خبر كلمة اوباما -معاريف

الساعة 10:35 ص|26 سبتمبر 2011

كلمة اوباما -معاريف

بقلم: شموئيل روزنر

(المضمون: سيسر اليهود الامريكيون ان يصوتوا لاوباما، فقط اذا ما مد لهم طرف خيط، فقط اذا ما ساعدهم على الاقتناع، فقط اذا ما نسق البث قليلا. سيسرهم أن يصدقوا اوباما – دون صلة بما يصدقه الاسرائيليون - المصدر).

        في بداية شهر اذار من العام 2007 وقف براك اوباما، الذي كان في حينه مرشحا واليوم رئيسا، لالقاء خطابه الهام الاول في الموضوع "الاسرائيلي". كان هذا في شيكاغو، المدينة التي انطلق منها في حملته الانتخابية، أمام جمهور تشكل من مؤيدي اللوبي المؤيد لاسرائيل ايباك. جمهور بدا اوباما مصمما جدا على نيل ثقته. الحرص على أمن اسرائيل "دوما ستكون المنطلق"، قال اوباما في الخطاب اياه. بل وقال: "أبدا لن نسعى الى ان نملي على الاسرائيليين ما هو خير لهم ولمصالحهم الامنية". بعد الخطاب اياه كتبت أقول: "بدا قويا مثل كلينتون، مؤيدا مثل بوش، وديا مثل جولياني. على الاقل في خطابته، اوباما اجتاز كل اختبار كفيل أي شخص أن يرغب في أن يجتازه. على أي حال، فهو مؤيد لاسرائيل، نقطة".

        أربع سنوات ونصف مرت منذ الخطاب اياه – أربع سنوات ونصف تآكل فيه سجله وثارت شكوك في قلوب بعض من مستمعيه. سنوات حاول فيها اوباما بالتأكيد ان "يملي" على اسرائيل سياسة اخرى، ولكنها سنوات حرص فيها ايضا بلا هوادة على أمنها. هل السنوات التي مرت منذ خطاب شيكاغو أثبتت بالفعل انه عبر عن بواطن قلبه الحقيقية للمرشح اوباما ام لعلها اثبتت أن هذه كانت مسرحية سياسية اوباما الحقيقي يشعر فيها ويفكر فيها على نحو مختلف؟

        مدرستان متنافستان الواحدة مع الاخرى في تحليل مكانة اوباما في اوساط مؤيدي اسرائيل. بعضهم يقولون: يوجد للرئيس الامريكي مشكلة علاقات عامة. لو كان الجميع يعرف ماذا فعله من اجل اسرائيل، لما ترددوا في أن يصفوه، اليوم ايضا، بالصديق العظيم. آخرون يقولون: الجمهور ليس غبيا. فهو يشتبه باوباما ليس لانه لا يعرف ماذا فعل – بل العكس، يشتبه به لانه يعرف جيدا ماذا فعل. هاتان المدرستان ستسيران مع الرئيس حتى انتخابات 2012، وسترافقانه في التسريبات المقصودة، الاحابيل الاعلامية، المسرحيات. خطاب اوباما في الامم المتحدة الاسبوع الماضي هو حالة اختبار مشوقة. خطاب كان هناك من قالوا عنه فورا "قلنا لكم انه مع اسرائيل"، وايضا من قالوا عنه فورا "هذه مسرحية على شرف الانتخابات".

        خلافا للخطاب اياه، في شيكاغو، الان يوجد لاوباما ايضا سجل يمكن مراجعته. يوجد، بالطبع، السجل المعروف: مشادات مع حكومة نتنياهو، اتهامات متبادلة، سأم متواصل في الحوار. ويوجد سجل سينكشف بالتدريج حتى الانتخابات. اليوم، مثلا، ينشر الصحفي ايلاي لايك في "نيوزويك" قصة نقل القنابل المتغلغلة للتحصينات التحت ارضية الى اسرائيل. النقل الذي منعته ادارة بوش وصادقت عليه ادارة اوباما. من يتابع حساب التويتر الخاص بلايك، اطلع يوم الجمعة على تبادل الضربات القصيرة بينه وبين جون فودهورتس، محرر المجلة المحافظة "كومنتري" الذي ليس من مؤيدي اوباما. "البيت الابيض يطعم ايلاي لايك في محاولة يائسة لاستعادة الصوت اليهودي الذي بالطبع لم يفقده ابدا"، كتب فودهورتس بسخرة. لايك، على أقل تقدير، لم يحب النبرة: "عليك أن تبدي بعض التحكم بالنفس"، رد على فودهورتس وكتب: "لا يوجد ما يدعو الى التشكيك في صحافتي لانك لا تحب الاخبار".

فودهورتس، اكثر مما شكك بالصحافة (الممتازة) للايك، يشكك بمدى الثقة التي يمكن منحها لاوباما نسخة ايلول 2011، اوباما الامم المتحدة. وحسب نبرة التحليلات التي طرحت في اسرائيل على خطاب الرئيس، يخيل أن هنا ايضا يوجد قدر من الفرح بالتغيير – ولكن ليس ثقة بصدق الرئيس الامريكي. بعد الانتخابات سيعود الى حاله – كانت الرسالة العامة. كل شيء بسبب الصوت اليهودي – كان الفهم السائد.

        غير أن اوباما لا يقصد ثقة اليهود في اسرائيل. فهو يقصد نيل ثقة اليهود الامريكيين، ومعهم نقطة بداية اخرى له: الاغلبية الساحقة تريد أن تصدقه. رئيس امريكي يوجد في مواجهة مع اسرائيل هو رئيس يضع يهود الولايات المتحدة في حرج. رئيس ديمقراطي يوجد في مواجهة مع اسرائيل يضعهم في حرج أكبر. فلمن سيصوت اليهود بعد سنة – لمرشح جمهوري؟ من الصعب التصديق. أسيبقون في بيوتهم؟ هم لم يعتادوا على البقاء في بيوتهم. لاوباما؟ سيسرهم ان يصوتوا لاوباما، فقط اذا ما مد لهم طرف خيط، فقط اذا ما ساعدهم على الاقتناع، فقط اذا ما نسق البث قليلا. سيسرهم أن يصدقوا اوباما – دون صلة بما يصدقه الاسرائيليون.