خبر زيت الزيتون السوري يغزو أسواق قطاع غزة

الساعة 08:03 م|06 أكتوبر 2011

زيت الزيتون السوري يغزو أسواق قطاع غزة

فلسطين اليوم – غزة وكالات

وسط أرضه البالغة نحو سبعة دونمات شرق مخيم المغازي بغزة، وقف المزارع “صلاح عبد الهادي” 56 عاماً يرقب بعيونه الممتلئة بالأمل والألم معاً أشجار الزيتون التي زرعها قبل عامين بعدما جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أرضه التي كانت مزروعة بأشجار زيتون يجني منها نحو ستة أطنان من الزيتون سنوياً..

ومنذ نحو عشرة أعوام عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة أواخر عام 2008م، على تجريف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والخط الأخضر من اتجاهين الشرقي والشمالي، وحظرت الزراعة لمسافة 500 متر على طول تلك الحدود ..

وحولت قوات الاحتلال الإسرائيلي المناطق الزراعية على طول الحدود لمناطق جرداء صحراوية، وحظرت الزراعة على نحو 20 ألف دونم بشكل نهائي كما يقول المزارع “عبد الهادي”..

ورغم تجريف قوات الاحتلال لأرضه عدة مرات خلال العشرة أعوام الماضية، إلا أن المزارع “عبد الهادي” بإرادة قوية وعزيمة لا تلين وإصرار على التحدي والصمود، يعيد زراعة أرضه بأشجار الزيتون لعدم وقوعها ضمن المناطق التي تحظر قوات الاحتلال الزراعة فيها..

ويحذو المزارع “عبد الهادي” الأمل أن تكبر أشجار الزيتون التي قام بزراعتها بعد تجريفها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتبدأ بإنتاج الزيتون، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي جرفت نحو 24 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون خلال العشرة سنوات الأخيرة..

ويقول المزارع “عبد الهادي” إن تجريف قوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المزروعة بأشجار الزيتون اثر بشكل كبير على إنتاج الزيتون وأدى إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق..

 

قطف الزيتون

ومع حلول شهر تشرين أول من كل عام يبدأ المزارعون في قطاع غزة بمعانقة أشجار الزيتون، وجد الزيتون الذي تحمله الشجرة وقطفه، كما أن المواطنين يفضلون شراء الزيتون الغزاوي على الأنواع الأخرى باعتبار زيتون غزة أفضل أنواع الزيتون في العالم .

ويوضح المزارع “أسامة كامل” احد أصحاب مزارع الزيتون في رفح أن نحو ثلث حقله الزراعي تم تجريفه من قبل قوات الاحتلال، مما اثر على كميات إنتاج مزرعته من الزيتون.

ويشير المزارع “كامل” إلى أن حقله لم يعطه الإنتاج المطلوب خلال السنوات الثلاث الماضية، ويستدرك قائلاً إن سوء إنتاج بيارته يعود لعدم اكتمال نمو أشجار الزيتون فيها بعدما جرفت قوات الاحتلال الأشجار المعمرة.

ويشير المزارع “كامل” إلى انه بدأ بجني أو قطف الزيتون نظراً لهطول المطر على أرضه، ومعبراً عن أمله أن تكون الأعوام المقبلة أرضه أكثر إنتاجاً من الزيتون..

 

كميات زيتون محدودة

ويعاني المواطنين في قطاع غزة من عدم توفر الزيتون ذو الجودة العالية في الأسواق، وان وجد تكون أسعاره مرتفعة للغاية، ورغم ارتفاع كميات إنتاج الزيتون عن العام الماضي، إلا أن الكميات المعروضة منه للبيع في الأسواق قليلة..

ولا زالت الحركة في معاصر الزيتون بقطاع غزة بطيئة، نظراً لعدم إقبال المواطنين على عصره…

ويقول المواطن “رائد زكي” لقد ذهبت لشراء الزيتون ولكني صدمت بقلة الكميات المعروضة في السوق، وارتفاع الأسعار بشكل كبير، واضطررت لشراء نصف الكمية من الزيتون السري الذي أفضله، فيما قمت بشراء باقي الكمية التي تحتاجها العائلة من نوعيات أخرى أقل جودة نظراً لانخفاض ثمنها.

ويشير المواطن “عبد العزيز إسماعيل” إلى أن بطء حركة عصر الزيتون يعود لان أصحاب مزارع الزيتون يحجزون إنتاجهم لأقاربهم وأصحابهم، بالتالي باتوا ليس على عجل من أمرهم في عصر إنتاجهم لان إنتاجهم مباع سلفاً من خلال الحجز المسبق…

 

ارتفاع الأسعار

ورغم أن إنتاج الزيتون خلال العام الجاري يعد أكثر من العام الماضي، إلا أن الأزمة في عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي لازالت قائمة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار الزيتون خاصة أسعار الزيتون “السري” و”الشملالي”ن ويحرم الفقراء من شراءه أو استعماله..

وكان أهالي قطاع غزة يعتمدون بشكل كبير على الزيتون وزيت الزيتون في الطعام، بل انه كان يعتبر إحدى الوجبات اليومية التي يقدمونها سواء كعشاء أو فطور لأبنائهم، ولكن ذلك تغير بعد ارتفاع أسعار الزيتون ووصولها إلى نحو ثلاثون شيكلاً للرطل، وأربعون شيكلاً لكيلو زيت الزيتون..

ويشير الحاج ” إدريس مطر” إلى أن سعر عبوة الزيت زنة 16 كيلو من زيت الزيتون وصل إلى نحو مائتي دولار، بينما أسعار الزيت المستورد اقل بكثير وان كان اقل جودة.

ويضيف “مطر” لا زلنا نعاني من ارتفاع أسعار زيت الزيتون والزيتون منذ أعوام، وكافة العائلات خفضت من اعتمادها الرئيسي على الزيتون لأنه أصبح وجبة مكلفة، ويعبر عن تخوفه من ازدياد أسعاره نتيجة الاحتكار الذي بات الصفة الغالبة في كل تعاملات التجار والحكومة في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة حماية المواطنين من جشع وطمع التجار ومحاسبة المستغلين والمحتكرين…

وبدوره يعلل أحد مزارعي الزيتون في قطاع غزة “إياد عبد الكريم” ارتفاع أسعار الزيتون إلى عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيتون حتى الأن بالرغم من إنتاج العام الحالي من الزيتون يعد أفضل من العام السابق، ولكنها لا تكفي لسد احتياجات القطاع بالكامل وخاصة من الزيت, مرجحاً أن ارتفاع أسعار الزيت حسب الزيتون وخاصة النوع السري .

 

عجز كبير

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في قطاع غزة 31 ألف دونم، 18 ألف دونم فقط منها مثمرة، بينما يحتاج قطاع غزة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الزيتون إلى زراعة نحو 40 ألف دونم..

ويتوقع نائب مدير عام الإرشاد في وزارة الزراعة بغزة م. فتحي أبو شمالة أن يبلغ إنتاج قطاع غزة من الزيتون العام الجاري 15 ألف طن، منها خمسة الآلاف طن للتخليل وعشرة الآلاف طن زيت، بينما يحتاج قطاع غزة لنحو 25 ألف طن زيتون للتخليل والزيت، كما ويحتاج قطاع غزة إلى 3600 طن من الزيت سنوياً، فيما يبلغ إنتاج العام الحالي فقط 1800 طن من الزيت، أي أن نسبة العجز في قطاع غزة من الزيت ستكون بمقدار النصف..

ويقول أبو شمالة “يبلغ إنتاج الدونم الواحد من الزيتون في قطاع غزة نحو 850 كيلو نظراً للعناية من قبل المزارعين، بينما يبلغ إنتاج الدونم في الضفة الغربية 65 كيلو فقط هذا العام، كما أن إنتاج الضفة الغربية من الزيتون وزيت الزيتون يكفي لسد الاحتياجات في الضفة فقط، مما يجعل أمر استيراد الزيت من الضفة لسد العجز في قطاع غزة مستبعداً إلا إذا تم جلب كميات زيت الزيتون المخزنة من العام الماضي والبالغة نحو 6000 الآلاف طن”..

 

الزيت السوري يغزو قطاع غزة

ومع تصاعد أزمة العجز في كميات زيت الزيتون في قطاع غزة، تمكن التجار من خلال الأنفاق من استيراد الزيت السوري الذي يعد اقل جودة من الزيت الفلسطيني ولكن أسعاره اقل بمقدار النصف، حيث يبلغ سعر تنكة زيت الزيتون السوري ما بين 250 إلى 300 شيكل..

ويقول المواطن “ايهاب يوسف” لقد قمت بشراء عبوة زيت زيتون سوري ب 240 شيكل، وكنت متخوف من شراءه ولكن بعد استعماله شعرت بالارتياح، فهو زيت جيد وخفيف مقارنة بزيت الزيتون الغزاوي..

ويضيف “يوسف” كنت أفضل شراء زيت زيتون إنتاج محلي ولكن أسعاره مرتفعة، فبثمن عبوة تستطيع شراء عبوتين زيت سوري..

ولجأ الفلسطينيون لاستخدام الأنفاق على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة ومصر للتغلب على الحصار الإسرائيلي، وباتت تستخدم لجلب السلع من الدول العربية التي يصعب جلبها عن طريق المعابر الإسرائيلية إضافة إلى انه يتم إدخال عبرها السلع التي تحظر “إسرائيل إدخالها لقطاع غزة..