خبر عداوة اردوغان- هآرتس

الساعة 09:34 ص|05 أكتوبر 2011

عداوة اردوغان- هآرتس

بقلم: شاؤول كمحي ود. ايلي كرمون*

مضمون: عرض لمفاتيح شخصية اردوغان بحسب وثائق "ويكيليكس" وشهادات ناس يعرفونه - المصدر).

من المهم كي نفهم سياسة تركيا الداخلية والخارجية ان نفهم شخصية رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان وعقيدته. ان وثائق "ويكيليكس" عن سفارة الولايات المتحدة في أنقرة تعرض سلسلة تقديرات وتحليلات تتعلق بشخصية اردوغان وأدائه. لاردوغان شخصية قوية الحضور ذات قدرة على الاقناع، وقدرة مدهشة على التوجه الى القاسم المشترك بين جزء كبير من مواطني تركيا وعرض صورة زعيم يحسن السير وراءه. وهو ذو قدرة جيدة جدا على التأثير ايضا بزعماء ساسة من أنحاء العالم.

        لرئيس حكومة تركيا توجه براغماتي يفصح عن نفسه بابتعاده عن الاسلام المتطرف مع محاولة ألا يدفع ببرنامج حزبه الاسلامي بصورة قوية جدا. ويتم التعبير عن براغماتيته ايضا بعلاقته بالولايات المتحدة بسبب أهميتها لتركيا لكنه يمتنع في نفس الوقت عن أن يكون مصنفا باعتباره مواليا لامريكا.

        اردوغان ايضا ذو كِبْر وعجرفة، ويرى نفسه زعيما ذا تأثير في العالم الاسلامي كله. ولديه باعث قوي جدا ينبع من ايمانه بأن الله ولاه قيادة تركيا، وهو عنيد لا يميل الى تنازلات وهو ذئب فرد مستبد يمنع نشوء دائرة مستشارين خبراء ذوي تأثير حوله.

        وتصفه الوثائق بأنه زعيم سياسي يخطط لأمد بعيد، مع اتخاذ خطوات سياسية ترمي الى احراز سيطرة أكبر ورقابة على اجهزة مختلفة للدولة: إدخال ناسه في نظام التعليم العالي (تعيين اساتذة جامعات ذوي ميل اسلامي)، ورقابة أكبر من الحكومة عليه، وتعيينات سياسية ترمي الى إدخال مؤيديه في الاجهزة الاقتصادية البارزة والمصارف وشركات التأمين؛ وزيادة رقابة الحكومة على جهاز القضاء بتعيين مؤيديه قضاة ومدعين عامين؛ وإدخال البرنامج الاسلامي في الاجهزة البلدية (تحريم تناول الخمر في اماكن متصلة بالبلدية، وانشاء اماكن وقوف للنساء فقط، وإدخال غرف صلاة في اماكن تخدم الجمهور عامة).

        ان تدهور العلاقات بين اسرائيل وتركيا منسوب كله الى اردوغان. يزعم مصدر من المصادر ان لرئيس حكومة تركيا مشاعر معادية لاسرائيل عميقة تقوم على توجه ديني راسخ. وتثبت أحاديث لعناصر امريكية مع مصادر داخل الحكومة التركية وخارجها التوجه الذي يقول ان رئيس الحكومة يكره اسرائيل ببساطة.

        ان تهديدات اردوغان التي تقول ان اسرائيل اذا لم تلغ الحصار البحري في غزة فلن يمكن تحسين العلاقات بين تركيا واسرائيل تبرهن على انه يعمل على تقوية حماس. وحقيقة ان تركيا أعلنت أن تقرير بالمر (باطل مُلغى) لأنه يقضي بأن الحصار الاسرائيلي البحري شرعي، تعزز انطباع ان اردوغان العنيد غير مستعد لقبول أية هزيمة سياسية وأنه مستعد حتى لمواجهة الامم المتحدة في حملته الصليبية على اسرائيل.

        قام اردوغان بعدد من الاجراءات المخطوءة اثناء رحلته المغطاة اعلاميا قبل نحو من اسبوعين الى دول "الربيع العربي" – مصر وتونس وليبيا. وقد ضغط على حكومة مصر لتُمكّنه من زيارة غزة حيث أمل ان يُستقبل هناك مثل "سلطان" جديد، لكن الجماعة العسكرية فضلت أن ترفض طلبه، بل انها لم تُمكّنه من أن يخطب في ميدان التحرير، ولم تُذع خطبته التحريضية في دار الأوبرا في القاهرة ببث حي في التلفاز المصري.

        وأعلن اردوغان وقت زيارته لتونس بأن التعاون مع ايران على محاربة المنظمة الكردية المتمردة "حزب العمال الكردي" هو "جيد جدا"، وأنه يوجد امكان عملية مشتركة بين الدولتين على ملاذ الأكراد شمالي العراق. وفي رد على ذلك نشر السفير الايراني في أنقرة تصريحا يقول ان عملية مشتركة كهذه غير واردة في الحسبان. وكتب صحفي قبرصي في المدة الاخيرة ان اردوغان تحول عن كونه درع الاستقرار الاقليمي الى عدوه الرئيس. وفي الحقيقة أصبحت سياسة "صفر مشكلات مع الجيران" لاردوغان لا يمكن أن نُعرفه استراتيجية "عداوة جميع الأطراف": اسرائيل وسوريا وايران وقبرص واليونان والعراق وأرمينية بقدر ما.