسة المهد المقاومين وتحقيق كامل أهداف شعبنا وشرفاء امتنا في دحر الغزاة المحتلين وتحرير فلسطين كل فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة واستعادة كامل حقوقنا الوطنية والتاريخية وفي مقدمتها حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابنا الوطني الفلسطيني من البحر إلى النهر بدعم ومساندة شرفاء الأمة وفي مقدمتهم سورية الصمود والجمهورية الإسلامية الإيرانية

لذلك فان هذه الخطوة وفي هذه الظروف الفلسطينية والعربية والإقليمية الصعبة تعتبر الرد العلمي والعملي على سياسة الاستجداء والتسول على أبواب البيت الأسود الأمريكي والأمم المتحدة الهزيلة للمطالبة بالاعتراف بدويلة فلسطينية في حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لكن مجرمي الحرب الصهاينة وشركائهم من الأنظمة الاستعمارية الغربية بقيادة الإدارة الأمريكية المتصهينة رفضت الطلب الفلسطيني وستستخدم حقها بقرار النقض الفيتو لإفشال المشروم الفلسطيني بالرغم من التنازل عن 78% من ارض فلسطين التاريخية للعدو الصهيوني المحتل الذي يتطلع لالتهام المزيد من الأرض لاستيطانها وتهويدها وانتزاع الاعتراف بها كدولة يهودية كما يحلمون

 وفي هذا السياق وبعد تحقيق هذا لانجاز العظيم وفشل المفاوضات العبثية ورفض مجرمي الحرب الصهاينة وشركائه في الغرب بقيادة الإدارة الأمريكية بتحقيق أي مطلب للسلطة الفلسطينية لابد لهذه السلطة وكل أنظمة الردة والاستسلام والتطبيع من مراجعة سياساتها الفاشلة وترسيخ قناعة قياداتها أن خيار المقاومة هو البديل العلمي والعملي والاستراتيجي للمفاوضات العبثية الفاشلة ولابد لسلطة أوسلو من الاستفادة من هذا الدرس المقاوم العظيم الذي يضاف بكل شرف لانجازات شعبنا المقاوم وشرفاء امتنا والعودة للأصول وتسليم مفاتيح الأراضي الفلسطينية المحتلة للمجتمع الدولي في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلان حل السلطة الفلسطينية وخاصة بعد سياسة الابتزاز الأمريكي والأوروبي الرخيصة للسلطة الفلسطينية وتهديدها بوقف المساعدات المالية ليتحمل المجتمع الدولي وسلطات الاحتلال الصهيوني مسئولياتها أمام الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والعودة للشعب والثورة وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات م . ت . ف على أسس سياسية وتنظيمه مقاومة وانتخاب المجلس الوطني وتشكيل المرجعية الوطنية المقاومة وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني بمواده الأساسية والرئيسية قبل مجلس غزة اللاشرعي الذي شطب معظمها بالتصويت وقوفا أمام ثعلب النسوان الأمريكي كلنتون وقيادة نضال شعبنا إلى جانب شرفاء امتنا حتى تحقيق كامل أهدافنا في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس .

 وفي النهاية لابد أن نبارك للحركة الأسيرة وخاصة الأسرى  المحررين وأسرهم المناضلة وعموم شعبنا الفلسطيني المقاوم وفصائله وقواه الأسرة للجندي الصهيوني بهذا الانتصار الذي يعتبر خطوة مهمة على طريق تحرير كل الأسرى في سجون الاحتلال وخطوة أهم على طريق تحري فلسطين كل فلسطين والأراضي العربية المحتلة كما نبارك لكل شرفاء الأمة المقاومة وفي مقدمتها قوى الصمود والممانعة الداعم الأساسي لقوى المقاومة من فلسطين إلى لبنان والعراق الشركاء في الدم والمسير والمسار وفي مقدمتهم سورية الصمود والجمهورية الإسلامية الإيرانية .