خبر رد دعوى عريقات ضد الجزيرة

الساعة 08:58 ص|11 أكتوبر 2011

رد دعوى عريقات ضد الجزيرة

فلسطين اليوم-قطر

ردت هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (Ofcom أوفكوم) الدعوى التي تقدم بها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ضد شبكة الجزيرة الفضائية في قضية الوثائق الدبلوماسية المسربة والمعروفة باسم "الوثائق الفلسطينية" والتي تتعلق بحيثيات التفاوض بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وقضايا الحل النهائي.

وكان عريقات وفق موقع "الجزيرة نت"  قد تقدم بدعوى أمام الهيئة البريطانية بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية فاتهم الجزيرة بالمعاملة الجائرة والانتهاك غير المبرر للخصوصية.

لكن هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية لم تؤيد شكوى عريقات، وتوصلت في قرار التحكيم إلى أنه "لم تقدَّم الحقائق المادية المرتبطة باجتماعات المفاوضات التي تم عرضها في البرامج أو تحذَف على نحو يسفر عن الإجحاف بالدكتور صائب عريقات".

وأضافت الهيئة أن "استخدام التمثيل الدرامي لاجتماعات المفاوضات لم يكن غير لائق ولم يسفر عن التصوير غير المنصف للدكتور عريقات"، كما أكدت أنه "تم إعطاء الدكتور عريقات فرصة ملائمة وآنية للرد على الانتقادات الموجهة له في البرامج. وعلى الرغم من أنه لم يشترك، فإنه قد تم تضمين موقفه (وموقف منظمة التحرير الفلسطينية) في البرامج".

انتهاك مبرر

وأشارت الهيئة البريطانية إلى أنه "حتى إذا كان هناك انتهاك للخصوصية فيما يتعلق بالحصول على الوثائق واستخدامها، فإن هذا الانتهاك مبرر، إذا ما وضعنا في اعتبارنا الاهتمام الجماهيري الضخم بالقضايا المثارة في البرامج، سواء في الشرق الأوسط أو في العالم بأسره".

واعتبر المدير العام لشبكة الجزيرة الفضائية الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني قرار الهيئة البريطانية "تبرئة مدوية" لمهنية الجزيرة وتقاليدها الإعلامية ولقرارها في نشر الوثائق وطريقة معالجة الشبكة لتلك الوثائق. وقال "نحن ندرك أن تقديم هذا الحجم من المعلومات كان جرأة تقوم بها قناة تلفزيونية، ومع ذلك فإن ردة الفعل العالمية الإيجابية تجاه البرنامج، وهذا القرار الصادر حديثا، يدل على أننا تعاملنا مع الأمر بطريقة إعلامية ومسؤولة".

وأضاف المدير العام لشبكة الجزيرة الفضائية "إن قرار هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (أوفكوم) -بشأن مزاعم انتهاك الخصوصية- ذو أهمية استثنائية. إنها مهمة الصحفيين أن يطعنوا في القرارات التي تتخذها الشخصيات في مواقع المسؤولية العامة، وتسليط الضوء على الأماكن التي تتخذ فيها القرارات الهامة".

وكانت الجزيرة قد بثت في الفترة بين 23-26 يناير/ كانون الثاني 2011 برنامج "الوثائق الفلسطينية" في سلسلة حلقات وثائقية مكونة من أربع حلقات باللغة الإنجليزية أُذيعت على قناة الجزيرة الإنجليزية حيث فحصت الوثائق الدبلوماسية التي "تم تسريبها" والمتعلقة بعملية سلام الشرق الأوسط.

وقد فعلت الجزيرة هذا مستعينة بالتمثيل الدرامي للمفاوضات، وتحليلها من قبل لجنة من الخبراء، وأخذ آراء بعض المواطنين الفلسطينيين.

وركز هذا البرنامج على المفاوضات المتصلة بالقدس والتي اشتركت فيها السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وأثناء تمثيل إحدى المفاوضات، قال ممثل يلعب دور صائب عريقات "إسرائيل تريد حل الدولتين ولكنها غير واثقة. إنهم يرجون حدوث ذلكَ أكثر مما تعتقد، وأحيانًا تفوق رغبتهم هذه رغبة الفلسطينيين. فما تحويه هذه الأوراق يمنحهم أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي، مع عودة عدد رمزي من اللاجئين، ودولة منزوعة السلاح.. ما الذي كان بإمكاني تقديمه أكثر من هذا؟".

خريطة على منديل

ووصف البرنامج أيضا كيف رسم فريق عريقات خلال إحدى جلسات المفاوضات عرض المستوطنات الإسرائيلية "على منديل". ثم عرض البرنامج مقابلة سابقة التسجيل مع عريقات أكد فيها صحة هذه القصة.

ويوم 24 يناير/ كانون الثاني 2011، بثت قناة الجزيرة الحلقة الثانية من الوثائق الفلسطينية. وناقشت ما إذا كان الإسرائيليون على استعداد لإعادة المواطنين الفلسطينيين إلى فلسطين، وما إذا كان سيتم إجراء استفتاء، وما التأثير الذي سيحدثه تغيير رئاسة الولايات المتحدة. كما ناقش البرنامج كيف اتصل المذيع بالسلطة الفلسطينية وطرح أسئلة على نبيل شعث، أحد كبار مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية.

أثناء تمثيل إحدى المفاوضات، قال ممثل يلعب دور صائب عريقات "إسرائيل تريد حل الدولتين ولكنها غير واثقة. إنهم يرجون حدوث ذلكَ أكثر مما تعتقد، وأحيانًا تفوق رغبتهم هذه رغبة الفلسطينيين. فما تحويه هذه الأوراق يمنحهم أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي، مع عودة عدد رمزي من اللاجئين، ودولة منزوعة السلاح.. ما الذي كان بإمكاني تقديمه أكثر من هذا؟""

وقال مقدم البرنامج "منذ أربع وعشرين ساعة وجدنا صعوبة شديدة في الحصول على أي تعليق من السلطة الفلسطينية، وأجرينا حواراً مع السيد صائب عريقات على شبكة الجزيرة العربية الشقيقة. وكان مستعر الغضب في ذلك الوقت. بعد ذلك لم يحدث أي شيء، وامتنعوا تماما عن الإدلاء بأي قول، ويبدو أنهم كانوا في حالة إنكار تام".

ثم عرض البرنامج مقابلة أجراها عريقات جنبا إلى جنب مع أمين عام جامعة الدول العربية -حينها- عمرو موسى في مؤتمر صحفي، حيث قال المسؤول الفلسطيني فيها "ليس لدينا ما نخفيه. ندعو الجميع لأن يتذكروا تماماً أننا قمنا بإيداع الوثائق المتعلقة بقضايا القدس والحدود واللاجئين والماء والمعتقلين لدى السيد عمرو موسى. وقد كنا دائما نتشاور معه ومع فرقه القانونية".

الوثائق الفلسطينية

يُذكر أن "الوثائق الفلسطينية" هي أكثر من 1600 وثيقة تتعلق بالمفاوضات التي تمت بين مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وإسرائيل ومسؤولين في السلطة الفلسطينية حول مستقبل فلسطين وإسرائيل. وكان عريقات يمثل السلطة الفلسطينية في المفاوضات مع إسرائيل والولايات المُتحدة بشأن مستقبل فلسطين.

وصرحت قناة الجزيرة في حيثيات الدعوى بأن معدي البرنامج قد أولوا الأمر العناية المعقولة لضمان عرض الوقائع المادية بنزاهة، وذلك بعد جهد مضن في عمليات البحث والتحليل والتثبت وتقصي الحقائق التي أجريت قبل البث. وقالت الجزيرة بأنه قد عُرضَ على عريقات وغيره من كبار الأعضاء بمنظمة التحرير الفلسطينية فرص عديدة للمشاركة في هذه السلسلة من الحلقات، لكن السلطة الفلسطينية رفضت الوثائق باعتبار أنها "إثارة طائشة".

يُذكر أن المهام القانونية لهيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (أوفكوم) فيما يتعلق بجميع الخدمات التلفزيونية واللاسلكية، تتضمن تطبيق المعايير التي توفر حماية كافية للجمهور ولجميع الأشخاص الآخرين من الانتهاك غير العادل وغير المبرر للخصوصية، أو من خلال صناعة البرامج التي تنطوي عليها هذه الخدمات.