خبر خنفر ينفي « إشاعات » عن أسباب تركه إدارة "الجزيرة

الساعة 12:56 م|29 سبتمبر 2011

خنفر ينفي "إشاعات" عن أسباب تركه إدارة "الجزيرة

فلسطين اليوم – وكالات

قال المدير السابق لقناة "الجزيرة" القطرية وضاح خنفر في مقابلة صحافية نشرت اليوم الخميس انه اختار ترك منصبه لئلا يصبح مثل الحكام العرب الذين يتمسكون بمقاعدهم لفترات طويلة واراد الا يشعر بأن عمله صار روتينيا. وفي ما يأتي نص المقابلة التي اجراها معه موقع "هفنغتون بوست" الاميركي:

"عندما سألنا وضاح خنفر هل نبارك له ام نعرب عن الاسف لخبر تركه منصبه، قال في مقابلة هاتفية معه من الدوحة الاربعاء: لا. الامر يستدعي التهنئة. وتابع قائلاً: "منذ مدة كنت اقول لزملائي انني احب ان ابقى لثماني سنوات فقط، لانك عندما تنهض في الصباح وتشعر ان الحياة صارت روتينية فإن هذا لا يكون فيه انصاف لأي احد". واضاف خنفر انه لا يريد ان يكون مجرد قائد عربي اخر، واستدرك قائلا: "كلهم بقوا للابد".

لثماني سنوات اشرف خنفر على صعود قناة "الجزيرة" وتحولها من شبكة عادية ومكروهة في احيان كثيرة - شهيرة في الغرب بصورة خاصة، لبثها اشرطة فيديو لاسامة بن لادن – الى قناة دولية كبرى يعزى لها الفضل في توفير تغطية مفصلة وجيدة لتطورات الربيع العربي هذه السنة. وقد استقال قبل اسبوع وسط ادعاءات جديدة بأنه اذعن لضغط اميركي للتخفيف من تغطية القناة لانباء الحرب في العراق بالرغم من انه ينفي ان تكون الانباء عن ذلك قد لعبت اي دور في مغادرته. وفي هذه الاثناء، ترك الشخص الذي اختير للحلول مكانه، وهو الشيخ احمد بن جاسم بن محمد ال ثاني، بعض المراقبين يتساءلون عما اذا لم تكن الخطوة محاولة من الحكومة لاعادة تأكيد سيطرتها على سياسة التحرير.

خلال تولي خنفر الاشراف على "الجزيرة" صارت للقناة علاقة معقدة مع الربيع العربي. ومن المؤكد ان الثوارات وتصاعد اهتمام الجمهور بالانباء الدولية افادا الشبكة التي كان مراسلوها المثقفون في مواقع فريدة لتغطية الاحداث على الارض.

من جهة اخرى، اتهمت القناة من جانب بعض الحكومات بالخلط ما بين دور وكالة انباء ودور التحريض وبأن القناة لم تقم بتغطية انباء الثورات وحسب، وانما ساعدت في حفزها ايضاً.

لم يتقبل خنفر هذا الانتقاد، وقال: "لا احب ان اقول اننا قدنا (الربيع العربي). نحن منظمة اعلامية. نحن لم نخلق ثورات وانما غطينا انباءها".

وقال خنفر انه اذا كانت القناة قد انحازت الى اي جانب فقد كان انحيازها لمصلحة الشفافية والانفتاح، وهما ميزتان اقر بأنهما يمكن ان تكونا قد ساعدتا في تقوية الحركات الشعبية.

واوضح خنفر: "ما اراه هو ان الجزيرة ساعدت المجتمع العربي فعلا في السنوات الـ15 الماضية على ان يصبح اكثر شفافية واكثر انفتاحا على الاراء الاخرى، ما فتح مجالا عاما لم يكن موجودا من قبل". واضاف: "اعتقد ان ذلك قوى موقف المجتمع. الجزيرة لم تشارك في مساعدة الثورات او في توجيهها ولكننا كنا جميعا في وسط خلق جو جديد ووعي جديد في العالم العربي".

ثم هناك تلك الحقيقة الصغيرة وهي ان "الجزيرة" مملوكة لحكومة قطر، الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بموارد الغاز الطبيعي وتخضع لحكم عائلة اوتوقراطية.

عندما امتدت حركات الاحتجاج الى البحرين القريبة من قطر، اشتكى بعض المراقبين من ان "الجزيرة" اختفت.

واقر خنفر بأن تغطية الشبكة لانباء البحرين كانت اقل تفصيلا من تغطية انباء مصر او تونس ولكنه يلقي باللوم اساسا على تقرير غرفة الاخبار للاولويات وليس على اي توجه سياسي.

قال: "كانت عندنا ثورات عديدة. كانت عندنا مصر وليبيا واليمن. وكانت عندنا بدايات (الثورة) في سوريا. اي شيء يظهر على الشاشة لا بد من تحديد قيمته في غرفة الاخبار: مدى اهمية الجمهور المتلقي ووزن الحديث سياسيا واستراتيجيا. ان قصة مثل مصر كانت اثقل وزنا من البحرين. البحرين كانت قصة ضخمة تنطوي على قضايا كثيرة – التدخل السعودي، النفوذ الايراني وما الى ذلك – ولكنها لم تعط في نهاية الامر نفس التغطية التي اعطيت لثورات اخرى بسبب وزنها وكذلك بسبب اهميتها وليس لأي ضغط سياسي".

قال خنفر انه والموظفين الاخرين في غرفة الاخبار كانوا يقيمون اهمية اي قصة في اجتماعات تحرير منتظمة. واوضح: "كنا نقرر يوميا الاولويات ونحدد الوزن الاستراتيجي لكل من هذه الاحداث".

بالنسبة الى الانباء القائلة بأنه ارغم على ترك منصبه بسبب برقية ديبلوماسية اميركية مؤرخة في 2005 كشف مضمونها في الاونة الاخيرة، ويبدو منها انه وافق على طلب مسؤول استخبارات اميركي إزالة بعض الصور الملهبة للمشاعر من تقرير اخباري، ندد خنفر بالادعاء ووصفه بأنه "اشاعات". وقال خنفر ان الحدث الذي ترويه البرقية كان مجرد مثال على "مئات" المرات التي فاتح فيها مسؤولون حكوميون القناة، طالبين منها تخفيف بعض عناصر التقارير وان تلك كانت حالة نادرة وافق فيها على الطلب.

وقال خنفر: "كان يجري الاتصال بنا على اساس شهري تقريبا بل واحيانا على اساس اسبوعي من جانب مسؤولين ( اميركيين) للشكوى في معظم الاحيان من تغطيتنا. وكانت القاعدة التي تبنيناها هي انه اذا كانت لديك شكوى محددة فأعطنا تلك الشكوى. اذا كان لها مبرر مهني، اي اذا كنا قد ارتكبنا غلطة، فنحن مستعدون لتصحيحها. ولكن اذا كنت تحاول تغيير صورة الجزيرة فنحن آسفون ولن نوافق على ذلك".

واصر خنفر على ان كشف مضمون البرقية لا صلة له بقراره ترك منصبه وانما قرر ذلك لان الوقت قد حان. واوضح: "سأواصل دعم قضية الصحافة، والجزيرة الان في اوجها وقد اديت عملي. لقد حققت هدفي بتحويلها الى قناة دولية، فليتول شخص اخر دفعها الى الامام".