خبر لو كان أُسمي أبو مازن- يديعوت

الساعة 10:11 ص|09 أكتوبر 2011

لو كان أُسمي أبو مازن- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

يعرف رئيس الحكومة هذا السر جيدا. ويعرف هذا السر ايضا وزراء الحكومة جميعا ورئيس هيئة الاركان وجنرالات الجيش الاسرائيلي، وهو ان محمود عباس لا يريد وربما لا يستطيع ايضا ان يدخل الآن تفاوضا مع اسرائيل لحل "شعبين في دولتين"، انه سر مكشوف كما اعتاد الصحفيون ان يكتبوا وهم الذين لا يسألون أنفسهم: كيف يكون سرا اذا كان مكشوفا؟.

اذا السر المكشوف هو أنه لن يجري في السنة أو السنتين القريبتين تفاوض بيننا وبين الفلسطينيين، إلا اذا حدث شيء شاذ غير متوقع الآن.

ليضع كل قاريء نفسه مكانه ويسأل: لو أنهم سموني أبو مازن ولو أنني كنت زعيم الشعب الفلسطيني، أكنت أبحث اليوم عن قرب من الاسرائيليين لأصنع سلاما معهم؟.

يجب ان نتذكر دائما قبل كل شيء ان أبو مازن هو زعيم شعب في وضع حرب شديدة منذ أكثر من مائة سنة – مع يهود ارض اسرائيل زمن الاحتلال التركي والانتداب البريطاني، ومع مواطني اسرائيل بعد انشاء الدولة. أسموا هذه الحرب ذات مرة "شغبا" وأسموها مرة اخرى "أحداثا"، وأسماء وألقاب اخرى لكنها كانت نفس الحرب دائما: الحرب على ارض اسرائيل. ان أبو مازن، لمن لا يعلم أو لا يريد أن يعلم، مثل أسلافه ومثل خلفه عدو لاسرائيل. وباعتباره زعيما فانه يريد القدر الأكبر لشعبه. وتواجهه جماعة اسرائيلية غير مستعدة لاعطائه هذا القدر الأكبر حتى لو كلف ذلك دماء. ليس الحديث هنا عن عواطف ومصالحات وتنازلات وعلاقات جوار. ان الحديث عن عداوة مريرة.

الآن اذا بعد سني جيل حينما انقلب الدولاب (وسيقول آخرون الحظوظ) لمصلحة الفلسطينيين، فلماذا يُرى الرئيس ويُسمع وكأن التوراة هي كتاب ارشاداته وكأن العلم الازرق الابيض يرفرف على سطح بيته؟ تعلمنا ان الزمان عند العرب ليس عاملا مركزيا للتقدير والقرارات. وما يكون مُلحا عندنا يُجاب عنه دائما تقريبا بقولهم "شوي، شوي". أو كما قال زعيم فلسطيني ذات مرة: "حكمتنا شعوب كثيرة فليكن اليهود ايضا. كم سنة ستظلون هنا؟ أمئة؟ أمئتين، سننتظر".

لو أنهم سموني أبو مازن لقعدت في بيتي وقلت لنفسي وأصحابي: الربيع العربي يخيفني ايضا في الحقيقة لأنه قد يُولي الحكم لقوى اسلامية متطرفة لكنه يُحدث في هذا الوقت ايضا رعبا في الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة، المؤيدة التقليدية لاسرائيل. يعلمون اليوم في كل عاصمة غربية أنه لم يعد ممكنا وقف الربيع العربي، وأنه يحسن بالغرب ان يمسك بذيله كي يظل ذا تأثير في القاهرة ودمشق والرياض وبنغازي. وتمر بطاقة دخول الغرب الى هامش الربيع العربي عن طريق اسرائيل والقدس.

لو كنت أبو مازن لقلت لبراك اوباما وانجيلا ميركل ونيكولاي ساركوزي ورفاقهم ايضا: أيها السادة الأجلاء، جيئوني بالبضاعة من نتنياهو فلربما تأخذون شيئا من الهدوء والسكينة في الشرق الاوسط: ستكون دولتان وشعبان وأطالس ستضطر الى أن تُحدث سريعا بخرائط جديدة.

يجوز لأبو مازن اليوم ان يعتمد أكثر على الآخرين ليخرجوا له الكستناء من النار الاسرائيلية، ولهذا فانه يملك كما يبدو كل زمان في العالم.

بقي للطرف الاسرائيلي في المقابل، في هذه الايام، أن يُصدع رأسه وأن يبحث عن كل حيلة وخدعة لجلب الحصان الفلسطيني الى المعلف. بيد أننا في الحالة التي تواجهنا نكون الظامئين.