خبر الإعلام « الإسرائيلي »: نتنياهو وعباس أعادا شعبيهما إلى عام 1947

الساعة 01:49 م|25 سبتمبر 2011

الإعلام "الإسرائيلي": نتنياهو وعباس أعادا شعبيهما إلى عام 1947

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

العودة إلى المربع الأول هي العنوان الذي يمكن تجميعه من "بازل" المقالات والتحليلات الإسرائيلية لحصيلة الأيام الأخيرة التي توجت بخطابي رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة.

الكاتب الصحفي إيتان هابر كتب ذلك مباشرة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الصادرة اليوم الأحد، حينما وقف نتنياهو وأبومازن ظهر يوم الجمعة على "قمة مسادا وعلى أسوار سبارطة".

ويبدو أن هذين الرجلين قد أعادانا جميعا إلى المربع الأول، كأن دماء الآلاف من الجانبين لم تسفك، ولم تكن مفاوضات ولم توقع اتفاقيات، يقول هابر، نتنياهو وأبومازن أعادا شعبيهما إلى 29 تشرين ثاني/نوفمبر 1947.

الاستنتاج نفسه وصل إليه الصحفي ناحوم بارنيع، موفد "يديعوت أحرونوت" إلى نيويورك الذي كتب من هناك يقول، إذا افترضنا أن كلا من أبومازن ونتياهو صادقان، فإن الاستخلاص المتوجب من ذلك هو إغلاق "البسطة" المسماة "عملية السلام" وأن دولة فلسطين لن تكون، ودولة يهودية وديمقراطية لن تكون، بل سيكون خطباء ناريون واستقبالات حماسية وحرب أبدية.

هي عودة 18 عاما إلى الخلف إلى ما قبل أوسلو، يقول بارنيع، في حين تكتب سيما كدمون، أن الشيء الوحيد الذي بدا واضحا من الخطابات في الأمم المتحدة، هو أن سلاما لن يكون هنا في السنوات القريبة أو حتى في عهد الأجيال القادمة، لأن الفلسطينيين يريدون دولة ولكنهم غير جاهزين للسلام، والإسرائيليون يرودن سلاما ولكنهم غير جاهزين لمنح الفلسطينيين دولة.

أما الصحفي روني شكيد، فيكتب في الجريدة ذاتها، أن الفلسطينيين أعطوا أبومازن فرصة في إدارة الإستراتيجية الفلسطينية بدون عنف، وهذا سبب الهدوء الأمني الذي ساد الأراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة، ولكن لكي لا نوهم أنفسنا، يقول شكيد، فان ثقافة المقاومة مغروسة عميقا في المجتمع الفلسطيني.

ويضيف، صحيح أنها كانت نائمة في السنوات الأربع الماضية، ولكن من شأنها أن تبعث من جديد، ومؤخرا تخرج أصوات من داخل حركة فتح بالذات، تنادي بتجديد العمليات العسكرية داخل أراضي الـ67 وضد الجيش والمستوطنين.

ويتابع شكيد، أنه منذ سنوات العشرين من القرن الماضي يمر الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني بمد وجزر، والمواجهات العنيفة تنفجر كل 6-7 سنوات، وفي الظروف الحالية وفي غياب مبادرة جديدة فإن هذه الفترة ستكون أقصر.

صحيفة "هآرتس"، كتبت في افتتاحيتها اليومية تقول، لقد بدا وكأن الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني قد عاد في ماكنة الزمن إلى بدايات القرن الماضي، وأن عشرات السنوات من المحادثات قد محيت. وأضافت، أنه من حق المتطرفين في الطرفين، على حد قولها، أن يفرحوا لأنه ليس السلام فقط، بل مجرد اللقاء المباشر بين الطرفين صار هدفا، ويبدو بعيدا أيضا.

بن كاسبيت، يكتب في صحيفة "معاريف" أنه في مسابقة الخطابات التي جرت يوم الجمعة فاز نتنياهو، على الأقل بالنسبة لنا، فهو يجيد الخطابة. صحيح أن الوفد "الإسرائيلي" هو الوحيد الذي صفق له (ليبرمان بالذات لم يصفق ولو مرة واحدة، قد يكون يعرف شيئا لم نعرفه نحن)، ويواصل، نتنياهو يعرف منصة الخطابة في الأمم المتحدة أكثر مما يعرف منصة خطابة "متسودات زئيف" (مركز الليكود)، هذه ساحته هناك ولد وترعرع، يقول بن كاسبيت، ويضيف أن المشكلة الصغيرة هي أنه لم يتغير شيء من وقتها إلى اليوم، الفلسطينيون ما زالوا هنا كي يبقوا إلى الأبد، العالم الإسلامي يغلي من حولنا ولا يبرد، والعزلة الدولية تطبق علينا، ورغم الجولة الناجحة في الأمم المتحدة فإن التحالفات الإقليمية تنهار، ورغم النشوة اللحظية فإن السفينة تستمر في الإبحار باتجاه جبل الجليد، يقول بن كاسبيت.

ما افتتح به هابر، يختتم به دوف فايسغلاس، من كان رئيس طاقم المفاوضات "الإسرائيلي" سابقا، حين يكتب في "يديعوت أحرونوت" أن العالم أعطى "إسرائيل" فرصة قصيرة زمنيا، للمباشرة بمفاوضات جدية وحقيقية، وإذا ما أضاعت "إسرائيل" هذه الفرصة أيضا، فستكون كارثة سياسية.