خبر تحريك للمياه الراكدة..زيارة مشعل للأردن تمهد لاستئناف العلاقات

الساعة 07:20 ص|30 سبتمبر 2011

تحريك للمياه الراكدة..زيارة خالد مشعل للأردن تمهد لاستئناف العلاقات

فلسطين اليوم- وكالات

قد لا يعكس الإطار 'الإنساني' الدلالة الأعمق للزيارة التي قام بها أمس لعمان الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل، فقد سبقت الزيارة معطيات واتصالات وتبادل رسائل وستعقبها بالتأكيد اختبارات متبادلة خصوصا في المسار الأمني ولاحقا السياسي.

 

وبصرف النظر عن التعليقات التي تتحدث عن قرار السلطات الأردنية بالسماح لمشعل بدخول عمان بهدف زيارة والدته المريضة، يمكن القول أن الزيارة من حيث الشكل والتوقيت والمضمون تعكس تطورا لافتا في مسار العلاقة المأزومة دوما بين الجانبين في عمان الرسمية وحركة حماس.

 

وقبل قطع مشعل للحاجز الحدودي بين سورية والأردن برفقة نخبة من قياديي الحركة، كما أكد لـ'القدس العربي' المحامي موسى العبدللات أحد أقرب شخصيات التيار الإسلامي الأردني من حركة حماس.. قبل ذلك كان وزير الصحة في حكومة حماس باسم نعيم ضيفا على النقابات المهنية الأردنية مشكلا الاختبار الأول لجس النبض بين الطرفين.

 

وعمليا لم تعرف بعد الأجندة الكاملة لزيارة مشعل لكن طبيعتها وتوقيتها وحزمة الاتصالات التي سبقتها توحي بأنها تنطوي على شكل من أشكال التطبيع وتحريك المياه الراكدة ورفع الفيتو الأمني ولو مؤقتا على الأقل.

 

من هنا لا يخفي العبدللات إحساسه بالسرور لان وجود مشعل وقياديين من حماس في الأردن بصفة رسمية، كما قال، يؤكد على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين وقد يؤسس لفهم مستجد 'للمصالح المشتركة'.

 

وسياسيا يمكن وضع عشرات الخطوط تحت عبارة المصالح المشتركة التي يلمح لها العبدللات لأنه قاد عدة محاولات لإعادة قادة حماس إلى قاعدتهم الشعبية في الأردن.

 

وعندما سألته 'القدس العربي' قال: طموحنا لا يقف عند زيارة عادية بل نريد باسم شعبنا رؤية حركة حماس وما تمثله من ارث عظيم وشعب أعظم بيننا في الأردن ونريد عودة جميع قادة حماس الذين أبعدوا عن بلدهم الأردن ونريد رؤية مكاتب لحماس بيننا قريبا.

وهنا قد يبدو العبدللات متحمسا ومستبقا للنتائج والتداعيات وإن كانت زيارة مشعل بحجمها وبعدها الرسمي أمس قد تكسر حاجز الصمت وتحرك الاحتمالات بين حماس وعمان، وتقود الجميع لتجديد 'اتفاق أمني وسياسي' ما دام المستوى الأمني قد وافق على ترتيب الزيارة لان السلطة الأردنية كانت مهتمة دوما بأن تبقى حماس ملفا أمنيا وليس سياسيا.

 

ووسط مثل هذه القراءات ثمة من يقول أن المساحة الوحيدة المتاحة أمام قادة حماس ومشعل تحديدا هي الإقامة في عمان إذا ما أقفل تماما باب دمشق، وبالتالي كل الضمانات تبدو حماس مستعدة لطرحها مقابل هدفها الاستراتيجي وهو استعادة علاقتها بالساحة الأردنية وبأي ثمن.

 

ومشعل شخصيا كان يظهر حرصه الشديد على ذلك، وقد تحدث بالأمر مرتين على الأقل مؤخرا مع السياسي الأردني الوحيد الذي بقي قناة للتواصل والاستشعار بين الطرفين وهو طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان الذي أبلغ 'القدس العربي' سابقا بأنه اقترح عدة مرات إعادة إنتاج العلاقة مع حماس.

 

لكن لا بد من ملاحظة أن 'التواصل' الجديد بين عمان وحماس يحصل فيما تتردى العلاقات في الواقع مع سلطة الرئيس محمود عباس بعد مشروع الدولة الذي تقول عمان انه رتب من وراء ظهرها وكذلك مصالحة القاهرة.