خبر بعد استقالة خنفر: مذيعات مستقيلات من الجزيرة يطلبن العودة

الساعة 06:13 ص|28 سبتمبر 2011

بعد استقالة خنفر: مذيعات مستقيلات من الجزيرة يطلبن العودة

فلسطين اليوم – وكالات

تسود اروقة قناة 'الجزيرة' الفضائية في الدوحة حالة من الترقب المشوبة بالحذر، بعد قرار مجلس الادارة قبول استقالة مديرها العام وضاح خنفر، وتعيين الشيخ احمد بن جاسم آل ثاني مكانه. الترقب يأتي من حرص العاملين في المحطة على التعرف على ما يحمله المدير الجديد في جعبته من مقترحات وافكار حول طبيعة المرحلة المقبلة. والحذر يعود الى القلق من اجرائه تغييرات 'جذرية' في المراكز الرئيسية (قيادات الصف الثاني والثالث) التي تولت المسؤولية التنفيذية في المحطة.

وعلمت 'القدس العربي' من مصادر وثيقة داخل المحطة ان المدير العام الجديد سيركز في المرحلة الاولى على اعادة ترتيب شؤون المحطة ادارياً، حيث يملك خبرات واسعة في هذا المجال اكتسبها من خلال تعليمه الجامعي العالي في بريطانيا اولاً، وعمله في شركة 'راس غاز' القطرية العملاقة كأحد ابرز المسؤولين فيها.

وقالت هذه المصادر ان المدير الجديد سيعتمد على نخبة من المستشارين في ميادين الاعلام التلفزيوني والتحرير الصحافي للاستفادة من خبراتهم في المرحلة الاولى على الاقل، يعكف بعدها، وبمساعدة هؤلاء ايضاً، على وضع 'خريطة طريق' جديدة للمحطة.

وكان الشيخ احمد بن جاسم قد وجه رسالة الى العاملين في الشبكة باللغتين العربية والانكليزية، اكد فيها 'ضرورة البقاء حامين لمكانة الجزيرة ودورها في ان تظل في الطليعة، تقدم الخبر الموثوق بتجرد، وتغطي الميدان بشجاعة، وتثري الشاشة بالتحليل ضمن سياسة الرأي والرأي الآخر، وتكون بحق صحافة في العمق لا يغرها الزبد'. وقال 'هذا انا، وهذه رسالتي، وها نحن الجزيرة، سنظل مدافعين عن قيمها، متعاضدين فيما بيننا، متيقظين في ساحة التنافس، فهذا كان طموح من اسس الجزيرة، ودأب من مضى على دربها، وقدرنا نحن اليوم'.

مسؤول كبير في الجزيرة قال لـ'القدس العربي' 'انه لا خوف على الجزيرة وخطها التحريري، وادارتها، فقد اصبحت مؤسسة عملاقة، وقادرة على الاستمرار دون اي عراقيل او مطبات، فذهاب مدير او مجيء آخر لن يغير في واقع الحال كثيراً'، وان كان اعترف بان المحطة عانت من بعض الترهل الاداري والتحريري في الاشهر الاخيرة.

المسؤول نفسه اكد 'ان المرحلة المقبلة ستشهد كيفية تعزيز غرفة الاخبار، وضخ دماء جديدة خبيرة فيها'، وقال 'ان التغطية الاخبارية كانت من ابرز اعمدة نجاح المحطة ووصولها الى المكانة الكبرى التي وصلت اليها عربياً وعالمياً'.

وذكرت مصادر مطلعة لـ'القدس العربي' ان بعض المذيعات اللواتي استقلن من محطة 'الجزيرة' بسبب الخلاف مع مديرها العام السابق وضاح خنفر ومساعده ايمن جاب الله حول قضايا مظهرية وتحريرية، بعثن برسائل الى ادارة المحطة يطلبن العودة مجدداً، وان اثنتين منهن على الاقل اتصلتا هاتفياً للاعراب عن استعدادهن للعمل فوراً في المحطة ودون اي شروط.

واعربت المصادر نفسها ان من المستبعد اعادة التعاون مع هؤلاء المذيعات فقد طويت هذه الصفحة كلياً، والادارة الجديدة تتطلع الى الامام، ولا تريد العودة الى الماضي مطلقاً، وتريد بداية جديدة بوجوه جديدة، مع الاحتفاظ بالكفاءات العالية فقط، 'ولكن الباب ليس مغلقاً كلياً'.

وترددت تكهنات في اروقة المحطة، بان بعض الوجوه الاسلامية التي ارتبطت بمرحلة المدير العام السابق للشبكة قد تجد نفسها في وضع صعب في المرحلة المقبلة، وهي الوجوه التي كانت تتحكم في المحطة وضيوفها وتنفيذ سياستها التحريرية. وقال احد مقدمي البرامج الكبار لـ'القدس العربي' ان 'من يريد ان يعمل بالمحطة او يظهر فيها في العهد الجديد عليه ان يحلق ذقنه جيداً (على الناعم) فالليبرالية هي العنوان الابرز للعهد الجديد'.

وذكرت المصادر نفسها ان قرار قبول استقالة خنفر من منصبه صدر قبل ستة اشهر على الاقل، وتأجل بسبب تسرب انباء الاستقالة الى صحيفة 'الوطن' السورية، التي نشرته في حينها. ولاحظ المراقبون ان البيان الذي صدر بقبول استقالة خنفر لم يشر مطلقاً الى توليه اي منصب استشاري في الشبكة.

وقالت ان خنفر قبل استقالة ايمن جاب الله من منصبه كمدير لمحطة 'الجزيرة مباشر' قبل اعلان استقالته ،اي خنفر، بيوم واحد.

ويعتبر جاب الله من ابرز اعمدة التيار الاسلامي في شبكة 'الجزيرة'، وتعرضت محطة 'الجزيرة مباشر مصر' الى اتهامات بمحاباتها لتيار الاخوان المسلمين على حساب التيارات العلمانية والليبرالية والقومية الاخرى في مصر.

ولمحت الى ان المرحلة الجديدة قد تشهد اعادة الكثير من الوجوه التي غابت عن شاشة الجزيرة سواء كمذيعات ومذيعين، او كخبراء ومحللين، حيث جرى استبعاد هؤلاء، او معظمهم، لاسباب عديدة.

وكان عدد كبير من نجوم 'الجزيرة' قد استقالوا من المحطة في السنوات الاخيرة، واصبحوا نجوماً في محطات منافسة مثل حافظ الميرازي، يسري فودة، غسان بن جدو، منتهى الرمحي، نوفر عفلي، جمانة نمور، لونا الشبل.

ويشعر المسؤولون الكبار في شبكة 'الجزيرة' ان المحطتين الفضائيتين سواء باللغة العربية او الانكليزية قد تراجعتا في الاعوام الاخيرة، وخسرتا نسبة معقولة من مشاهديهما بسبب الرتابة والتكرار وتقلص الحماس المهني، او انعدامه في بعض الاحيان، واحتكار وجوه معينة لبعض البرامج، وهي امور لم تكن موجودة في السابق.

وقال احد هؤلاء لـ'القدس العربي' ان 'الجزيرة' يجب ان تحافظ على ريادتها في ظل المنافسة القوية التي ستبلغ ذورتها في الاعوام المقبلة، حيث ستنطلق ثلاث محطات جديدة مثل 'سكاي اريبيا' من ابوظبي الممولة من دولة الامارات والشيخ منصور بن زايد نائب رئيس الوزراء على وجه الخصوص، ومحطة 'العرب' التي ستنطلق العام المقبل من دبي، ويمولها الامير الوليد بن طلال، و'الميادين' التي يخطط لاطلاقها غسان بن جدو بشراكة مع آخرين من بيروت، هذا علاوة على المحطات الموجودة حالياً مثل 'العربية' و'فرانس 24' و'البي. بي. سي' الناطقة باللغة العربية.

مذيعة من جيل المخضرمات في قناة 'الجزيرة' لخصت الموقف بقولها 'عشنا مرحلة من الكآبة طوال الاشهر، بل الاعوام القليلة الماضية، وفقدنا الرغبة في العمل الابداعي لاول مرة منذ انضمامنا الى المحطة، الآن يتغير الوضع ولكن ببطء، والكآبة تتكسر تدريجيا'. واضافت 'هناك روح جديدة تطل برأسها، طابعها التفاؤل، ولكنه تفاؤل حذر على اي حال'.