خبر الاحتجاج – النهاية؟ -هآرتس

الساعة 09:40 ص|05 أكتوبر 2011

الاحتجاج – النهاية؟ -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

حل الخيمة العلم لحركة الاحتجاج في جادة روتشيلد في تل أبيب أول أمس كان واجب الواقع. حتى من يخشى على مصير حفنة نزلائها المتبقين، معظمهم من معوزي المنازل، ما كان يمكنه أن يوافق على استمرار وجود الخيمة، التي فرغت من معظم نزلائها ومضامينها، في قلب المدينة. ولكن عملية الاخلاء كانت أيضا رمزية: فقد رمزت الى نهاية احتجاج الصيف بصيغته المعروفة.

        مثلما تبدو الامور الان، فان حركة الاحتجاج الشعبي الاكبر في تاريخ اسرائيل، والتي ادعت احداث ثورة اجتماعية عميقة، تصبح بالتدريج ليست أكثر من تمرد مستهلكين ضد شركة تنوفا. استقالة رئيسة الشركة زهافيت كوهين، وتخفيض اسعار منتجات الحليب فيها هما بالفعل انجازان مناسبان، ولكن ليس فيهما ما يتناسب وادعاء الاحتجاج الذي كان أوسع من ذلك بكثير. كما أن حقيقة أنه باستثناء ستاف شبير الجديرة بالاشارة، فان باقي قادة احتجاج الصيف، الشخصيات التي اصبحت رمزا لها، غابت عن لحظة الاخلاء في روتشيلد، تثبت بانه فوق الحركة يحوم خطر الخبو. قادة الاحتجاج كان ينبغي لهم أن يظهروا تضامنا مع نزلاء الخيمة التي بدأ منها كل شيء.

        خطر ذوبان الاحتجاج وجد تعبيره ايضا في حقيقة أن حتى تقرير تريختنبرغ، الذي لم يستجب لكل مطالب الاحتجاج، ولكن رئيس الوزراء تعهد بتبنيه، لم يحظَ أول أمس بالاغلبية اللازمة لاقراره في جلسة الحكومة. اخلاء خيام روتشيلد وتأجيل التصويت في الحكومة يبشران بالشر. فمن شأنهما أن يميتا نهائيا الحركة الاكثر تشجيعا التي نمت في اسرائيل في السنوات الاخيرة، تلك التي أيقظت للحظة المجتمع المدني من سباته الطويل. اذا كان هذا ما سيكون في السياق، فلن يبقى شيء من حركة الاحتجاج غير تخفيض اسعار بعض المنتجات.

        على الحكومة ان تقر في أقرب وقت ممكن تقرير تريختنبرغ نصا وروحا. وعلى الوزراء المعارضين له باعتبارات مختلفة، بما فيها الاعتبارات السياسية الضيقة، ان يعرفوا بانهم يخربون على انجازات الاحتجاج الذي خرج الجميع تقريبا لامتداحه. بالمقابل، على زعماء الاحتجاج ان يسارعوا الى العودة الى العمل النشيط، كي لا يضيع كل عملهم هباءاً. لا يدور الحديث فقط عن مستقبل الاحتجاج، يدور الحديث عن مستقبل المجتمع في اسرائيل والفشل الهام سيكون لا مرد له لسنوات طويلة.