خبر خطابا إدعاء- هآرتس

الساعة 07:13 ص|26 سبتمبر 2011

خطابا إدعاء- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

في المناكفة الاسرائيلية – الفلسطينية، التي تتواصل منذ أجيال، يخيل أن الطرفين استنفدا حتى الان كل المزاعم، الحجج وأقوال المناكفات المتبادلة التي يمكن للمرء أن يتصورها: تلك التي قيلت بغضب يترافق والعنف وسفك الدماء وتلك التي قيلت من الشفة الى الخارج، تلك التي طرحت بغموض لغرض الحوار. الى أن جاء "نزال الخطابين الكبيرين" في الجمعية العمومية للامم المتحدة أول أمس، فكشف عن مستوى آخر: اليأس الذي لم يعد الطرفان يستمعان فيه أو يتوجهان فيه الواحد الى الاخر، بل ينثران في الهواء حججهما وشكاويهما، على أمل تحقيق "نقطة دعائية" اخرى ممن لم يملوا بعد الانشغال بالنزاع.

        الخطابان رافقا فقط الخطوة ذات المغزى حقا – توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى الامم المتحدة لتعترف بفلسطين كدولة. هذه الخطوة عرضت بحد ذاتها كفعل جاء إثر يأس من مجرد الحوار مع حكومة نتنياهو، ورئيس السلطة أرفقها بخطاب لاذع ومرير، يتناسب وهذه الروح. ولكن تشاؤما غير قليل أثارته ردود فعل رجال نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ممن سارعوا الى وصف الخطاب بأنه "التحريض الاكبر" وعرضه كتشكيك بمجرد وجود اسرائيل؛ وذلك في ظل تشويه بعض من أقوال عباس، وتجاهل تركيزه أساسا على عائق الاستيطان، وتصريحه باننا لا نريد عزل اسرائيل، بل نزع الشرعية عن الاحتلال فقط.

        بهذه الروح، التي تحاول طمس مسألة المستوطنات المنغرسة كالشوكة في قلب النزاع، ألقى ايضا بنيامين نتنياهو خطابه – "خطاب حياة" آخر تطرق للاعتداءات على اليهود، لغيتو وارسو، لجلعاد شليت ووصل حتى عهد حزقياهو؛ خطاب منذ البداية لم يوجه لاذان الفلسطينيين وهؤلاء من جانبهم لم يكلفوا نفسهم عناء بثه.

        لسماع الروايتين القطبيتين، يخيل وكأن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني عاد في آلة الزمن الى بداية القرن الماضي، وعشرات سنوات الحوار شطبت وكأنها لم تكن، لفرحة المتطرفين في الجانبين. لا السلام – بل مجرد اللقاء المباشر بين الطرفين – بات يعتبر مرة اخرى كهدف، وحتى هذا آخذ في الابتعاد.