خبر أعداء اليهودية -معاريف

الساعة 10:02 ص|11 أكتوبر 2011

أعداء اليهودية -معاريف

بقلم: شاي بيرون

مدير عام مؤسسة كله تعليم، رئيس مدرسة بيتح تكفا الدينية

(المضمون: الصراع القومي على هذه البلاد سنديره، أغلب الظن، لسنوات طويلة اخرى. ولكن اذا لم نفعل ذلك انطلاقا من المسؤولية الاخلاقية، فمن شأننا أن نفقد شرعية الحق القومي -  المصدر).

احراق المساجد أو افسادها يشكل تعبيرا أليما عن مرض وطني حاد. سلسلة طويلة من الاحداث تثبت بان أحدا ما فقد الرأس. كيهودي، لا يمكنني أن أفهم مفهوم "شارة ثمن". هذا مفهوم ذو نزعة قوة لديه فرضيات اساسية خطيرة.

        المبادرون الى الاعمال يفترضون بان دولة اسرائيل، شرطييها وجنودها لا يمكنهم أن يحموا المواطنين. وعليه فانهم يحتاجون الى ميزان رعب تمارسه ميليشيات مدنية "تفرض النظام" و "توضح من هو رب البيت".

        سلوك القائمين على هذه العمليات يثبت بانهم لا يقبلون إمرة الحكومة. بعضهم يتعاطى مع حكومة اسرائيل السيادية وكأنها الانتداب البريطاني، فيما أنهم يعزون لانفسهم مزايا مقاتلي حرية اسرائيل.

        هذا العمل ذو نزعة القوة يشكل تعبيرا عن ضعف اخلاقي ولكن بقدر لا يقل عن ذلك يشكل دليلا أليما على ضعف روحي وصهيوني. في نظري، رجال "شارة ثمن" يجعلون أنفسهم أعداء اليهودية والصهيونية. فهم يعيدوننا الى العهود ما قبل اقامة الدولة. وهم يعرضون للخطر بنيتنا الوطنية.

        وهكذا فاننا نشهد تطور الافساد: في البداية يستخدمون شارة الافساد ضد الفلسطينيين، وبعد ذلك ضد جنود الجيش الاسرائيلي، فما هي المرحلة التالية؟

        على الجميع أن يقاتلوا ضد هذا، إذ ان مثل هذه الاعمال من شأنه أن يمس بشرعية الاستيطان في الجبال والمدن وفي نفس الوقت سيمس بالبنية الاخلاقية التي توحدنا.

        وعليه فان على المربين في اسرائيل، حاخاميها وزعمائها ان يستنكروا استخدام "شارة الثمن". من يتخذها يجب أن ينبذوا ويستبعدوا. وهم ملزمون بان يفهموا بانه لا يوجد اسناد توراتي او جماهيري لافعالهم.

        مرة اخرى نجد أنفسنا نجري نقاشا غير موضوعي. مرة اخرى ندع مجموعة من غريبي الاطوار تملي المقالات الافتتاحية للسلطة العامة.

        في نظري، احراق المسجد في طوبا زنغريا مقابل قتل عائلة بالمر هو تدنيس لكرامة الموتى. من قتل أبا وابنه يجب أن يعاقب بشدة زائدة. من رشق حجرا اجراميا اخذ حياة وهدم مستقبل عائلة، يجب ان يحضر الى المحكمة في الاجهزة القضائية لدولة اسرائيل. صحيح، الثمن الذي سيدفعه لن يعيد الضحايا الى الحياة. ولكن بالذات لان الثمن "ليس متوازنا" فان هذا يثبت بانه لا يوجد ثمن للقتل. لا يوجد "شارة ثمن" للجرائم الخطيرة!

        الصراع القومي على هذه البلاد سنديره، أغلب الظن، لسنوات طويلة اخرى. ولكن اذا لم نفعل ذلك انطلاقا من المسؤولية الاخلاقية، فمن شأننا أن نفقد شرعية الحق القومي.

        جزء من اختبار المجتمع الاسرائيلي منوط بموقفه من الاقلية العربية التي تعيش بين ظهرانيه. على احراق مسجد في نطاق دولة اسرائيل يجب الرد بتأكيد هوية دولة اسرائيل الحريصة، بالذات بسبب كونها دولة يهودية وديمقراطية، على مساواة الحقوق، الحرية الدينية وحقوق الانسان الاساسية. مع اقامة دولة اسرائيل حرص الحاخام الرئيس الاول لدولة اسرائيل، الحاخام هيرتسوغ على رسم حقوق ومكانة عرب اسرائيل. فقد رأى في ذلك تعبيرا ساميا عن تجديد دولة اسرائيل بعد الفي سنة من المنفى.

        في عيد العرش توجد عناصر كونية عديدة. ولهذا يضحى فيه بسبعين ضحية حيال سبعين امة في العالم. الامنية اليهودية العتيقة تتضمن تثبيت قيمة حياة الانسان وكرامة الانسان. وعليه، فالان بالذات عندنا فرصة خاصة لتوحيد قوى اليمين واليسار، المتدينين والعلمانيين، والاعلان بان ليس لهؤلاء المجانين نصيب ودور في اوساطنا.

        أعضاء هذه المجموعة لا يقدرون على نحو سليم "شارة الثمن" لعملية "شارة الثمن". علينا جميعنا مُلقى واجب الوقوف في وجوههم.