خبر في الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الأقصى.. أكرم عبيد

الساعة 12:26 م|01 أكتوبر 2011

 في الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الأقصى.. أكرم عبيد

في الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الأقصى

شعبنا يناضل من اجل وطن وحقوق وليس من اجل دويلة بلا سيادة

بقلم: أكرم عبيد

عندما نستعرض المسيرة الكفاحية المتجددة لشعبنا الفلسطيني المقاوم وشرفاء امتنا ليس العبرة أن نتغنى بأمجاد الماضي بل العبرة أن تستمر هذه المسيرة الكفاحية لاستعادة كامل حقوقنا الوطنية والقومية المغتصبة مهما كبا وتراجع هذا الزمن الرديء

وانطلاقا من هذه القاعدة بمناسبة الذكرى الحادية عشر لانتفاضة الأقصى التي شكلت الرد العلمي والعملي على الاحتلال الصهيوني وكل مشاريعه ومخططاته العدوانية المعادية لشرفاء امتنا المقاومة ولشعبنا العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة مازالت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس تناور وتراهن على المشاريع والمخططات الصهيوامريكية بالرغم من وصول المفاوضات العبثية للطريق المسدود منذ توقيع اتفاق أوسلو سيء الذكر عام 1993 حتى اليوم

 بسبب هذه المواقف الصهيونية العنصرية اليمينية المتطرفة التي استثمرت المفاوضات العبثية لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل العنصري لتهويدها وفي مقدمتها القدس لفرض سياسة الأمر الواقع على السلطة الفلسطينية لتحقيق أهدافها الاستعمارية القديمة الجديدة وفي مقدمتها انتزاع الاعتراف بما يسمى يهودية الدولة وعاصمتها الأبدية القدس الموحدة كما يحلمون

وبالرغم من ذلك اعترفت السلطة الفلسطينية بفشل المفاوضات العبثية وتعمدت استخدام ورقة التوجه للأمم المتحدة للحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة بالرغم من الضغوط الغربية بقيادة الإدارة الأمريكية وعملائها الصغار في المنطقة للحيلولة دون تحقيق هدف السلطة التي قدمت طلبها بالرغم من التهديد الأمريكي بالفيتو لقطع الطريق عليها وإفشال مشروعها ومعاقبتها ماليا واقتصاديا وهذا ما يثبت للمرة الألف إن الإدارة الأمريكية لم تكن يوما من الأيام راعيا نزيها للمفاوضات العبثية لأنها كانت وما زالت بقناعتي الشريك الاستراتيجي للكيان الصهيوني في ذبح شعبنا وشرفاء امتنا من المحيط للخليج لحماية امن ووجود الكيان الصهيوني كما أعلن الرئيس الأمريكي اوباما ومعظم الرؤساء الأمريكان الذين سبقوه في قيادة الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ أعلن قيام الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة عام 1948 حتى اليوم

وفي كل الأحوال قد يحصل السيد محمود عباس بعد هذه المناورة الطويلة العريضة على عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة والهدف رفع التمثيل الدبلوماسي من منظمة إلى دولة عضو مراقب وهذا الواقع لا يغير في المعادلة شيء على ارض الواقع سوى جانب معنوي يكشف ويعري المواقف الحقيقية الأمريكية والرباعية الدولية في مجلس الأمن وهذا ليس جديدا على شعبنا وشرفاء امتنا

وفي كل الأحوال سيترتب على سلطة معازل أوسلو تداعيات كبيرة في حالة نجاحها أو فشلها في الأمم المتحدة تنعكس بشكل مباشر على شعبنا وقضيته العادلة وحقوقه الوطنية مما يثير جملة من الأسئلة والتساؤلات

 ومن أهمها :

هل السلطة الفلسطينية ذاهبة للأمم المتحدة من اجل الطعن بشرعية الاحتلال الصهيوني وعزلة  أم من اجل تشريعه فلسطينيا

 وما هو الثمن الذي سيدفعه الفلسطيني في الأمم المتحدة للعدو الصهيوني مقابل الاعتراف بالدولة الموعودة

وإذا كانت كذلك لماذا تفردت السلطة الفلسطينية بهذا المشروع وغيبت الإجماع الوطني وذهبت دون إستراتيجية وطنية تستند إليها في حال نجاح المشروع أو فشله بمشاركة جميع الفصائل والقوى والشخصيات والمنظمات الشعبية والاتحادات المهنية والهيئات واللجان الوطنية أو على الأقل الالتزام بما أقرته في اتفاق القاهرة ودعوة القيادة الفلسطينية المؤقتة الممثلة بالأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بشكل عام دون استثناء احد من اجل قضية وطن وليس من اجل دويلة في حدود عام 1967 يرفضها العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية

ـ في حال اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية الموعودة في الأراضي المحتلة عام 1967 على حد زعمهم من سيترجم القرار الدولي إلى واقع على الأرض

 أم سيبقى حبر على ورق كما بقيت عشرات القرارات الدولية حبيسة أدراج الأمم المتحدة

ـ ما هو مصير م . ت . ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في حال الاعتراف بالدولة كعضو مراقب هل سيتم سحب صلاحياتها للدولة لمقدمة لشطبها وتصفيتها

ـ في حال نجاح المشروع وأنا اشك بذلك سيتم ترسيم الاعتراف الفلسطيني بالكيان الصهيوني المحتل كدولة شرعية وقانونية على 78% على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948وهذا يعني بصريح العبارة شطب وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني التي يتشدق بها الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته عباس وفي مقدمتها حق العودة بموجب القرار الدولي194  وإنهاء مهام وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين كونها تشكل الشاهد الوحيد على جريمة العصر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الأرض والشعب الفلسطيني 

وهذا يعني تحويل الصراع العربي الصهيوني من صراع وجود إلى نزاع على حدود وسيعود السيد أبو مازن صاغراً للمفاوضات العبثية لتقديم المزيد من التنازلات المجانية والتخلي عن معظم قضايا الحل النهائي بموجب ما يسمى مشروع التبادل للأرض والسكان الذي سيسقط القدس واللاجئين وحق العودة من حسابات السلطة وهذا سينعكس بشكل مباشر على أكثر من مليوني عربي فلسطيني من أبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1948الذين يعتبرهم العدو الصهيوني بالقنبلة الفلسطينية الموقوتة والتي سيتخلص منها بموجب ما يسمى مشروع التبادل المشبوه  بالإضافة لقضية السيطرة على الأغوار التي تتمسك بها سلطات الاحتلال

وفي هذه الحالة قد تحاول سلطات الاحتلال الصهيوني وشركائها الأمريكان إغراء السلطة الفلسطينية وتقديم جائزة ترضية لها بسبب سياسة التفريط والتنازل المجاني تتمثل بمشروع الوطن البديل في الأردن أو الكنفدرالية وقد يسيل لعاب رموزها ولو حساب هذا البلد العربي وشعبه الشقيق ومن هذا المنطلق رفضت الحكومة الأردنية وملكها التصويت على المشروع الفلسطيني في الأمم المتحدة لأنه سيكون على حسابها وهذا ما أرعبها بشكل جدي

 وفي حال فشل المشروع الفلسطيني في الأمم المتحدة ماذا سيترتب على هذا الفشل بعد أيلول ؟ وما هي تداعياته على السلطة الفلسطينية بشكل خاص وعلى الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة بشكل عام

في هذا السياق لابد للمراقب أن يعترف أن مشروع التوجه للأمم المتحدة انعكاس جدي لعمق مأزق السلطة الفلسطينية التي غلبت نهج المساومة والتفريط والتنازل والاستسلام على نهج المقاومة والتحرير معتقدين ومتوهمين أنهم سينقذون السلطة من الانهيار واستعادة شيء من الرصيد الشعبي والثقة المفقودة بعد فشل المفاوضات العبثية كما صرح السيد صائب عريقات لصحيفة معاريف الصهيونية قبل أيام

أم سيتجرأ رئيس السلطة ويعلن في الأمم المتحدة حل السلطة تحت الاحتلال ويستقيل ويسلم مفاتيحها للمجتمع الدولي ليتحمل مسئولياته الأخلاقية ولو لمرة واحدة تجاه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الذي سيفجر انتفاضة شعبية ثالثة ضد وجود الاحتلال الصهيوني ومستعمراته وهذا بصراحة ما يرعب العدو الصهيوني الذي يسعى جاهداً لتجاوز هذا المأزق من خلال تصدير الأزمة للخارج وشن عدوان عسكري قد يستهدف المقاومة في لبنان أوالمقاومة في قطاع غزة المحاصر للخروج من هذا المأزق مهما كانت النتائج

وهنا لابد أن اذكر انه بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد ومحاولة إخضاع الفلسطينيين للشروط والاملاءات الصهيوامريكية والتنازل عن القدس وحق العودة كان الرد الشعبي الفلسطيني بعد رفض الشهيد ياسر عرفات التنازل فانفجرت انتفاضة الأقصى منذ احد عشرة عاما دون قرار من احد وما نراه اليوم وبعد فشل المفاوضات العبثية والتصويت في الأمم المتحدة متقاربا مع ما حصل قبيل انفجار انتفاضة الأقصى وفشل محادثات كامب ديفيد

وفي كل الأحوال يتساءل الشعب الفلسطيني وكل شرفاء الأمة وأحرار العالم

أين فصائل المقاومة الفلسطينية من هذا المشروع المشبوه الذي لا تقل مخاطره عن مخاطر وعد بلفور

 وما هي خياراتها المقاومة البديلة لمواجهة استحقاقاته وتداعياته بعدما تعمدت سلطة معازل اوسلوا وضع العربة أمام الحصان  ؟؟؟