خبر مسيرة الهذيان.. معاريف

الساعة 03:28 م|27 سبتمبر 2011

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: بدلا من احترام الفلسطينيين والاستماع اليهم يفضل رجال معسكر السلام نشر الاوهام التي تبعد السلام فقط – الهذيان عندهم يصبح حقيقة ، انظروا مقال اولمرت في "نيويورك تايمز"  - المصدر).

يوم الاربعاء الماضي نشر ايهود أولمرت، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، مقالا في "نيويورك تايمز". مقال متوازن. متوازن جدا لدرجة أنه كان يمكن للمرء ان يعتقد ان كاتبه هو ممثل الامم المتحدة. "إما السلام الآن وإلا ابدا لا"، كان العنوان. الكثيرون جدا أخافونا قبيل أيلول، وحتى أولمرت نفسه انضم الى الاحتفال. هو أيضا بين المخوفين.

لابو مازن، يكتب اولمرت فيقول، يوجد حق لان يطلب من الامم المتحدة الاعتراف بدولة، ولديه أغلبية لذلك. مشوق. عندما كان اولمرت رئيس الوزراء لم يطرح مثل هذا الاقتراح – دولة بدلا من مفاوضات، في مسار التفافي للسلام.

الان هو تذكر. الامريكيون ضد. وحتى محللون رواد، مثل فريد زكريا وجيفري غولدبرغ، ممن ليسوا بالضبط من مؤيدي الليكود، يعارضون خطوة ابو مازن احادية الجانب. ولكن اولمرت يتجاوزهم من اليسار، رغم أنه يضيف فيقول: "ليست هذه الخطوة الاكثر حكمة". جميل من جانبه. وهذه مجرد البداية.

"مقاييس السلام معروفة"، يقول اولمرت، "وقد سبق أن اقترحتها على ابو مازن". وهو محق. اذا ما وعندما سيكون السلام، انشاء الله، سيكون حقا بمقاييس كلينتون أو اولمرت، الذي اخذ حتى خطوة الى الامام. دولتان، على أساس خطوط 67، مع تبادل للاراضي وتقسيم القدس على أساس ديمغرافي، في ظل رقابة مشتركة ودولية على الاماكن المقدسة. في موضوع اللاجئين يتوجه اولمرت الى المبادرة العربية ولكنه يفسرها على ان اسرائيل هي الوطن القومي لليهود، فلسطين للفلسطينيين، واسرائيل ستستوعب عددا صغيرا من اللاجئين. حبذا لو كان هذا ايضا هو التفسير العربي، ولكن دعنا من ذلك. فليس هذا هو الامر الاهم.

الجملة الاساس لدى اولمرت كانت: "ابو مازن لم يرفض اقتراحي ابدا". وهكذا، مع بدء النقاش في الامم المتحدة يعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ابو مازن كبطل للسلام تقريبا، رغم ان ابو مازن لم يكلف نفسه حتى عناء الرد علي. المشكلة مع اولمرت هي أنه على ما يبدو يستصعب فهم التلميح. اذا كان أحد ما لا يرد على عرض بعيد الاثر، تجاوز عدة خطوط حمراء من ناحية اسرائيل، فانه يقصد "لا". لندع التلميح. لان هناك أقوال واضحة.

ابو مازن ورئيس الفريق المفاوض، صائب عريقات، بالذات اجابا بصوتهما. ابو مازن في مقابلة مع "واشنطن بوست" أوضح بان عرض اولمرت يترك "فجوات كبيرة"؛ وعريقات في المقابلة مع صحيفة "الدستور" الاردنية اوضح بان "على الفلسطينيين أن ينتظروا فقط، وذلك لانه كلما مر الوقت، فانهم يحصلون على عروض أفضل فأفضل".

ليست هذه هي المرة الاولى التي يكبو فيها اولمرت. في تشرين الثاني 2007، في لجنة الخارجية والامن، كشف رئيس الوزراء في حينه معلومة أن "ابو مازن وسلام فياض ناضجان للاعتراف بدولة يهودية". وسارع الفلسطينيون الى الايضاح بان هذا لا أساس له من الصحة. واضاف عريقات: "ولا في أي دولة في العالم يتم الربط بين الهوية الدينية والهوية القومية". هراء تام. ليس فقط دساتير عديدة في العالم تخلق مثل هذا الرابط، بل ان مسودة الدستور الفلسطيني تتضمن في المادة الخامسة: الاسلام هو دين الدولة والمادة السابعة: مبادىء الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع.

إحدى مشاكل طالبي السلام بيننا، وهذا يتضمن اناس جديون وعميقون يريدون صالح اسرائيل، هي أن شيئا ما يحصل لهم عندما يعنون بالسلام. فقد تحول السلام ليصبح دينا. هوسا. ايمانا شديدا يؤدي بها الى العمى. الهذيان يصبح حقيقة. هكذا لدى فتيان التلال، هكذا لدى أناس السلام المتحمسين. ابو مازن هو محب للسلام، عريقات صوت على ما يبدو لكديما، ومروان البرغوثي هو على الاطلاق اسير صهيون مكث في السجن مع نتان شيرانسكي.

السلام هام. مقاييس كلينتون، وحتى مقاييس اولمرت لاحقا، جديرة بالتبني. كلما كان أبكر كان افضل. كلما بكرنا، هكذا نمنع مصيبة الدولة ثنائية القومية. ولكن هذه الرغبة في السلام لا ينبغي لها أن تحدث لنا شللا عقليا. لاولمرت عينان، وليس له فقط، وهو يرفض القراءة. إذنان له وهو يرفض السماع. حان الوقت لان نحترم الفلسطينيين. حان الوقت لان ننصت لهم، حتى لو كانت النغمات أليمة. الهذيان والاوهام، مثل تلك التي ينشرها اولمرت في احدى أهم صحف العالم، لن تقرب السلام، بل العكس. هي تبعده فقط.