خبر حيال تلبد السحب -هآرتس

الساعة 09:05 ص|28 سبتمبر 2011

حيال تلبد السحب -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

للتهاني والتمنيات التقليدية التي سيوجهها قادة الدولة والجيش الى الشعب كعادتهم قبيل رأس السنة، سيترافق هذه السنة صدى عليل بعض الشيء. وذلك لانه بينما في الماضي كان يلوح الامل في استئناف المسيرة السياسية، وكان ثمة ما يمكن ان تسند اليه التمنيات بالازدهار والسكينة، فان اسرائيل تقف هذه السنة أمام تلبد للسحب اقليميا وعالميا، حيث ليس للقيادة ما تعرضه غير "عدالة طريقنا" و "حقيقتنا". هذه "الحقيقة"، على الاقل بالنسبة لبنيامين نتنياهو، معناها اساسا التسليم بالمصير اليهودي: مصير اللاسامية، المطاردة، الحصار والخوف – بدون أمل، حكمة الفعل والابداع السياسي اللذين رافقا النزعة الاسرائيلية منذ بدايتها.

        ملتفة بعدالة موقفها وحقها، منعزلة مثلما لم تكن من قبل، خاسرة لحليف إثر حليف، عديمة الامل والرؤيا باستثناء الوعد باستمرار زخم الاستيطان في المناطق – تسير بالتالي "دولة اليهود" بقيادة نتنياهو – ليبرمان نحو سنة غير سهلة موضوعيا ايضا: فالازمة الاقتصادية العالمية لا تخف، خطر النووي الايراني يواصل التحويم، "ربيع الشعوب العربية" يتكدر ليصبح عاصفة اسلامية متطرفة، دولة فلسطينية معادية تولد دون سلام في ظل هتاف العالم. يأس امريكا من النزاع في منطقتنا قد يعتبر بشرى طيبة لمحبي الوضع الراهن في مطارحنا – ولكن حتى هم من شأنهم أن يكتشفوا ما هو معروف لكل من تبقى: الزمن لا يعمل في صالح اسرائيل؛ وبالتأكيد ليس عندما يسمح له بالعمل وحده.

        اذا كان ثمة أمل مع حلول السنة الجديدة – فان هذا ينطوي في الطاقة البشرية التي اندلعت هذه السنة في حركة الاحتجاج في اسرائيل، التي خلفت منذ الان أثرها في السياسة وفي الاقتصاد. ما بدأ باحتجاج ضد اسعار المواد الاستهلاكية والسكن انتشر الى انتفاضة عامة واسعة ضد تقليص الافق والمستقبل للجيل الشاب في البلاد. ينبغي التمني بان لا يبقى هذا التمرد فقط في المجال الاقتصادي. حبذا لو أن الروح المفعمة بالامل والطبيعية، والتي ثارت هذه السنة، تلقى الصدى في أوساط جيرانها ايضا؛ حبذا لو أنها تعرض بديلا على الجمود الوجودي – السياسي الذي تقترحه القيادة في اسرائيل سنة إثر سنة.