خبر وقف الموجة..هآرتس

الساعة 09:53 ص|10 أكتوبر 2011

بقلم: أسرة التحرير

من على جانبي الخط الاخضر، من الضفة الغربية عبر طوبا زنغريا وحتى يافا، تغمر البلاد موجة ارهاب. ليس ارهابا قاتلا بعد إذ أن احدا لم يصب بأذى جراء الاعمال النكراء التي تجتمع تحت عنوان يبدو بريئا هو "شارة ثمن"، ولكن الغاية والنتيجة واضحتين، ويبدو أن نهايتهما ستؤدي أيضا الى ضحايا بالارواح.

        الاعمال الارهابية في داخل اسرائيل هي تعبير عن انتقال ثقافة العنف التي نشأت خلف الخط الاخضر على مدى عشرات السنين من الاحتلال. التوقيت يمكن فهمه على خلفية التشريع العنصري والمناهض للديمقراطية في الكنيست الحالية. فالرسالة التي نقلت هي أن المواطنين العرب ليسوا شرعيين. محظور على السلطات أن تغلق ملفات سلسلة العمليات في المواقع الدينية والمدافن للمسلمين والمسيحيين تحت تصنيف "جنائي، جرائم ملكية". فهذه جرائم أمنية من شأنها أن تشبك الطوائف السكانية الواحدة بالاخرى وتشعل نارا كبرى، دينية – قومية. قوات الامن استعدت جيدا لاطفاء مثل هذه الحرائق الشهر الماضي، على خلفية الخطوات في الامم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية. يخيل أن في اسرائيل توجد دوائر متطرفة خاب أملها من ان المواجهة العنيفة تتلبث. فقرر هؤلاء اخذ المبادرة واستفزاز رجال الجيش والشرطة في المناطق واثارة الجمهور العربي في قراه وفي المدن المختلطة، وذلك لاحداث الاضطرابات.

        العملية التخريبية في طوبا زنغريا كانت حدثا أولا من هذا النوع. لا يقين في أن يكون افساد القبور في يافا ينتمي الى ذات الظاهرة – فالشرطة تحقق ايضا في امكانية أن يكون زعران قد قاموا بذلك على هذه الخلفية أو تلك. محاكاة "شارة ثمن" لا تستوجب استعدادات تحتاج الى الخبرة؛ تكفي بعض الالوان والكثير من الوقاحة العنصرية، التي تخلط الكراهية للعرب بحسد الاجانب أو المهاجرين، وبالشقاق والنزاع المستمدين من ملاعب كرة القدس. ولكن بالذات لان التأخر في القبض على المسؤولين من الفعلة من شأنه ان يشجع المزيد من المحاكين، في اماكن اخرى، مطلوب عمل استخباري، تحقيقي وعملياتي سريع من الشرطة والمخابرات، تستخدم الوسائل المخصصة لمكافحة الارهاب. بدون عمل حاد ومصمم، باسناد من النيابة العامة للدولة والمحاكم، من شأن الارهاب أن يضرب مرة اخرى وان يحقق النوايا المبيتة لفاعليه.