خبر من يخدعون؟..هآرتس

الساعة 09:59 ص|10 أكتوبر 2011

بقلم: عكيفا الدار

هل علمتم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد استقبل الآن مباركا خطة سياسية تجعل حدود الرابع من حزيران 1967 أساسا للتفاوض مع الفلسطينيين، الى جانب تبادل اراض متفق عليه؟ هل سمعتم أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان (اسرائيل بيتنا) بارك طلب التجميد التام للبناء وراء الخط الاخضر ومن ضمن ذلك شرقي القدس؟ هل يجذب سمعكم أن نائب رئيس الحكومة موشيه يعلون (الليكود) استقبل مباركا طلب نقض جميع البؤر الاستيطانية التي أُنشئت في العقد الاخير، فورا؟ هل حدثكم شخص ما عن ان الوزيرين ايلي يشاي (شاس) ودانيال هيرشكوفيتس (البيت اليهودي) قد باركا التفاوض في مكانة الاماكن المقدسة في عاصمتنا الموحدة؟.

وليس هذا كل شيء. فقد بشر جميع رؤساء الائتلاف بلا شذوذ العالم كله الآن، وكل شعب اسرائيل بالطبع، بأنهم يعترفون بأهمية مبادرة السلام العربية التي تقترح على اسرائيل تطبيعا مقابل انسحاب من جميع المناطق ومنها هضبة الجولان، وحل متفق عليه عادل لمشكلة اللاجئين، على أساس قرار الجمعية العامة 194.

لا، ليست هذه رؤيا آخر الزمان لانهزامي هاذٍ. فهذه البشارة المدوية مأخوذة من موقع حكومة اسرائيل على الانترنت ومن الاعلان الرسمي للرباعية في الثالث والعشرين من ايلول. وقد ورد في الموقع ان "اسرائيل تستقبل بالمباركة دعوة الرباعية الدولية الى اجراء تفاوض مباشر بلا شروط مسبقة مع السلطة الفلسطينية"، وأنها ستثير اعتراضاتها خلال التفاوض.

هلّم نفحص عما ورد في تلك الدعوة التي استقبلتها اسرائيل "بالمباركة". ان هذا الفحص حيوي كما يبدو لأنه حتى البروفيسور شلومو افنيري لم ينجح في التغلغل الى عمق "المباركة" التي استُقبل بها اعلان الرباعية وإلا ما كان ليعرض خطة الرباعية باعتبارها "انجازا سياسيا لاسرائيل" يُبين أن الفلسطينيين "رافضون للتفاوض" ("والآن، شيئا قليلا من الواقعية"، "هآرتس"، 5/10).

اجل، ان اعلان الرباعية يدعو الطرفين الى تجديد التفاوض بلا شروط مسبقة. بلا شروط مسبقة، لكن مع مصادر سلطة واضحة تقوم على سلسلة اعلانات وقرارات واتفاقات دولية. فقد كُتب هناك أولا أن الرباعية تُصدق قرارها في العشرين من أيار الذي يشتمل على تأييد واضح لرؤيا السلام التي عرضها اوباما. والحديث عن قرار تبنى خطبة اوباما في 19 أيار التي دعا فيها الى تجديد التفاوض على أساس حدود 1967 مع تبادل اراض متفق عليه.

بعد ذلك يقول الاعلان "المبارك" للرباعية، ان الرباعية الدولية تُصدق عزمها على احراز حل شامل للصراع العربي الاسرائيلي، على أساس سلسلة قرارات لمجلس الامن. وأحدها وهو القرار 1515 في تشرين الثاني 2003 – تبنى (لا استقبل بالمباركة فقط) خريطة الطريق. ينبغي أن نفترض ان بيني بيغن، الذي يحرص على القراءة وعلى الانذار بكل كلمة مريبة في خطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد ذكر لرفاقه في "الثمانية" ان اسرائيل قد التزمت في خريطة الطريق ان تجمد المستوطنات تماما وان تفكك البؤر الاستيطانية وأن تفتح من جديد المؤسسات الفلسطينية في شرقي القدس. وكل هذا في الطريق الى تسوية تنهي الاحتلال الذي بدأ في سنة 1967 وتحقق رؤيا الدولتين.

بقينا اذا مع سؤال، من يخدعون: أرئيس الائتلاف زئيف ألكين الذي أعلن ان الاردن هو فلسطين، وعضو الكنيست داني دنون الذي أعلن أنه لا مكان لدولتين بين البحر والاردن؟ أم أنهم يضللون وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والمسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبية كاثرين آشتون، اللتين وقعتا على اعلان الرباعية؟.

اذا كان قد جرى على اعضاء الثمانية تحول فكري حاد ألم يتحدثوا في ذلك للكنيست أو جلسة الكنيست العامة على الأقل؟ ربما اتكلوا على أن يقوم الفلسطينيون بالعمل الاسود من اجلهم ويرفضوا المخطط على باب غرفة التفاوض. فانه يوجد ناس سارعوا الى مباركة المنتهي ويتهمون الفلسطينيين بافشال الخطة.

مما يفرح جدا ان عباس بشر يوم الخميس الماضي المجلس الاوروبي بـ "موقف الفلسطينيين الايجابي" من اعلان الرباعية. لم يبق سوى أن نأمل ان تضطر الرباعية نتنياهو في نهاية الامر الى وضع أوراقه على المائدة.