خبر نفقد برلين- معاريف

الساعة 09:32 ص|05 أكتوبر 2011

نفقد برلين- معاريف

بقلم: آفي بريمور

سفير اسرائيل السابق في ألمانيا

(المضمون: الرأي العام في ألمانيا الذي هو في معظمه جد مؤيد لليهود بل ومؤيد لاسرائيل أكثر، أخذ يفقد صبره تجاه سياستنا في المناطق وفي المستوطنات. مثلما في معظم الدول الغربية - المصدر).

        في اذار 2008 ألقت أنجيلا ميركل، المستشارة الالمانية خطابا أمام الكنيست في القدس. والجميع صفق لها بحماسة. خطاب مؤيد لليهود ومؤيد لاسرائيل دون شائبة. خطاب متبل بجلد ذاتي بالنسبة لماضي المانيا النازي، بل وكان لدى المستشارة ما تقوله حتى عن المانيا الشرقية، الشيوعية، التي لم تعد قائمة وكانت السيدة ميركل جزءا منها، هذه الدولة تميزت بين الكتلة الشيوعية في سياستها المعادية لاسرائيل وكان في هذا ما يكفي كي يدفع المستشارة الى العودة للندم على الخطيئة.

        ما الذي كان يمكن عمله لارضاء الاذن الاسرائيلية أكثر من هذا؟

        في العالم وفي ألمانيا نفسها، في المقابل، لم يمر الخطاب دون انتقاد. ليست اعلانات الحب والالتزام من جانب ميركل لاسرائيل  هي التي اختلف معها المنتقدون. عجبهم تركز على ما لم تقله المستشارة. فهي لم تذكر على الاطلاق الفلسطينيين أو النزاع. في الاسبوع الماضي تغير نهج المستشارة وحكومتها. فهي التي أعادت التعاون بين ألمانيا واسرائيل الى الحجوم بعيدة المدى السابقة  في عهد المستشار هيلموت كول، تلقت صفعة من اسرائيل. هي التي أعادت حتى بناء الغواصات لنا، والتي جمدها شرودر سلفها، تشعر باننا خدعناها.

        طلبنا من انجيلا ميركل الا تدعم المبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة ولبي طلبنا. واصلنا الطلب من ألمانيا التجند في صالحنا في الامم المتحدة واقناع دول اخرى لسد طريق الفلسطينيين، وهذا ما أخذته الحكومة الالمانية بأسرها على عاتقها. فقد سارعت وتجندت في صالح كفاحنا. شيء واحد طلبته برلين: اعطاءها طرف خيط حتى وان كان رمزيا فقط كي تستخدمه كذخيرة في جهودها لاقناع الاخرين في صالحنا. ميركل مارست ضغوطها على الفلسطينيين للموافقة على المفاوضات معنا فيما هم يتنازلون صمتا عن معارضتهم مطالبتنا الاعتراف بنا كدولة يهودية وعلى خطوط 67 كشرط. وذلك على الاقل حتى اجراء المفاوضات عمليا. اما منا فطلبت وقوفا في الظل وذلك للسماح لها بتصدر الخطوة التي في سياقها أملت في أن تؤدي الى الغاء المبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة.

        الاعلان العلني عن البناء المتجدد في غيلو (وليس مجرد البناء نفسه) سرق من ميركل الاوراق. هي التي وعدت محادثيها وشركائها الاوروبيين بتحقيق نوع ما من الثمن الرمزي من اسرائيل، وجدت نفسها تقف أمام محادثيها بكل عُريها.

        هل في ضوء كل هذا ستوقف الان ألمانيا المساعدة والتعاون الهائل والمتنوع الحيوي جدا لاسرائيل؟ لا ينبغي الافتراض. التزام المانيا باسرائيل بشكل عام وميركل بشكل خاص سيصمد. سنواصل تلقي المساعدة الامنية، الاقتصادية، الثقافية والدبلوماسية. ألمانيا واصلت وستواصل مساعيها للوساطة في موضوع جلعاد شليت. وهي ستواصل كونها العمود الفقري في مساعينا لتعميق علاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي ولن تتراجع ايضا عن تأييدنا في الامم المتحدة. ولكن السؤال لكم من الوقت. الرأي العام في ألمانيا الذي هو في معظمه جد مؤيد لليهود بل ومؤيد لاسرائيل أكثر، أخذ يفقد صبره تجاه سياستنا في المناطق وفي المستوطنات. مثلما في معظم الدول الغربية. نقاط الخلل الاخيرة التي ذكرناها لا بد لن تجدينا نفعا في الرأي العام الالماني. لا يمكن لاي حكومة أن تقف الى الابد حيال الرأي العام الذاتي لديها، عندما يبدأ هذا في الاعراب عن رأي سلبي في السياسة الاسرائيلية بشكل قاطع وأكثر فظاظة.