خبر مرضى السرطان بغزة بين خيارين ..

الساعة 08:36 ص|10 أكتوبر 2011

مرضى السرطان بغزة بين خيارين ..

فلسطين اليوم-غزة

يعتبر معبر بيت حانون الواقع شمال قطاع غزة منفذاً مهمًا بالنسبة لفلسطينيي غزة وبالأخص لأغراض العلاج، حيث يُمّثل المعبر للكثيرين مسألة حياة أو موت، لكنه بات مرتعًا للمخابرات الصهيونية لابتزاز المرضى، خاصة مرضى السرطان منهم.

ويخضع جميع المرضى الذين يصلون المعبر للتحقيق من قبل جهاز المخابرات الداخلي "الشاباك"، وقد تم رصد عدة حالات تعرض فيها المرضى للاعتقال، والأخطر من ذلك ابتزاز بعضهم ومحاولة تجنيدهم للعمل لصالح المخابرات كشرط للسماح لهم للدخول إلى (إسرائيل) للعلاج، حيث أصبحوا هدفًا هامًا بغرض تجنيدهم وجمع المعلومات منهم.

إفادات المرضى

وأفاد أحد مرضى السرطان أن المخابرات الصهيونية قامت بابتزازه، قائلًا: "قالوا لي بأنني إن لم أتعاون معهم، فسأبقى طول عمري مريضًا وسأموت في غزة".

وأضاف: "أخبروني بأن أتعاون معهم وأبلغهم عن أسماء أشخاص من المقاومة وخاصة الذين يضربون الصواريخ من غزة، وأن أتصل بهم وأخبرهم حال قيام مجموعة ما بضرب صواريخ ثم أخلي المكان، فسألته وإذا رفضتُ ذلك، فقال لي الضابط: "لو رفضت سترجع إلى غزة وتعيش باقي حياتك عاجزا".

وتقتاد المخابرات المرضى إلى غرف تحت الأرض في معبر (إيريز)، حيث يتم استجوابهم لساعات للإدلاء بمعلومات عن جيرانهم وأقاربهم.

وفي شهادة أخرى قال أحد المرضى: "خاطبني رجل أمن إسرائيلي، قائلاً: "إنك مصاب بالسرطان، وسيصل المرض قريبًا إلى المخ طالما لا تريد مساعدتنا".

وبعد ثمان ساعات من الاستجواب تم منح المريض الفلسطيني تصريح الدخول، لكنه لم يلحق بموعده في المستشفى الإسرائيلي.

وفي حالة مُشابهة مع مزارع فلسطيني، أصيب عام 2006 بجروح من قذيفة دبابة إسرائيلية، وتم علاجه في قسم الطوارئ بمستشفى صهيوني، وعندما حاول العودة في يناير/كانون الثاني الماضي لاستكمال العلاج، طالبته أجهزة الأمن الصهيونية بمعلومات.

وقال المزارع إنهم أرادوا منه معلومات عن المنطقة التي يسكن بها في غزة وجيرانه ثم تمت إعادته إلى غزة بعد فشل المخابرات في الحصول على ذلك.

جريمة حرب

ويعتبر ما تقوم به المخابرات الصهيونية "جريمة حرب" وانتهاك للقوانين التي تُحرّم التعذيب والابتزاز، خاصة وأن أعداد المحتاجين للعلاج داخل (دولة الكيان) تضاعفت بعد الحصار وإغلاق المعابر، والسبب يعود لتردي الأوضاع الصحية والنقص في المواد والأجهزة الطبية اللازمة لعلاج الحالات المستعصية.

وأفادت منظمة أطباء لحقوق الإنسان أنها وثقت أكثر من ثلاثين حالة لمرضى في قطاع غزة، كانوا في حاجة إلى علاج في (إسرائيل)، لكنهم أعيدوا عند الحدود عندما رفضوا تقديم معلومات بشأن الفلسطينيين، ومن بين هؤلاء الأشخاص مرضى بالسرطان وأمراض القلب الذين يحتاجون إلى علاجات غير متوافرة في القطاع.

كما قال المتحدث باسم وزارة الحرب الصهيونية شلومو درور إن: "أي شخص يريد دخول (إسرائيل) يجب استجوابه لمعرفة سبب قدومه، خاصة إذا كان مشتبهًا في انتمائه إلى "منظمة إرهابية"، مشيرًا إلى أن مثل هؤلاء يكونون محل شبهات فور عودتهم لقطاع غزة، "فلماذا نضيع وقتنا مع أناس لن يساعدونا"، على حد قوله.

 

وبحسب عدة تقديرات، رفضت السلطات الصهيونية منح تصاريح دخول لـ 10 % من الحالات المرضية في النصف الأول من عام 2007، ولكن هذه النسبة ارتفعت في النصف الأول من 2008 إلى 35 %.