خبر قانونيا وليس دينيا -هآرتس

الساعة 10:49 ص|03 أكتوبر 2011

قانونيا وليس دينيا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

عُمري، الحفيد الرضيع لميريندا ويورام كانيوك، هو "بلا دين". لما كانت جدته مسيحية، فان ابنتها نوعامي لا تندرج في النادي المختار للمنتمين للدين اليهودي. مسجل السكان سارع لان يرى في عُمري "مسيحيا". في أعقاب طلب عائلي، تم تغيير مكانته الى بلا دين. في الاسبوع الماضي قبلت المحكمة المركزية في تل أبيب دعوى جد عُمري لان يسجل هو أيضا في هذه المكانة. في بند القومية في سجل السكان، وفي بطاقة الهوية، بقي الكاتب كانيوك يهوديا.

        قرار القاضي جدعون غينات هو بشرى منعشة للمكافحين في سبيل فصل الدين عن الدولة والساعين الى الفصل بين المفاهيم التي تستخدم باختلاط – يهودية، اسرائيلية، عبرية؛ القومية، الشعب، الدين. القرار يعترف في حق المواطن في أن يقرر بانه لا ينتمي الى أي دين. كما أن لهذا معنى مبدئي أكثر، يترك لمن توراتهم ايمانهم الخلاف الازلي عن "من هو اليهودي" ويدفع الى الامام النقاش في "ما هو اليهودي" – ليس من يقرر الحاخامون بانه هكذا، بل من هذا هو ايمانه.

        يورام كانيوك ولد في تل ابيب قبل أن تقام دولة اليهود، التي في المعركة على بقائها في 1948 قاتل واصيب. وهو من أهم الكُتّاب في اسرائيل ومن أواخر الجيل الذي رافقت ابداعاته الدولة في صباها ونضوجها، في أفراحها وآلامها. وهو لا يحتاج لتسويغ حاخامي كي يكون اسرائيليا – وفي قوميته، يهوديا – على نحو تام. المتدينون يثورون اذا حاول علماني ان يفرض عليهم تفسيره لهويتهم. هكذا ايضا لا ينبغي للعلمانيين أن يحتملوا إمرة المتدينين وتسلطهم.

        محظور ان تشوش محاولات  شاس الدائمة للسيطرة على وزارة الداخلية الحقيقة البسيطة: اسرائيل هي دولة الاسرائيليين، الذين بلا دين بقدر لا يقل عنها للمتدينين. "قانون العودة" يسمح لها بان تمنح المواطنة الاسرائيلية لكل يهودي يصل اليها – وان كان مشكوك فيه أن يكون عُمري، حفيد يورام كانيوك يفي بهذا الشرط لو كان ولد في خارج البلاد. على اسرائيل ان تتحرر من عناق كهنة الدين وموظفيه. سابقة كانيوك هي خطوة هامة في الطريق الى هذا الهدف.