خبر أبو مازن يريد مواجهة- اسرائيل اليوم

الساعة 11:52 ص|07 أكتوبر 2011

أبو مازن يريد مواجهة- اسرائيل اليوم

بقلم: دوري غولد

حظي أبو مازن في الحقيقة بتصفيق في الامم المتحدة بعد خطبته في الجمعية العامة، لكن وجه اليه في الخارج انتقاد من قبل شخصيات مؤثرة في السياسة الخارجية الامريكية مثل ريتشارد هاتس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي قال ان خطبته كانت "متشددة ومخيبة للآمال جدا". وبينت اليانا روس – لاتنين رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ان خطبته برهنت على ان "القيادة الفلسطينية ليست شريكا في السلام".

الى الآن، افترضت حكومات كثيرة في الغرب أن أبو مازن واحد من أكثر الزعماء الفلسطينيين اعتدالا، وكان هذا هو الافتراض السائد في اسرائيل ايضا. في التسعينيات اعتاد المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون ان يتوجهوا قبل كل شيء الى أبو مازن بمقترحات سياسية كي يقنع ياسر عرفات بقبولها.

ولهذا السبب قوي انطباع ان أبو مازن زعيم مرن تستطيع اسرائيل التوصل الى اتفاق معه. ومع ذلك فان فحصا دقيقا عن تصريحات أبو مازن القريبة من سفره الى الامم المتحدة والمواقف التي صدرت عنه فوق منصة الامم المتحدة يُبين علامات سؤال عن استعداده للتوصل الى مصالحة تاريخية مع اسرائيل.

أولا كان موقف أبو مازن من اللاجئين الفلسطينيين غير مهادن على الاطلاق. ففي الماضي ظن وسطاء اسرائيليون في التفاوض انه اذا طلب الفلسطينيون حق العودة فسيمكن ايجاد حل لذلك في نطاق الدولة الفلسطينية في المستقبل.

لكن في الخطبة التي خطبها أبو مازن في رام الله في السابع والعشرين من آب 2011 تبين ان الوضع ليس كذلك. فقد تحدث أبو مازن عن عدة مواقف يعرضها عليه وسطاء دوليون منها تصريحات مثل "ستُحل مشكلة اللاجئين في الدولة الفلسطينية". وأكد أبو مازن أمام مستمعيه: "لن نقبل تصريحات كهذه أبدا".

ثانيا لم يُبين أبو مازن مرونة في شأن المناطق. فقد طلب بالطبع ان تقوم التسوية على خطوط 1967. وقبل ان يتوجه الى الامم المتحدة رفض إبقاء الكتل الاستيطانية في يد اسرائيل. وبين في خطبته ما يلي: "حينما تتحدثون عن وجود كتل الاستيطان باعتبارها حقيقة واقعة... لن نقبل أبدا هذه التصريحات".

بيّن سبب إصرار عباس، المقرب منه عباس زكي، في قناة "الجزيرة" وقدم تفسيرا لخطبته في الامم المتحدة: "حينما نقول ان الحدود يفترض ان تقوم على هذه الحدود (خطوط 1967)، فان عباس يدرك ماذا سيكون مصير اسرائيل اذا انسحبت من القدس وأجلت 650 ألفا من السكان وأزالت الجدار – ستكون هذه نهايتها".

ثالثا وفي ضوء هذه المواقف، ليس مفاجئا ان أبو مازن غير مستعد لأن يزن طلب اسرائيل الاعتراف بحق الشعب اليهودي بدولة قومية. وفي الامم المتحدة خطا خطوة اخرى الى الأمام حينما تحدث عن "الارض المقدسة" لكن في سياقات اسلامية ومسيحية فقط. فبحسب روايته لا توجد صلة يهودية تاريخية باسرائيل.

يتبين من كل ما قلنا آنفا أنه توجد قيود حقيقية على مدى القدرة على التوصل الى تفاوض مع أبو مازن. ما تزال الدبلوماسية أداة مهمة للفحص عن أنه هل يوجد فرق بين خطابته ومواقفه الحقيقية برغم ان التصريحات المعلنة هي على نحو عام أهم من الكلام الذي يُقال وراء الأبواب المغلقة. لهذا يجب على الجماعة الدولية ان تجري ملاءمة توقعات من أبو مازن. قد يكون مستعدا للتوصل الى تفاهمات محدودة مع اسرائيل لكن الفحص عن تصريحاته في ايلول يُحدث انطباع انه غير مستعد لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.