خبر أدولتان أختان؟ يديعوت

الساعة 10:43 ص|26 سبتمبر 2011

أدولتان أختان؟ يديعوت

بقلم: يارون لندن

(المضمون: اسرائيل تبتعد عن المثل الامريكية بحيث أخذ اليهود الامريكيون أنفسهم يبتعدون عن اسرائيل وينددون بسياستها وقيمها - المصدر).

        عرف كثير من الاسرائيليين ليست شؤون الاقتصاد في مقدمة اهتماماتهم، عرفوا في المدة الاخيرة لفظ "هرم". ومعناه طريقة يستطيع انسان ذو مال غير كثير ان يتحكم بواسطتها بعدد كبير من الشركات وأن يضاعف ماله وتأثيره أضعافا مضاعفة. ويضم رجل المال المتسلط اليه مجموعة ممولين، وتشتري المجموعة أسهم تحكم بالشركة، التي تشتري أسهم تحكم لشركات ثانويات، تشتري تحكما لشركات فروع عن الثانويات. ليس مجموع أسهم المبادر الذي يرأس مجموعة الشركات كبيرا لكن سيطرته عليها مطلقة.

        يوجد "هرم" من نوع آخر في السياسة ايضا. والاحزاب الحريدية هي المثال على ذلك. فالاحزاب التي تمثل جمهور مصوتين غير كبير تنضم الى ائتلاف هش وتحتال عليه بالتهديد بالاستقالة والانضمام الى ائتلاف احزاب المعارضة. وتأثير هذه الأقلية يزيد كثيرا على التأثير الذي تستحقه بحسب نسبة مؤيديها بين جمهور المصوتين.

        ان القوة المفرطة لجماعة الضغط اليهودية في الولايات المتحدة تقوم هي ايضا على مبدأ الهرم. ان جمهور مواطنين ضئيلا لكنه منظم ومثقف وواعٍ من جهة سياسية وغني جدا ومركز في عدد من الأقاليم الرئيسة، قد يقرر من يشغل مقاعد مجلس النواب الامريكي ومن يجلس في الغرفة البيضوية في البيت الابيض. يزعم كثيرون في العالم أن اليهود يتحكمون بأمريكا وهذا الزعم بالطبع ملوث بغبار معاداة السامية. لكننا اذا نقّينا هذا الزعم من معاداة السامية فيه فلن نستطيع ان ننكر ان جماعة الضغط الاسرائيلية اتخذت طريقة تُمكّنها من استعمال تأثير كبير في سياسة الولايات المتحدة الخارجية. ان أكثرية من الجمهور الامريكي تناصر اسرائيل، لكن ضغطا غير معتدل على ساسة مرشحين للانتخاب يساعد على ان يوجد في مجلس النواب ومجلس الشيوخ اكثرية دائمة تؤيدنا بثبات. وكل رئيس، باقترابه من موسم الانتخابات يوسع ابتسامته الى اسرائيل، ولا يشذ سلوك الرئيس اوباما عن هذه القاعدة.

        ويكمن الخطر في ذلك في ان قاعدة الهرم مضعضعة. فيهود امريكا كما تبرهن أبحاث تُجرى في مواعيد متقاربة يبتعدون عنا. وجماعة الضغط محكوم عليها بالضعف. وليست اسباب ذلك متعلقة بسلوكنا فقط، لكن سلوكنا ليس غريبا عنها.

        قُدم مثال متطرف على ذلك في الاسبوع الماضي في الكلام الذي صدر عن دوف زكهايم نائب وزير الدفاع لشؤون الميزانية في مدة ولاية بوش الأب. وقد تولى مناصب رفيعة ايضا في فترة ريغان وكان من الاشخاص الذين صاغوا تصورات بوش الابن. فقد وصف هذا اليهودي وهو جمهوري حتى النخاع و"صهيوني" بلا شك، التغييرات التي طرأت على المجتمع الاسرائيلي نتيجة تطورات ديمغرافية. وحذر من ان اسرائيل تبتعد عن المثل الامريكية لانها لا تفصل الدين عن الدولة ولانها أقل ديمقراطية وأقل بحثا عن السلام. ربما يكون زكهايم قد تكلم على نحو لاذع مفرط، لكن رأيه فينا لم يعد رأي أقلية بين يهود الولايات المتحدة، فالجمهور اليهودي المثقف يتمسك به بشدة.

        يستطيع زكهايم ان يجد مساعدة على تصوراته في "مقياس الديمقراطية"، وهو بحث يقوم على استطلاع سنوي يجريه المعهد الاسرائيلي للديمقراطية ونشر أمس. وبين النتائج ان نحوا من ثلث الجمهور اليهودي يعتقدون ان مواطني اسرائيل العرب ليسوا اسرائيليين. ويعتقد قرابة 70 في المائة انه توجد حاجة الى اكثرية يهودية لبت قرارات مهمة في شؤون المجتمع والاقتصاد. ويعتقد أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم انه ينبغي حظر إسماع انتقاد شديد على الدولة. ويؤيد 63 في المائة من اليهود رقابة سياسية على مضامين التدريس في الجامعات.

        تُدرج مديرة الاستطلاع البروفيسورة تمار هيرمان حرية العبادة في اسرائيل في المستوى الذي توجد فيه تركيا والاردن ومصر وسوريا والصين والعربية السعودية وروسيا. ومن جهة التوتر الديني فاننا مساوون للهند ولبنان، ومن جهة التوتر العرقي/ اللغوي نساوي في مكانتنا تركيا. تسلحوا بهذا البحث وحاولوا اقناع يهودي امريكي بأن الولايات المتحدة واسرائيل هما دولتان أختان مشتركتان في مثل الديمقراطية وقيمة الانسان. سيصعب عليكم ذلك.