خبر كواليس الأمم المتحدة وكيف عُدّل خطاب عباس مئة مرة

الساعة 06:57 ص|11 أكتوبر 2011

كواليس الأمم المتحدة وكيف عُدّل خطاب عباس مئة مرة

فلسطين اليوم-رام الله

كشفت مصادر فلسطينية لـ صحيفة «الحياة» اللندنية ، أن معظم الدول العربية كان يعارض توجه الرئيس محمود عباس الى مجلس الأمن لتقديم طلب الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، إلا ان هذه الدول عادت وعدَلت عن موقفها لاحقاً. وقالت المصادر إن دولاً عربية عارضت التوجه الى مجلس الأمن، فيما عارضته بشدة دول بعينها، بل إن وزيراً حمل رسالة من دول عربية ذهبت الى حد اعتبار هذه الخطوة «التفافاً» على الموقف العربي، طالباً بوضوح عدم التوجه الى المجلس.

 

وأشارت الى أن عباس ووزير خارجيته الدكتور رياض المالكي ومسؤولين فلسطينيين آخرين، عقدوا أكثر من 50 لقاءً مع رؤساء ووزراء ومسؤولين دوليين طالبوا جميعاً بعدم التوجه الى المجلس، ونصحوا بالتوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت أن عباس رفض كل هذه الطلبات بعناد، متكئاً على «تفويض من القيادة الفلسطينية»، وتوجه بطلب الحصول على العضوية الكاملة الى مجلس الأمن، الجهة الوحيدة المخوّلة منحها، قبل أن يُلقي خطابه الشهير أمام الجمعية العامة في 23 الشهر الماضي.

 

لكن المصادر أكدت أن الدول العربية غيّرت مواقفها في أعقاب الخطاب وما تلاه من ردود أفعال، ودعمت هذه الخطوة. وقالت إن كثيراً من الزعماء والمسؤولين العرب والأجانب هنأوا عباس بعد الخطاب التاريخي الناجح. وأضافت: «تم ادخال تعديلات نحو مئة مرة على الخطاب حتى الدقائق الاخيرة قبل إلقائه». وأشارت الى أن عباس كان «ممتناً لخطاب (الرئيس نيكولا) ساركوزي أمام الجمعية العامة، الذي جاء معظم ما فيه عن فلسطين»، على رغم معارضة عدد من الفصائل مضمون خطابه والطلب من عباس رفضه.

 

وكان ساركوزي رأى في خطابه أن من الأفضل للفلسطينيين في المرحلة الراهنة الحصول على عضوية دولة «بصفة مراقب» في الجمعية العامة على غرار وضع الفاتيكان، محذراً في الوقت نفسه من خطورة استخدام الولايات المتحدة «حق النقض» (فيتو).

 

وأشارت المصادر الى أن عباس رأى أن البيان الذي أصدرته اللجنة «الرباعية» الدولية ودعت فيه الى استئناف المفاوضات غداة خطابه في الأمم المتحدة وتقديم طلب العضوية «جاء لإجهاض النجاح الذي حققه خطابه، والحشد الذي نتج عنه لصالح القضية الفلسطينية».

 

وبعد أيام على اصدار البيان، وافق عباس عليه، مجدِّداً التأكيد على شروطه السابقه لاستئناف المفاوضات المتمثلة في وقف الاستيطان وتحديد مرجعية جديدة للتفاوض وإقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. ولفتت الى أن عباس «أبدى استياءه من موقف حركة حماس ازاء معركة الأمم المتحدة»، واصفاً موقفها بأنه «كان سيئاً».