خبر بين فلاديمير وافيغدور -هآرتس

الساعة 09:41 ص|04 أكتوبر 2011

بين فلاديمير وافيغدور -هآرتس

بقلم: أدار بريمور

(المضمون: تسعى روسيا الى زيادة تدخلها ومشاركتها في الشرق الاوسط بعد الربيع العربي حفاظا على مصالحها وهذا هو سر الانقلاب الاخير في روسيا - المصدر).

        من المؤكد ان منتجي الدمى في روسيا مشغولون جدا في هذه الايام. فقد انقضى عهد "عصر كأنما". ولم يعد خط انتاجهم الاخير ذا صلة. من الواجب عليهم ان يعيدوا الدمى الى أحجامها الطبيعية. فبوتين الصغير سيكبر مرة اخرى، وسيضطر مديفديف الكبير الى أن ينكمش قربه.

        ان الوسواس بسبب التبديلات المتوقعة في القيادة قد أصاب الليبراليين ايضا، فسارعوا الى طبع منشورات فلاديمير بوتين – الرئيس القديم – الجديد مرة اخرى قريبا – في صورة بريجنيف. وتم إلباسه بزة عسكرية وزُين بأوسمة سوفييتية بل انه نما له حاجبا بريجنيف.

        "مبارك العائدون الى الاتحاد السوفييتي"، يريد المحللون تحذيرنا من "بوتين الثاني" – الذي سيعزز روح القومية، ويؤكد المشاعر المعادية للغرب ويهمل سياسة البدء من جديد التي قاربت في اطارها روسيا مديفديف الولايات المتحدة في مدة اوباما. ان بوتين يطمح الى ان يعيد لبلاده مكانة القوة العظمى التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي؛ ولن يكون من الممكن عدم الشعور بهذا في الشرق الاوسط ايضا.

        ان "ربيع الشعوب العربي" يسبب نماء بوتين، ومعركة حلف شمال الاطلسي في ليبيا تثير اشمئزازه؛ وهو يعارض بشدة تدخلا عسكريا في سوريا، بل انه أحبط مبادرة اوروبية الى فرض عقوبات على نظام الاسد القاتل. وهو يقمع بشدة كل محاولة شيشانية أو داغستانية أو انغوشتية أو غيرها للتعبير عن تقرير المصير في مناطق الاتحاد الروسي؛ وهو يناضل ايضا الاعتراف باستقلال كوسوفو. وفي مقابلة هذا عندما يكون الحديث عن الفلسطينيين فان "الربيع" يزهر بالذات: فالصوت الروسي في مجلس الامن مدسوس عميقا في جيب محمود عباس. وهو نفس الصوت الذي منع ذكر "الدولة اليهودية" في مخطط الرباعية الاخير.

        كل ذلك مركز اختلاف في الموساد وجهاز الامن ووزارة الخارجية: فبحسب أحد المذاهب فان "الروس لا يكفون عن البصق في وجه اسرائيل". ويُذكر أصحاب هذا الرأي من جملة ما يُذكرون به تزويد سوريا بالسلاح المتطور والاتصالات التي تجريها روسيا بحماس، مخالفة موقف الرباعية. وبحسب مذهب آخر، طرأ تحسن دائم على العلاقات في العقد الاخير. ويزعم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي رأى تطوير العلاقات مع روسيا هدفا مركزيا انها "اليوم أفضل مما كانت قط". وبحسب ما يرى يفغيني ستانوفسكي، رئيس معهد دراسات الشرق الاوسط في موسكو، فان بوتين محب للسامية، ولو ان اسرائيل كفت عن السلوك كأنها الولاية الـ 51 للولايات المتحدة لتمتعت بمعاملة روسية تفضيلية.

        بين المراقبين من ينظرون الى بوتين ويرون ليبرمان، ويستمعون لافيغدور ويسمعون فلاديمير، وهذا التشخيص صحيح جزئيا بالطبع فقط لأن خطابة الكرملين تبدو على هذا النحو تقريبا:

        "ان الاهتمام بالامن والاستقرار هو الذي يُملي نظرتنا الى الربيع العربي. فالاسد ابن زانية والقذافي مجنون، لكننا كنا في فيلم استبدال عناصر اسلامية وتأثير ايراني بنظام شمولي علماني، في العراق. قد يكون لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط تأثيرات في القوقاز ووراءها. يجب على روسيا ان تهتم بنفسها ويجب على اسرائيل ان تكون في مقدمة القلقات: فالسلاح الليبي أخذ يتجه الى غزة".

        يقول الروس ان "اننا ورثنا الاعتراف بالدولة الفلسطينية عن الاتحاد السوفييتي في 1988 كما ورثنا الاعتراف بالدولة اليهودية في سنة 1947. وقد أُزيل التطرق المباشر الى تجميد المستوطنات من خطة الرباعية، بموافقتنا، في اطار صفقة أُزيل فيها طلب الاعتراف باسرائيل باعتبارها دولة يهودية – وهذا تعريف مفهوم من تلقاء ذاته".

        ويلخص الروس قائلين: "برهن اوباما في خطبته الصهيونية في الامم المتحدة على ان الولايات المتحدة غير قادرة على ان تكون وسيطة نزيهة. ولنا في المقابل علاقات قريبة بالطرفين ومنهما حماس – التي هي منتوج اسرائيلي أصلا – والتي لا يمكن لأسفنا الشديد تجاهلها".

        في الواقع الاقليمي المتغير تُظهر الولايات المتحدة ضعفا في حين تسعى روسيا الى مشاركة مُلحة. وكلما انتفخت دمية فلاديمير سيعظم التحدي الروسي لافيغدور.