خبر يديعوت :أردوغان يلعب بالنار

الساعة 10:11 ص|02 أكتوبر 2011

يديعوت :أردوغان يلعب بالنار

فلسطين اليوم-متابعة الصحف الإسرائيلية

تناولت صحيفة يديعوت الإسرائيلية اليوم الأحد مقالاً بعنوان " أردوغان يلعب بالنار" للكاتب  اليكس فيشمان , تناول خلاله مستجدات الازمة بين تركيا وإسرائيل واصفاً ما يحدث بأن "الاتراك يلعبون بالنار".

وقال الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي، طيب اردوغان، يجتاز  الخط الرقيق الذي بين التصعيد اللفظي والصراع الدبلوماسي ضد "إسرائيل" وبين السعي الى مواجهة عسكرية.

وتباعت الصحيفة بأن هذا الرجل " اردوغان"، الذي عزا الجميع له سلوكا سياسيا مناهضا لاسرائيل على نحو مواظب ومخطط له جيدا مع أهداف واضحة، يبدأ بالعمل من البطن. الحالة النفسية  في الازمة بين اسرائيل وتركيا بدأت تسيطر على المنطق.

وواصلت الصحيفة سرد الاحداث حيث بينت ان الاتراك وفي أثناء العيد نشرو نبأ عما اعتبروه "استفزازا عسكريا إسرائيليا". ويقولهم  فإن طائرات قتالية إسرائيلية حامت فوق قوة المهامة البحرية التركية التي انطلقت لحماية منطقة تنقيبات الغاز التي تخطط لها تركيا قرب قبرص , في حين الجيش الإسرائيلي ينفي ، ولكن هذا لا يغير في الأمر من شيء على الإطلاق. هذا ما يبثه الأتراك فنحن والإسرائيليون في احتكاك جسدي.

في اسرائيل، بالمقابل، يبدأون بالمتابعة بتحفز خاص لتحركات الأسطول التركي في البحر المتوسط. قبل بضعة اسابيع تجولت سفينة قتالية تركية بحجم متوسط في الحوض الشرقي للبحر المتوسط من الشمال الى الجنوب، في مسار "مرمرة"، واقتربت  بشكل شاذ جدا من شواطيء اسرائيل. صحيح أن السفينة لم تدخل المياه الإقليمية الإسرائيلية، ولكنها توجد في المدى الذي درجت فيه السفن العسكرية على اطلاع الدول الصديقة بوجودها تفاديا لسوء الفهم. في اسرائيل اشعلت اضواء حمراء: هل يحتمل ان يكون اردوغان – من خلال الاسطول التركي – يفحص يقظة وسلوك إسرائيل؟

في 20 أيلول انطلقت قوة مهامة بحرية تركية الى منطقة التنقيبات بجوار قبرص. وضمت القوة قوارب بحرية عسكرية، سفينة توريد، سفينة جر وعلى ما يبدو أيضا غواصتان. هذه لم تبدو بالضبط كقوة حماية. هذه تبدو بقدر أكبر كقوة تنطلق نحو دول "معادية" مثل قبرص، اليونان وربما اسرائيل ايضا. بشكل عام، في الأشهر الأخيرة صعدت تركيا نشاطها في مجال البحر المتوسط، سواء في الجو أم في البحر، دون مبرر، دون أي تهديد استراتيجي ظاهر للعيان. الرحلات الجوية التي ينفذها سلاح الجو التركي في المنطقة هي في مقاييس تختلف عن تلك التي شهدناها في الماضي.

أحد كبار رجالات وزارة الخارجية التركية استدعى مؤخرا سفراء عرب في أنقرة وتباهى على مسمعهم بان تركيا دفعت الى الجو عدة مرات بطائرات قتالية حيال طائرات اسرائيلية حلقت في البحر المتوسط قبال الشواطيء السورية ودفعتها الى الفرار. وسواء كان الحديث يدور عن أنصاف حقائق أم عن خيال، فان امرا واحدا واضح: الخطاب التركي تجاوز الشتائم الى الالعاب الحربية.

وقالت الصحيفة بأن هذه الألعاب من شأنها أن تنتهي على نحو سيء. مسؤولون كبار في الناتو حاولوا الحديث الى قلوب نظرائهم في جهاز الامن التركي وناشدوهم بوقف اللعب بالنار. ورد الضباط الاتراك بانه لو كان هذا منوطا بهم، فلن تكون مواجهة عسكرية. ولكن قادة الجيش التركي فزعون من اردوغان. كما أن اليقظة الشعبية التركية لا تشبه اليقظة الشعبية لاسرائيل، ولهذا فان افعال وسلوك اردوغان ليست شفافة وليست خاضعة للانتقاد الدائم. وهو يمكنه أن يشعر بثقة كافية في سلوكه حيال الرأي العام الداخلي، الذي على أي حال يعتبر اسرائيل دولة غير سوية، تعمل من البطن. الامريكيون هم ايضا يحذرون الاتراك: اذا واصلتم هذه الالعاب، ففي النهاية ستغرق لكم سفينة. ولكن اردوغان، الذي يعيش حالة الاعتداد بالنفس، يقود نحو تصعيد عسكري.

في مثل هذا الوضع، لا ينبغي ان يتفاجأ اذا ما ضغط طيار تركي او طيار اسرائيلي، شعرا فجأة بالتهديد على الزر فاطلقا صاروخا. المسافة بين الاستفزاز والانفجار الاقليمي قد يستغرق ثوان معدودة. إذن من سيوقف اردوغان؟