خبر انتخابات «فتح» في لبنان غدا: خيوط اللعبة في رام الله

الساعة 05:46 م|08 أكتوبر 2011

انتخابات «فتح» في لبنان غدا: خيوط اللعبة في رام الله

فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية

تجرى غداً في مخيم الرشيدية انتخابات لاختيار مسؤول اقليم لبنان في حركة «فتح». وعلى رغم أن الكلمة الأخيرة تبقى لرام الله، إلا أن ذلك لم يحل دون تبلور محورين يتنافسان على «ساحة لبنان»، ويحركان خيوط اللعبة من وراء الحدود.

 

الحديث حول «الشفافية» و«النزاهة» و«محاسبة المسؤولين» عبر صناديق الاقتراع، يوحي وكأن الانتخابات التي ستجرى غداً في مخيم الرشيدية لاختيار مسؤول اقليم لبنان، إنما تتم في سويسرا أو في السويد. لكن الواقع أن انتخابات «فتح» تشبه «فتح». فـ«الطبخة » تعدّ في رام الله، ووصلت رائحتها الى بيروت، ولم يعد أمام 140 عضواً انتخبوا في مؤتمرات المناطق أخيراً إلا تذوّقها. هكذا، سيجتمع الفتحاويون ليصوّتوا لـ 15 عضواً من أصل 40 مرشحاً، على أن يتولى هؤلاء الـ 15 لاحقاً رفع توصية باسم أمين سر الإقليم. الأخير لن يعيّن مباشرة، فسلطة تعيينه تعود الى اللجنة المركزية في رام الله، وبالتحديد الى مكتب التعبئة والتنظيم في «فتح» المرتبط بجمال محيسن، الذي يرفع بدوره توصية بالاسم الى اللجنة المركزية، على أن يجري التصويت عليه إذا لم يكن هناك توافق. وهنا اللعبة، إذ يعمد الجميع الى استرضاء محيسن، صاحب الرأي المؤثر. لكن بعض أبناء «فتح» يعتقدون، في هذه المرحلة المفصلية، بأن رئيس الحركة، محمود عباس، هو من سيرفع التوصية. «الفتحاويون» يعوّلون على الانتخابات، إذ يرى البعض فيها بدء مأسسة عمل الحركة، بينما يرى آخرون أنها لن تقدم أو تؤخر، وأن تغيّر الوجوه لن ينعكس تغييراً في الخط. الحديث عن «الشفافية» و«النزاهة» لن يمنعا التأثيرات التي مورست، ولا تزال، على أعضاء الإقليم المنتخبين، إذ لا يزال عضو اللجنة المركزية سلطان أبو العينين يمارس تأثيره العابر للحدود على مناصريه من أعضاء المؤتمر. ويقرّ مسؤول كبير في «فتح» بأن «للرجل تأثيراً كبيراً في الساحة اللبنانية التي كان لنحو 15 عاماً مسؤولاً عنها». ويشارك أبو العينين في التأثير عضو المجلس الثوري خالد عارف. بالنسبة إلى هؤلاء، وإلى القيادة، تعدّ الساحة اللبنانية مهمة لاعتبارات عدة، منها المالي والسياسي ووجود «عاصمة الشتات»، أي مخيم عين الحلوة، فيها. ويرى هؤلاء أن الانتخابات ستكون مدخلاً لمرحلة انتقالية ولتحول في الوضع الفلسطيني، نحو تنفيذ ما اتفق عليه أبو مازن في زيارته الأخيرة للبنان مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لإعادة ترتيب أوضاع المخيمات.

انتخاب مسؤول إقليم لبنان كان من المفترض أن يجري في أيلول الماضي، وأرجئ لأسباب عدة، منها التأخير في إجراء انتخابات المناطق والتحضيرات التي كانت تتم لما يسمّى «استحقاق أيلول». هذا التأخير أعطى فرصة لتزايد صراع النفوذ، فتبلورت التحالفات والمحاور، وظهر دعم كل من أمين سر حركة «فتح» فتحي أبو العردات والقائم بأعمال السفارة أشرف دبور وعضو المجلس الثوري آمنة جبريل لـ«محور» يمثله رفعت شناعة. ومن خلف هؤلاء جميعاً، يقف رمزي الخوري، مسؤول «الصندوق القومي» في رام الله. وفي المقابل «محور» أبو أحمد زبداني، أمين السر الحالي، الذي يحظى بدعم كل من أبو العينين وعارف. الفتحاويون يراقبون هذه التحالفات، ويعتب بعضهم لأن ما يجري هو صراع من «أجل الكرسي وليس من أجل برنامج العمل». لكنهم يأملون، بعد الانتخابات، أن تختفي المناصب التي «قامت لأسباب سياسية، على أن يعود قادة الساحة الى لجان المجلس الثوري التي هم في الأساس أعضاء فيها». ويقول أحد مسؤولي «فتح»: «في النظام الداخلي للحركة، لا يوجد شيء اسمه مسؤول ساحة أو قائد مقر عام، هناك مسؤول إقليم وتقع كل أجنحة الحركة ضمن مسؤوليته». لذلك، يرى متابعون لتفاصيل زيارة عزام الأحمد، رئيس كتلة «فتح» في البرلمان الفلسطيني والمسؤول عن الملف اللبناني في الحركة، أن الأخير «شدد على تأكيد موعد الانتخابات». لكن هؤلاء يعتبون على الأحمد لأنه لم يقم بـ«إقفال الدكاكين داخل الحركة». وينبّه المصدر من «التمردات التي قد يقوم بها الخاسرون»، ويرى أن «المطلوب إعادة هيبة فتح وشخصيتها، واعتماد المحاسبة».

من جهته، يقول فتحي أبو العردات إن «مؤتمرات المناطق التي حصلت قبل عقد مؤتمر الإقليم العام كان الهدف منها إحياء العمل التنظيمي وتجديدها». ويرى «أنها محطة مساءلة ومحاسبة من خلال صناديق الاقتراع». أما عن حظوظ المرشحين، فيقول أحد المتابعين إن «الحظوظ تميل الى زبداني، خصوصاً أنه الأقدر على إعادة الهيبة للحركة في الساحة اللبنانية».

وسط كل ذلك، لا يأمل المتابعون حصول انقلاب بنيوي في «فتح» بعد الانتخابات. أقصى الأماني أن تبقى الحركة واقفة على قدميها.